اعتبرت الخارجية الفلسطينية، أمس، أن الخريطة التى استعرضها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والتى ضمت الضفة الغربية لإسرائيل تكشف أجندات اليمين المتطرف، وطالبت بتحرك دولى عاجل لحماية حل الدولتين.
قالت الخارجية فى بيان إن خريطة نتنياهو تجسيد عملى لمحاولة نفى الوجود الفلسطينى وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة على طريق تهجيره من أرض وطنه.
أضاف البيان: «يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويكرر استخدام خارطة تضم الضفة الغربية لدولة الاحتلال فى اعتراف صريح وواضح بهذه الجريمة الاستعمارية العنصرية».
تابعت: «وفى استخفاف بالشرعية الدولية وقراراتها وبارادة السلام الدولية والاتفاقيات الموقعة، وفى تحد سافر للجهود الدولية المبذولة لوقف حرب الإبادة والتهجير وأحياء عملية السلام على أساس حل الدولتين».
أردفت: «تنظر الوزارة بخطورة بالغة لهذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي، خاصة أن الاحتلال يمارس أبشع أشكال الجرائم ضد شعبنا، فى تجسيد عملى لمحاولة نفى الوجود الفلسطينى وحقوقه الوطنية العادلة والمشروعة على طريق تهجيره من أرض وطنه».
شددت على أن «ما عرضه نتنياهو من سياسة استعمارية عنصرية توسعية يمارسه على الأرض على سمع وبصر العالم، المطلوب من المجتمع الدولى احترام التزاماته وتنفيذ الرأى الاستشارى الذى صدر عن محكمة العدل الدولية فورا وقبل فوات الأوان».
كان نتنياهو قد استعرض خريطة إسرائيل، الإثنين، لم تظهر بها مدن الضفة الغربية المحتلة، وتحدث خلال مؤتمر صحفى عن أهمية سيطرة الجيش الإسرائيلي على محور فيلادلفيا الحدودى بين قطاع غزة ومصر، لكن خلو الخريطة من أى إشارة إلى الضفة كان لافتاً.
من جهته، أفاد المتحدث باسم كتائب «القسام»، الجناح العسكرى لحركة «حماس»، أبو عبيدة، بأن الحركة أصدرت تعليمات جديدة لحراس المحتجزين بشأن التعامل معهم حال اقتراب قوات إسرائيلية من مواقع الاحتجاز، محملا تل أبيب المسئولية عن سقوط المحتجزين الستة فى الآونة الأخيرة.
قال أبو عبيدة، فى بيان عبر منصة «تليجرام»، إن «رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسئولية الكاملة عن سقوط الأسري، بعد تعمدهم تعطيل أى صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوة على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوى المباشر».
أشار إلى صدور «تعليمات جديدة» لعناصر الحركة المكلفين بحراسة المحتجزين «بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم».
على الصعيد الميداني، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى غزة ارتفاع حصيلة ضحايا القطاع إلى 40 ألفاً و819 فلسطينياً، بالإضافة إلى 94 ألفاً و291 مصاباً، وذلك فى اليوم 333 منذ بدء الحرب الإسرائيلية.
تتواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على القطاع وخاصة على حى الزيتون، والتى راح ضحيتها 16 شهيداً منذ فجر أمس، كما قصفت إسرائيل سوقاً شعبية فى محيط مدرسة تؤوى نازحين بمخيم جباليا، ما تسبب فى سقوط عدد من الشهداء والجرحي.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى قتل قائداً فى حركة حماس قاد الهجوم على مستوطنة نتيف هاسارا فى السابع من أكتوبر.
أفادت الوسائل أن الجيش وجهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى قتلا أحمد وادية فى غارة جوية أسفرت عن مقتل ثمانية أعضاء من حماس بالقرب من مستشفى الأهلى فى مدينة غزة.
بحسب صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، «داهم وداية إسرائيل فى صباح السابع من أكتوبر باستخدام طائرة شراعية، وأشرف على مذبحة راح ضحيتها 22 من السكان».
على صعيد آخر، أفادت القناة 12 الإسرائيلية، أمس، بأنه بعد 10 أشهر من بدء حرب غزة، تمكنت حماس من استعادة قدراتها شمالى القطاع.
أضاف: «التقديرات تشير إلى أن حماس جندت نحو 3000 مقاتل جديد شمال قطاع غزة».
بعد أشهر من الحرب التى خاضتها إسرائيل بهدف القضاء على حركة حماس كليا، تعددت التقارير التى تحدثت عن قدرة الحركة على استعادة قوتها وزيادة عدد مقاتليها.
قبل أسابيع، علّق الجيش الإسرائيلى على تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، وكشف أن تل أبيب غير قادرة على القضاء على حركة حماس رغم نجاحها فى إضعافها، مما يدفع باتجاه عقد صفقة لاستعادة الرهائن.
فى الضفة الغربية، تستمر العملية العسكرية الإسرائيلية التى تعد الأكبر التى تشنها إسرائيل هناك منذ عام 2002، لليوم السابع على التوالي. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن العدوان الإسرائيلى المستمر على الضفة الغربية منذ الأربعاء الماضى أسفر عن استشهاد 30 فلسطينياً، منهم 6 أطفال، فضلا عن إصابة 130 شخصاً بنيران الاحتلال.
واستشهد فتى فلسطينى وأصيب 3 شبان باعتداء لقوات الاحتلال في طولكرم والخليل بالضفة الغربية المحتلة، كما أعاد الجيش الإسرائيلى حصار مستشفيات طولكرم وسط انتشار لقواته فى مناطق بمحيط المخيم، مع تواصل عدوان الاحتلال على المنطقة لليوم السابع على التوالي.
أكدت مصادر طبية استشهاد فتى فلسطينى وإصابة والده برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلى فجر أمس فى مخيم طولكرم.
فى حين أفاد الهلال الأحمر بإصابة فلسطينى آخر إثر اعتداء قوات الاحتلال عليه بالضرب خلال اقتحام قرية فى طولكرم، وأكد إصابة آخر برصاص قوات الاحتلال خلال اقتحام مدينة قلقيلية شمالى الضفة.
ميدانياً أكدت سرايا القدس – كتيبة طولكرم أن مقاتليها يتصدون لقوات الاحتلال المقتحمة لمدينة طولكرم بالرصاص والعبوات المتفجرة.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن آليات للاحتلال ترافقها جرافتان من النوع الثقيل اقتحمت طولكرم من مدخلها الغربى بعد انسحابها فجراً من مخيم المدنية، كما فرضت حصاراً مشدداً عليه.
على صعيد آخر، سلّمت مخابرات الاحتلال الإسرائيلي أمس، خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري استدعاء للتحقيق بعد اقتحام منزله بالقدس المحتلة.
نقلت وسائل إعلام فلسطينية عن المكتب القانونى للشيخ عكرمة صبرى (85 عاما) أن مخابرات الاحتلال داهمت منزله، واستدعته للتحقيق فى مركز المسكوبية بالقدس الشرقية.
كانت سلطات الاحتلال اعتقلت الشيخ صبرى لعدة ساعات، بعد أن نعى فى خطبة الجمعة بالأقصى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشهيد إسماعيل هنية، الذى اغتالته إسرائيل فى العاصمة الإيرانية طهران نهاية يوليو الماضي.
كما أصدرت فى أغسطس الماضى قرارا بمنع خطيب الأقصى من دخول المسجد لفترة 6 أشهر.
يؤكد الشيخ عكرمة صبرى بشكل متواصل أن إسرائيل تهدف إلى منع انتقاد تجاوزات المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك، متهما الإعلام الإسرائيلى والجماعات المتطرفة بالتحريض ضده «بشكل شرس ومتعمّد».
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية الشيخ صبرى عدة مرّات خلال السنوات القليلة الماضية.
كما أفادت مؤسسات الأسرى الفلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت 22 فلسطينياً فى الضفة الغربية. وبذلك، ارتفع عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى أكثر من 10 آلاف و400 معتقل.