رغم أن د.شوقى علام مفتى الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم كان أول من رفع راية التحذير من مخاطر الذكاء الاصطناعي، إلا أن (أبالسة) اللجان الإليكترونية يريدون تخويف وتهديد من يحمل سلاح الوعى المجتمعى ضد منهجية التخدير الفكرى التى تسمح لهم بنشر سموم التكنولوجيا لتغييب الإدراك لدى البسطاء، سواء مؤسسات أو قادة فكر أو علماء دين حتى تكون عقولهم مفتوحة لاستقبال الأكاذيب حول القضايا المختلفة من دينية وسياسية واقتصادية وأخلاقية.
إن الفيديو المفبرك الذى تم نسبته إلى مفتى الجمهورية الأسبوع الماضى بمثابة (جس نبض) عن مدى التأثير والتأثر والقدرة على صناعة فوضى الأفكار، وجاء اختيارهم لرمز الإفتاء فى العالم الإسلامى لأنه متيقظ لخيوط المؤامرة منذ اللحظة الأولى معتمدا على بيانات دقيقة وحقائق علمية مدروسة لا تعرف الهوى ولا الغرض، درجة أن فضيلة المفتى قرر إنشاء مركز الاستشراف الإفتائي، وهدفه التنبؤ المستقبلى للفتاوى على المستوى الشخصى والمجتمعى وفق متابعة القضايا المثارة إعلاميا أو فى السوشيال ميديا بكافة ألوانها، وجاء تاليا لهذا المركز إنشاء مؤشر عالمى للفتوى يقوم بتحليل خطاب التنظيمات الإرهابية، وقد تبين لفريق العمل خلال رصد عدد من خطابات التيارات المتشددة خطورة امتلاكها أدوات الذكاء الاصطناعي، وقد انتجت دار الإفتاء دراسة عن «الذكاء الاصطناعى فى خدمة الإرهاب الرقمي» ناتجة عن تحليل الخطاب الإفتائى للتنظيمات الإرهابية، متضمنة تحليل خطاب التنظيمات الإرهابية المتعلق بالذكاء الاصطناعي، من حيث تطويع الفتوى لتسهيل مرورها فكريا عند أتباع هذه التنظيمات الإرهابية، وقد اعتمدت الدراسة على عينة عشوائية (500) إصدار إفتائى متنوع (مكتوب ومرئى وصوتي) لتنظيمَى (القاعدة وداعش) بما يؤكد أن هذه التنظيمات وجدت فى التكنولوجيا الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعى ضالتها فى التواصل بشكل آمن وسريع مع بعضهم، والمجنّدين المحتملين، أو بالتخفى والهروب من التتبع الأمني، أو فى استقطاب وتجنيد الأتباع، وتسهيل عملياتهم الإرهابية اعتمادا على «التخفى الإلكتروني» واستخدام الميتافيرس فى العمليات الإرهابية» و«الحروب السيبرانية»
قضايا الذكاء الاصطناعى فى خطاب التنظيمات الإرهابية الإفتائى يدور حول عدة محاور: التخفى الإلكترونى بنسبة (30 ٪)، والتجنيد الإلكترونى بنسبة (27 ٪)، واستخدام ألعاب الميتافيرس فى الاستقطاب والتدريب على العمليات الإرهابية بنسبة (18 ٪)، واستخدام الذكاء الاصطناعى فى عمليات إرهابية رقمية فيما تسميه هذه التنظيمات (بالغزوات الإلكترونية بنسبة (15 ٪)، أو تسهيل عمليات إرهابية بنسبة (10 ٪) كما أن التنظيمات الإرهابية حرصت أن يحقق خطابها الإفتائى التجنيد الإلكترونى اعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي، والاعتماد على نسبة فتاوى تبين الثواب العظيم للاستقطاب الإلكتروني، وبلغت نسبتها (60 ٪) ، وفتاوى تدعو إلى تعلم أدوات الذكاء الاصطناعى بنسبة 40٪، مشددا أن استخدام ألعاب الميتافيرس فى التدريب على العمليات الإرهابية، يُعدّ أخطر أنواع الإرهاب، إلى جانب أن امتلاك ألعاب الميتافيرس حقق إمكانية الربح المادى واستغلاله فى الإنفاق على العمليات الإرهابية، وقد ثبت استغلال داعش للألعاب الملحمية فى استقطاب الشباب، والتى غالبًا ما تكون غير مراقبة بشكل صارم، تابع أمين عام دور وهيئات الإفتاء فى العالم تصريحاته بأن التنظيمات الإرهابية تسعى إلى استغلال أدوات الذكاء الاصطناعى فى (الغزوات الإلكترونية) أو ما يعرف عالميًا (بالهجمات الرقمية) أو (الحروب السيبرانية)، والتى تعتبر أخطر أنواع الهجمات باعتبارها تخترق الحدود الجغرافية، وقد تضرب نظامًا حكوميًّا كاملا، وهو ما حرضت عليه فتوى التنظيمات بإرشاد أتباعها على تلقى تعليم تكنولوجى جيد من أعرق الجامعات التكنولوجية العالمية وذلك بنسبة (75٪) من إجمالى خطاب الغزوات الإلكترونية، ويعتبر معهد ماساتشوستس من أكثر المؤسسات العالمية التى حرضت التنظيمات الإرهابية أتباعها على تلقى التعليم التكنولوجى فيها.
أبرز دلائل الكذب باستخدام الذكاء الاصطناعى ما حدث فى مارس 2022، حينما ظهر مقطع فيديو للرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى وكأنه يستسلم للقوات الروسية، حيث تستطيع مخرجات الذكاء الاصطناعى التوليدى أن تكون مقنعة درجة خلق شعور زائف بكونها واقعا حقيقيا، وينطوى ذلك على إمكانية نشر معلومات مغلوطة، وإثارة الذعر، بل وزعزعة استقرار النظم الاقتصادية أو المالية نتيجة «هلوسة» الذكاء الاصطناعي
سيواصل المفتى طريقه فى حماية الفكر الإفتائى من تيارات الانحراف والتشدد، وأن هناك عملاً متواصلاً لإعداد مجلدات إفتائية خاصة بالأسرة، بهدف توجيه الأبوين للتعامل مع الإرهاب الإلكتروني، والتثقيف بشأن تعامل أبنائهما مع الوسائل التكنولوجية الحديثة والألعاب الرقمية.