وسط أسماء وقامات في مجال البحث العلمي تم اختياره ليفوز بأرقى جائزة من الدولة في العلوم لعام 2023، وهي جائزة «النيل» المستحقة لأكثر شخصيات قدمت خدمات لمصر من خلال مجال تخصصها، وتركزت ميزات هذا العالم في الصبر والجلد والطموح حتى جاء اسمه في قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالموتمكن من وضع بصمة خاصة له في مجال العلوم الحيوية .
نجح العالم الجليل الدكتور فاروق كامل مصطفى الباز أستاذ الكيمياء الحيوية بالمركز القومي للبحوث، الذى انجح في نقل وتوطين تكنولوجيا الطحالب بعد مشوار بحثي أستمر لأكثر من 40 عاماً في هذا التخصص وحصل خلالها على العديد من الجوائز التقديرية المحلية والدولية .
روى العالم القدير قصة مشواره البحثى في مجال تخصصه أثناء لقائه بـ«الجمهورية الأسبوعى» وتحدث عن مراحل القوة في حياته بدءاً من الدكتوراه حتى وصوله إلى أرقى الجوائز العلمية فى مصر .
قال الدكتور فاروق كامل الباز ان فوزه بجائزة الدولة فى العلوم الزراعية، أسعده وجاء تقديراً لجهود مضنية بذلها للارتقاء بالبحث العلمى في مصر خاصةً في مجال تخصصه، وانها ليست المرة الاولى الذي يحصل على جائزة من جوائز الدولة في العلوم وانه حصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام 2008، وتم تكريمه من قبل الرئيس الأسبق حسني مبارك وأهداه ميدالية ذهبية وشهادة تقدير ووسام، ثم حصل على جائزة الدولة للعام الماضى ويقول هذا الفضل بسبب دعوات والدتي وعمل شاق ومخلص من أجل رفعة العلم .
وأضاف انه بدأ مشواره العلمي من 50 سنة في خدمة البيئة ويعتقد أن هذا السبب وراء منحه الجائزة، وكما نعلم ان العالم الآن يتجه نحو الطاقة النظيفة لتقليل التلوث الهوائي واحد مصادر الانبعاثات التلوث البيئي الناتج عن عوادم السيارات والطائرات وبالتالي بدأنا منذ سنوات في البحث عن بدائل للوقود البترولي الذي يعد أحد المسببات الرئيسية للانبعاثات وعندما يتم تخفيض هذهالانبعاثات تقل درجة حرارة الكرة الأرضية ولذلك أنتجنا الوقود الحيوي الذي تصل نسبته إلى 20 ٪ إلا ان تقوم الشركات المنتجة للسيارات بتعديل المواتير حتى يتسنى رفع النسبة، واستخلصنا زيوت من الطحالب لأنها كائنات حيه بها خلايا تستطيع ان تقوم بجميع الوظائف الحيوية التي يقوم بها جسم الإنسان مثل التنفس والتكاثر والإخراج والتمثيل الضوئي وغيرها، ويتم انتاج الزيت الحيوي بعد تنفيذ بعض التفاعلات في الزيوت لتحويلها لوقود حيوي وبهذا الشكل نساهم في تقليل الانبعاثات .
وأوضح الباز انه عندما ترتفع نسبة الزيوت في الطحالب نأخذ الزيوت وبها مكونات بها مركبات فعالة تفيد فى علاج كثير من الأمراض مثل السرطان وهشاشة العظام ومرضى السكر وتليف الكبد، لافتاً إلى ان هذة المركبات الفعالة مضادة للأكسدة تستطيع علاج وهن العظام وإعادة الأعضاء المهشمة لكبار السن مرة أخرى مثل «astathanca» وهو أقوى مضاد في العالم بتنتجه الطحالب وهذا المشروع أحد المشروعات الهامة التي أخذتها من الاتحادالأوربي خلال مناقصة في مصر من وسط 800 باحث وحصلت على دعم مادي وصل إلى 600 ألف يورو بما يساوي 30 مليون جنية لعمل الدراسات اللازمة، وأشار إلى ان هذة الطحالب تتربى في الأجواء المفتوحة لكنها تحتاج لهواء نقي ولذا وفر الأتحاد لي المفاعل الضوئي الحيوي وهذا مكان مؤهل لتربية الطحالب وإكثارها حيث تتكاثر الخلايا في الطحالب كل ساعتين وبهذا يمكن إنتاج كميات أكبر من المركبات الفعالة لعلاج تليف الكبد وفي خلال 3 اشهر يمكن عودة الكبد إلى حالتها الأولى وهذا تم بالتعاون مع الدكتور جمال عصمت الأستاذ بجامعة القاهرة، كما تنتج الطحالب بعد استخلاص الزيوت الفعالة مركبات غنية يمكنها معالجة الأمراض بالتعاون مع وزارة الصحة .. وأشار د. الباز إلى انه خلال منحة الاتحاد الأوروبي سافر إلى عدد كبير من دول العالم لمواكبة تكنولوجيا الطحالب ومعاينة أحدث الأجهزة المستخدمة منها إيطاليا وهولندا وشاهد هناك المزارع الكبيرة للطحالب والإنتاج الموسع منها لإستخلاص الزيوت الفعالة والتي تتضمن المفاعلات الضوئية لأنتاج أطنان من الطحالب بشكل يومي وهناك سلالات تسمى «البيتروكوكاز» تنتج زيوت بنسبة 80 ٪ وهذا يفوق النسبة المعتادة للإنتاج العادي التي تصل إلى 24 ٪ ومن خلال هذة الخبرات منذ 2015 حتى تمكنت من نقل تكنولوجيا إنتاج الطحالب إلى مصر وزيادة نسبة الزيوت بها، كما انه.
وقال أنه مثل مصر كمتحدث في المحافل الدولية والمؤتمرات العلمية وورش عمل في عدد من دول العالم، وحصل على الدكتوراه عام 1979 في أستخلاص الزيوت من الطحالب لأن في هذا التوقيت كان هناك نقص كبير في الزيوت النباتية بالسوق المصري، والطحالب في الأساس مصدر لإنتاج البروتينات النباتية واستطعت من خلال أبحاثي تحويل مسار التفاعلات الحيوية فى خلايا الطحالب من إنتاج البروتين إلى إنتاج الزيوت وهذه كانت النقلة العلمية الكبيرة لأننا تمكنا من توظيفها بشكل أخر، عن طرق تغير البيئة التي تنمو بها الطحالب وذلك من خلال عمل محدودية لبعض العناصر الغذائية للطحالب ونجحت للوصول لنسبة عالية من الزيوت من80 ٪ ألى 40 و50 ٪بحيث ننتج كميات كبيرة وتصبح ذي منفعة اقتصادية .
وأضاف ان الوقود الحيوي وما شابهه مازال تكلفتها عالية ولكن مصر تتميز بالظروف الجوية ملائمة طول العام لإنتاج الطحالب ولكن في الدول الأوروبية تصل درجة الحرارة إلى 20 درجة وبهذا لا يمكنها الكثير إلا في فصل الصيف فقط ولهذا يتم إنتاجها تحت مناخ صناعي ولذلك التكلفة في مصر والدول المحيطة تصبح أقل تكلفة في عمل البيئة ولكنها مكلفة في المفاعلات الضوئية المكلفة، والحل هو تصنيع مفاعلات محلية لكي يتسنى لنا زيادة عدد الطحالب، لافتاً إلى أول مفاعل ضوئي مغلق أدخله مصر من أنجلترا فى عام 2016 .
وأكد على مساهمته في مشروعات بحثية عديدة مقدمة من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا أنتجت فيها مركبات صيدلانية ومكملات غذائية من الطحالب تم تسجيلها في هيئة الدواء المصرية ونحن لا ننام ونهدأ حتى والدولة والمركز القومي يساعدنا في توفير التمويل حتى نستطيع شراء حاجتنا من المواد الكيماوية حتى نتقدم في أبحاثنا .
ونصح شباب الباحثين بتوجيه أبحاثهم التطبيقية نحو الهدف الذي يخدم خطة الدولة واحتياجات المجتمع المصري لأنه لا يوجد وقت لنشر البحوث النظرية غير هادفة وهذا توجه عام من الوزارة بتوجيه الأبحاث التطبيقية لدعم خطة التنمية المستدامة 2030، ولا شك في ان ارتفاع تمويل البحث العلمي بشكل كبير قد أثر بالإيجاب على الأبحاث من حيث توفير الإمكانيات لشراء الأجهزة الحديثة للوصول الى الهدف الأسمى للبحوث .