سيطر الرعب والفزع على أروقة مستشفى جامعة المنوفية بشبين الكوم عقب حادث سقوط المصعد المروع، والذي كاد أن يودي بحياة 17 شخصًا لولا تدخل القدر. تساؤلات ملحة تتردد الآن بين العاملين، هل كان هذا الحادث بمثابة جرس إنذار ضروري؟ وهل سيُحرك المسؤولين لاتخاذ إجراءات رقابية صارمة تمنع تكرار هذه الكارثة في صرح طبي حكومي بهذا الحجم؟
الجميع في حالة انهيار وصدمة يخشون من العشوائية المنتشرة في كل شيء وحالة الإهمال والفوضي التي تحدث بصفة مستمرة وتؤدي لضياع أرواح الأبرياء من تدافع ركابه باستهتار وبدون وعي لعدم الاستجابة للتعليمات ونصائح “العامل “المخصص لة بالاكتفاء بـ8 ركاب فقط بدلا من تضاعف الحمولة بهذا الشكل المستفز والقاتل “فمن أمن العقاب أساء الأدب”.
المصابون: سيناريو متكرر.. ولابد من المحاسبة
وطبقًا لرواية الضحايا فالمشهد يبدو وكأنه عملية “بلطجة وبجاحة” أو “مولد وصاحبه غايب” أمام حالة الانفلات التي يعانون منها يوميا في تلك المهزلة من أناس متبلدي المشاعر وبلا ضمير فلا مجيب لصرخاتهم وشكواهم المستمرة دوما للمسؤلين للسيطرة علي الموقف من التزاحم في “الأسانسير ” خاصة وقت الذروة بعد انتهاء فترة العمل والسباق عليه بدون أي ضوابط أو نظام وخشية حدوث كارثة آخري لا قدر الله وفي وقت لا ينفع الندم لأنهم رأوا الموت بأعينهم وطالبوا الدكتور أحمد القاصد رئيس الجامعة التصدي بنفسه لتلك المهزلة والمتابعة كما وعد.
أحد المصابين قرر في نبرات حزينة ودموعه تسبق كلماتة إنه يتمني أن تصل صرختهم لصاحب القرار بحسم الأمر والالتزام في ركوب” الأسانسير” بنظام وضوابط محددة وصيانة دورية بدون إهمال وعدم تجاوز العدد المقرر لحمايتهم كعمال “غلابة” من الموت بهذه الطريقة البشعة.. فهم يعملون بالدولة وفي مكان حيوي له أهميته ووفق لوائح وقوانين وبدون تقصير فكيف يحدث ذلك ولا يشعر أحد بهم.
ويتسأل هل لآن السادة المسؤلين الكبار لهم مصاعد وأماكن أخري آدمية ومكيفة أفضل بكثير نتمني الاهتمام بآدمية العمال البسطاء بعض الشيء.
تفاصيل لحظات الرعب
قال وهو يروي تلك اللحظات العصيبة بأنه استقل المصعد من الطابق الرابع (الخامس علوي)، برفقة اثنين من زملائه، وتوقف المصعد في طابق أدنى، لتكتمل فصول الكارثة الكارثة، “فوجئنا بهجوم وتدافع كبير للركوب، رجال وسيدات، خاصة أن التوقيت تزامن مع خروج الموظفين، ودخل مجموعة كبيرة دون سيطرة من عامل المصعد، حتى أصبح العدد داخل الأسانسير 17 شخصًا، رغم أن حمولته القصوى 8 فقط”.
وأضاف المصاب الذي رفض نشر اسمه، “أن الباب كان مفتوحًا بسبب الزحام، وفجأة حسينا إن في حاجة غلط.. كأن الروح بتتسحب ومفيش أكسجين فالمشهد كان كابوس مخيف عبارة عن حالات خنقة وإغماءات علي طريقة فيلم “بين السما والأرض” في تلك اللحظات التي استسلم فيها لقدره” اضطرته الظروف للجلوس على الأرض وهو يتصبب عرقا وبعد لحظات سقطوا في “بير السلم” بارتطام شديد هز أرجاء المبني وجعل الجميع يصرخ وهو ينطق بالشهادة.
وأكد أنه أصيب بكدمات شديدة في الركبة تعوقه عن الوقوف حاليا، لكنه غادر المستشفى بعد طمأنة الطبيب له بتحسن حالته خلال أيام.. مشيرا الي أن الإصابات بين الركاب تنوعت بين كسور في الرقبة والعمود الفقري، وكسور في القدم.
رئيس الجامعة: فتح تحقيق عاجل.. ومحاسبة المقصرين
كانت جامعة المنوفية قد أصدرت بيانا أوضحت فية سقوط المصعد من الطابق الثالث حتي الأرضي مما أدي الي إصابة ١٦ من العاملين بالمستشفي بالإضافة الي عامل المستشفي وانتقل الدكتور أحمد القاصد رئيس الجامعة وعدد من المسؤولين إلى موقع الحادث لمتابعة الحالة الصحية للمصابين والاطمئنان عليهم وتقديم الإسعافات والفحوصات اللازمة، مؤكدة أن ثلاث حالات فقط تعرضت لكسور، فيما وُصفت باقي الإصابات بالمطمئنة.
كما قرر رئيس الجامعة فتح تحقيق عاجل في الحادث، وشكل لجنة برئاسة أمين عام الجامعة وعضوية الجهات الهندسية والقانونية للوقوف على الأسباب ومحاسبة المقصرين.
وتبين ان المصابين هم: علياء شعبان الحناوي، هبة محمد الأشقر، مبروك إبراهيم، وليد محمد خليل، إسراء مصطفى سلطح، وفاء محمد سلام، هيام فاروق محمد، هبة عبد العزيز حسن، رشا الكومي جابر، رحاب شعبان أبو عليوة، رزقة موسى النادي، يوسف مجدي الشافعي، وفاء طلبة القصاص، راند جمال درويش، ريهام محمد عفيفي، أشرف حسن، سامي عبد المجيد الخولي .
تم سماع أقوالهم ورواية كلا منهم ولايزال التحقيق مستمرا في الحادث الذي اصبح عرض مستمر في أماكن كثيرة بمؤسسات الدولة وغيرها يوميا نتيجة للفوضي والإهمال ودون مراعاة لأرواح الأبرياء فهل ينتهي الأمر عند هذا الحد مستقبلا.