بعدما توارى الحديث عما تبقى من مراحل صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، بات التركيز منصبا على طرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين خارج أرضهم، وتداعيات هذا الطرح.
تتواتر تقارير عن الدفعة الخامسة من تبادل الأسرى والرهائن المقررة اليوم السبت، فى ظل حالة من عدم اليقين بشأن إتمامها ومدى التزام حركة حماس بتفاصيلها بعد تصريحات الرئيس الأمريكى التى كشف فيها ليس فقط عن رغبته فى خروج الحركة من المشهد، ولكن أيضا عن إخلاء القطاع ككل من الفلسطينيين، الأمر الذى أثار ردود فعل دولية معارضة على نطاق واسع.
ومن المنتظر حسب اتفاق التبادل، ان تطلق حماس سراح 3 محتجزين إسرائيليين من الرجال اليوم السبت ولكنها تأخرت أمس فى موعد تسليم قائمة بأسمائهم للجانب الإسرائيلي، فيما توجه اليوم وفد اسرائيلى إلى الدوحة، يرأسه رئيس الموساد ديفيد برنياع، آملا مناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق.
لكن بعد إعلان ترامب عن خطته لتهجير الفلسطينيين ، تزايدت المخاوف فى دولة الاحتلال من أن تؤجل حركة حماس تنفيذ الصفقة اليوم، فيما أفاد مصدر إسرائيلى بوجود قلق من احتمال تراجع حماس عن الاتفاق.
فى الوقت نفسه ذكرت القناة 12 الإسرائيلية ان الجيش الإسرائيلى سيغادر محور نتساريم بالكامل صباح الأحد المقبل حال تنفيذ الدفعة الخامسة من التبادل.
فى الاثناء رأت صحيفة «يديعوت أحرنوت» أن نتنياهو يبدى اهتمامه بتمديد المرحلة الأولى من الصفقة، من خلال إطلاق سراح المزيد من المحتجزين مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكنه يضع شروطًا صارمة للمرحلة الثانية، تشمل نزع السلاح من قطاع غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين، ونفى قيادات حماس، واستبعاد الحركة من عمليات إعادة إعمار غزة.
وفى مقابلة مع قناة «فوكس نيوز»، أعرب نتنياهو عن تأييده لخطة ترامب المتعلقة بقطاع غزة، مشيرًا إلى أن دولة الاحتلال قد تسلم القطاع للولايات المتحدة بعد انتهاء القتال، فيما تفيد مصادر مقربة من نتنياهو بأنه كان على دراية بالخطة وساهم فى صياغتها عبر وزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر.
من جهة اخرى رفض وزير الخارجية الإسبانى خوسيه مانويل ألباريس، اقتراح وزير الدفاع الإسرائيلى يسرائيل كاتس بخصوص استقبال إسبانيا فلسطينيين فى حال تهجيرهم من القطاع.
وقال ألباريس فى مقابلة مع محطة «آر إن إي» الإذاعية الإسبانية إن أرض سكان غزة هى غزة، التى يجب أن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية فى المستقبل.
وأضاف أنه لا ينبغى لأحد أن يدخل فى مناقشة إلى أين يجب أن يذهب الفلسطينيون، خاصة سكان غزة، لان سكانها أنفسهم أغلقوا هذه المناقشة.
وأوضح الباريس أن غزة جزء من مستقبل دولة فلسطين، مؤكدا أن هذا ما يعتقده معظم العالم، بما فى ذلك إسبانيا ونحو 150 دولة تعترف بدولة فلسطين.
فى سياق متصل أعلن المستشار الألماني، أولاف شولتس، أنه يعارض تماما مخطط ترامب، لإعادة توطين سكان غزة.
وأضاف خلال تجمع انتخابى بغرب ألمانيا «أرفض تماما ما يطرحه الرئيس ترامب، لا يمكننا إعادة توطين سكان غزة فى مصر والأردن، هذا الأمر غير مقبول»
وأكد الملك عبد الله الثانى ملك الأردن رفض بلاده
أى محاولات لضم الأراضى وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة الى الضفة .كذلك حذرت وزارة الخارجية اللبنانية، من أن أى مساع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم هى بمثابة محاولة لضرب حق العودة للاجئين الفلسطينيين، داعية المجتمع الدولى إلى سرعة العمل على تنفيذ حل الدولتين.
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن الوزارة قولها فى بيان إنها تشعر بالقلق العميق من مخططات تهجير الشعب الفلسطينى ومحاولة اقتلاعه بشكل قسرى من أرضه التى تعتبر حقاً تاريخياً وقانونياً له بموجب القرارات الدولية ذات الصلة، كما تتحفظ على المساس بالحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
على الصعيد الانسانى قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية توم فليتشر، إنه يتعين على المنظمة الدولية بذل المزيد من الجهود لتقديم المساعدات والحفاظ على وقف إطلاق النار وإعادة بناء غزة.
ووصف فليتشر على منصة «إكس» الواقع فى غزة بأنه «دمار لا يمكن تخيله.. المنازل والمدارس والمستشفيات تحولت جميعها إلى ركام».
فى سياق متصل ذكر مكتب الإعلام الحكومى فى غزة انه يعجز عن إخراج جثامين نحو 12 ألف شهيد.مضيفا انالاحتلال يتنصل من التزاماته بوقف إطلاق النار خصوصا ما يتعلق بالشق الإنساني.
واكد المكتب ان الاحتلال يتلاعب بأولويات واحتياجات الإغاثة والإيواء وانه لم يدخل من الاحتياجات الإنسانية للقطاع إلا نحو 10 ٪ مما نص عليه الاتفاق.
وحمل المكتب سلطات الاحتلال مسئولية الواقع الانسانى المنكوب فى القطاع خاصة بعد غرق آلاف من خيام النازحين بسبب الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
وطالب المكتب الوسطاء بالضغط على الاحتلال لضمان تنفيذ ما ورد فى البروتوكول الإنسانى كما طالب بالإسراع بعقد مؤتمر دولى لإعادة إعمار القطاع وتوفير الاحتياجات الإنسانية.. مؤكدا على ان الشعب الذى عانى على مدى 15 شهرا لن يرحل من أرضه ولن يقبل التهجير.
من جهة اخرى غادر 49 مريضا وجريحا قطاع غزة عبر معبر رفح البرى ضمن الدفعة السادسة.
وتقوم منظمة الصحة العالمية بالإشراف على عملية إجلاء المصابين وفق بروتوكول اتفاق التهدئة الذى يسمح بخروج 50 مريضا مع 3 مرافقين لكل منهم، وتصطف سيارات الإسعاف والحافلات على مقربة من المعبر لنقل المرضى والجرحي.