غريب أمر البعض من محترفى الحديث عن المستقبل، وربط الشارع الرياضى بمجموعة من التوقعات والاستنتاجات، لا يكل أى منهم ولا يمل التظاهر بصورة الخبير والداهية فى قراءة ما سيجرى، ورسم السيناريوهات وحبكها كما يجب، حتى أن بعضهم ارتدى ثوب رواد الفضاء والقادمين من المستقبل، ليتوقع الحصول على ميداليات بالجملة فى دورة الألعاب الأولمبية 2028 بلوس أنجلوس.. حتى قبل التعرف على هوية المتأهلين والتمييز بين قدراتهم مقارنة بنظرائهم من المنتخبات والفرق المنافسة هنا وهناك..
لم يتعلم أى منهم من الدرس بأى حال من الأحوال، ولم يحافظ على لسانه فى نطاق فمه دون جعجعة ولا سعى وراء التواجد والظهور، وربط اسمه بعدد من الميداليات المتوقعة فى الاولمبياد، طالما أن الكلام لم ولن يضره فى شيء، وليس هناك أكثر ولا أسهل من المبررات والحجج..
الاسكواش، اللعبة التى نتعلق بها جميعا استنادا لواقعها الحالى، وسيطرة أولادنا وبناتنا على تصنيفها، تشهد تحركات مستمرة من منظومات رياضية مختلفة لسحب البساط من تحت أقدام نجومنا وبمساعدة مجموعة من النجوم والمدربين السابقين للاعبينا.. وراحت هذه المنظومات تخطط لما سيكون عليه مستقبل اللعبة فى العامين المقبلين فى هذه الدول، حتى تزاحم مصر فى لعبة تسيدتها على مدار سنوات طويلة وممتدة..
يحدث ذلك فى الوقت الذى خرج فيه مسئولو اللعبة ليؤكد بعضهم ترقب الحصول على 4 ميداليات دفعة واحدة فى الدورة الأولمبية، دون تريث أو تركيز أو انتظار للتعرف على المنافسين ومدى قوتهم وقدراتهم فى المواجهة.. وهو أخطر ما يكون فى علم المنافسة والاستعداد لها كما يجب بعيدا عن العنجهية واستعراض العضلات، والتظاهر بالقوة والسيطرة والنفوذ دون سند أو مبرر منطقي..
كما أن قائمة المرشحين لخوض منافسات الأولمبياد من المنتخب المصرى قد تتغير بأى شكل من الأشكال، ونجد أنفسنا أمام أسماء جديدة تشارك وتحمل لواء المنافسة.. ونفس الأمر فى المنافسين لنا سواء فى الولايات المتحدة أو إنجلترا وغيرهما..
علينا قياس هذا الوضع على عدد من الألعاب الفردية التى تخضع لنفس المعايير والقياسات، ولا يلتزم القائمون عليها الصمت والعمل بجد واجتهاد ومتابعة المنافسين، بل يركز جميعهم على الرغى والتصريح والتلميح دون عمل أو تخطيط.. دعونا نصمت لمرة واحدة ونأخذ بالأسباب حتى نحقق ما نصبو إليه وتكون لوس أنجلوس انطلاقة حقيقية للرياضة المصرية فى حسابات الأولمبياد .