فتح ملف العقيد الدرزى إحسان سامى الدقسة قائد أحد الالوية العسكرية بجيش الكيان الإسرائيلى والذى قتلته المقاومة الفلسطينية فى عملية قوية شرق مخيم جباليا الذى يتعرض لحرب إبادة أطلقت عليها اسم «بضاعتكم رُدت إليكم» ملف الدروز الذين يعيشون فى شمال فلسطين المحتلة ويشكلون طابورًا خامسًا ضد قضية فلسطين وشعبه ففى أربعينيات القرن الماضى انضم دروز فلسطين إلى الجانب اليهودى وحاربوا معهم ضد العرب بسبب وشاية يهودية مفادها أن حكام القدس هددوا بالسيطرة على قبر النبى شعيب كما أوردت بعض المصادر التاريخية والإعلامية.
يعود أصل الدروز إلى عصر الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله وهم فرقة إسماعيلية اتسمت بالباطنية أخفوا عقيدتهم عن غيرهم من الفرق الإسلامية وارتبط تاريخهم بشخصين أولهما محمد بن إسماعيل الدرزى وهو أحد الداعين لتأليه الحاكم بأمر الله وكانت به ميول يهودية مجوسية والثانى أبومنصور أنوشتكين الدرزى ويقال إن الطائفة الدرزية فى بلاد الشام تنتسب إلى الثانى وتلعن الأول الذى وجد بعض الأنصار الذين انخدعوا بدعوته وظل هؤلاء على مدار التاريخ عنصر فساد ودعاة فرقة وبدعة لما تنطوى عليه أهدافهم من سوء أزاء الإسلام والمسلمين.. رغم أن الدروز عرب ينتسبون لقبائل لخم وتنوخ ويسكنون لبنان وسورية وفلسطين ولعبوا دورًا كبيرًا فى الحروب الصليبية مع صلاح الدين الأيوبى ومواجهة التتار مع السلطان الظاهر بيبرس وشاركوا فى التصدى للفرنسيين فى معارك جبل حوران المعروف بجبل العرب بسوريا إلا أن مشاركتهم فى الحرب العدوانية على غزة ولبنان وتعذيب الأسرى الفلسطينيين فى المعتقلات الإسرائيلية لا يعفيهم من الوصم بالخيانة والعمالة.
الاحتلال الإسرائيلى اعتقد أن مقتل السنوار قائد حركة حماس سوف يشكل ضربة قوية للمقاومة ويقضى عليها ومن أجل ذلك حرك العقيد الدرزى من جنوب غزة إلى شمالها ليستكمل مخطط الإبادة وخطة الجنرالات فى الشمال فتلقته المقاومة بكمين محكم استخدمت فيه واحداً من الصواريخ الإسرائيلية التى يتم إلقاؤها على المدنيين ولم ينفخر كتبت عليه «بضاعتكم رُدت إليكم» واستهدفت الدبابة التى كان يستقلها الدقسة غرب جباليا ليتحول إلى أشلاء.
الحرب الدائرة فى غزة وجنوب لبنان بعد عام كامل تشهد تحولات كبيرة من حيث تصاعد عمليات المقاومة ضد الكيان الإسرائيلى والأسبوع الماضى وصلت مسيرات حزب الله لمنزل النتنياهو وهذا يسبب ضربة نفسية قوية للجيش الإسرائيلى قبل الضربة العسكرية وكذلك فعلت المقاومة التى تعيد تنظيم نفسها سريعًا وتنفذ عمليات نوعية تؤدى إلى تساقط العشرات يوميًا بين قتلى وجرحي.
الكيان الإسرائيلى انتهى بنك أهدافه من زمن طويل سواء فى غزة أو حتى جنوب لبنان وينفذ عمليات اجرامية وحرب إبادة وتهجير ضد المدنيين لعل وعسى أن يتسبب فى ثورة الحاضنة الشعبية المساندة للمقاومة ولكن هذا العدو واهم ولن يستطيع فتح ثغرة ولو محدودة فى الحاضنة الشعبية للمقاومة أياً كان الخلاف أو الاختلاف مع انتماءات حزب الله أو أهدافه لكنه الآن يواجه العدو لأنها الأرض التى تنبت كل يوم مقاومين جدداً.