«بشرة خير».. الوزراء والمحافظون فى الشارع بين الناس، يتفقدون مواقع العمل، انها جرأة وتوجه حميد، واتجاه إلى العمل الميداني، بعيداً عن المكاتب، فالوقت يحتاج إلى التواصل الفعال مع الناس، وبث الطمأنينة، لكننى اتمنى ألا يكون ضجيج بلا طحين، وأن تكون هذه الخطوة مؤثرة، تستطيع أن تغير الأحوال الظروف إلى الأفضل، بحيث يلمس المواطن أن هناك واقعا مختلفا لكن هذا أمر جيد، يحتاج إلى كياسة سياسية وحكمة فى التعامل مع المواطن دون اندفاع أو تهور أو حماس زائد قد يستثمره البعض فى التشويه، والتركيز على علاج المصدر وأصل المشكلة، وليس الاعراض.
«الوزراء بين الناس»، فلسفة جديدة سوف تؤتى ثمارها للخلاص من نوم الموظفين فى عسل الروتين، ولذة التعطيل والبيروقراطية التى يستمتع بها بعضهم، وهنا وعلى ارض الواقع واقعة بين يدى الفريق كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية والمسئول عن ملفى النقل والصناعة.. مواطن ومستثمر صغير وقع فريسة للتعطيل، وطلاسم الموظفين وتوقف عن التصدير.. الوزير أمر بانهاء المشكلة خلال ساعات، لكن يجب الا ينتهى الموضوع عند هذا الحد بل يجب البحث عن رءوس الافاعى من المعطلين والمثبطين، وعشاق النكد والروتين، فمن الواضح ان رسالة الدولة لم تصلهم بعد وامامهم امران لا ثالث لهما اما العلاج او الفصل لان الامور لم تعد تحتمل ومشكلة الثلاث ورقات كلفت الدولة كثيراً.
وزير البترول يتفقد حقل ظهر خطوة غاية فى الاهمية، ونموذج للعمل الميدانى الشاق وامامه الكثير من التحديات خاصة سداد مديونيات الشركاء الاجانب، ومواصلة البحث والاستكشاف لاننا فى حاجة مهمة لمزيد من الخير فى مجال الطاقة لكن ارى الاهم هو حل مشاكل معاناة الكثيرين من الموظفين فى شركات البترول الذين اصابهم اليأس من تجاهل المسئولين عنهم، وطرقوا كافة ابواب المسئولين فى البترول على مدار سنوات دون جدوى والوزير الجديد مطالب بعقد لقاءات مع العمال دون وجود المسئولين او رؤساء الشركات، والاستماع اليهم بقلب وعقل مفتوح، وايجاد حلول للمشاكل الحقيقية وليست الشخصية إلا الانسانية منها فأخطر شيء يمكن ان يحدث هو حجب الشكوى والمعاناة.
عادة جديدة، وسنة حميدة، واختلاف جذرى حقيقي، الوزراء يتدفقون على البرلمان، برغبة فى احداث شراكة بين الحكومة وممثلى الشعب، سعياً للوصول إلى ايجاد حلول للتحديات، ولكن ما اعجبنى ان جل الاحاديث داخل البرلمان استحوذ عليها المواطن المصري، ومناقشة قضاياه ومعاناته، وسبل تخفيف المعاناة عنه.
الحكومة الجديدة مهم ان تتمتع بالقدرة العالية على الاستماع دون حساسية، والانصات، والحوار المتبادل، والثقة فى ان الجميع لا يريد إلا الاصلاح ما استطاعوا، وعلى اعضاء البرلمان أن يبتعدوا عن الخطب النارية والجارحة، ومنح الفرصة للوزراء للعمل، دون مساس بالاحترام المتبادل والبحث عن اطر من الموضوعية، طالما ان الحكومة سوف يكون لها سكن دائم فى البرلمان وهناك وزير واعد للشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسى يستطيع ان يقود دفة الحوار بين الحكومة والبرلمان وبناء جسور التواصل الفعال الذى يحقق مصلحة الوطن والمواطن، بعيداً عن التشنج ودغدغة العواطف، نريد الاقتراحات والرؤى بدلاً من التجريح، نريد الاضافات والاصلاحات بدلاً من الاساءات.. السادة المحافظون يحتاجون إلى ثقة مهمة للغاية وهى التصويب نحو المرمى واحراز الهدف، جميل ان نجمل الشوارع ونطبق معايير النظافة، أو نتفقد المواقف العامة للسيارات، لكن الاهم وهو اولوية حكومية، ان نتفقد ونتواجد فى الاسواق ونوليها القدر الاكبر من الاهتمام، لانها متعلقة اكثر بمعاناة المواطن، والاطمئنان على توافر السلع، واسعارها، وانضباط الاسواق بعيداً عن المغالاة، وتوحيد الاسعار ولا اقصد التسعيرة الجبرية ولكن ان تكون السلعة الواحدة بنفس السعر فى كل مكان وفى كافة الاسواق والمنافذ، ثم البحث عن حق الدولة وايجاد تقنين حقيقى للسناتر والمقاهى ومن المهم تنويع الزيارات والجولات الميدانية فلماذا لا تذهب إلى المستشفيات والاطمئنان على الخدمة للمواطنين بشكل متحضر وراق واحترام من الموظفين لحق المواطن، لماذا لا تجتمع بالفلاحين والمزارعين، لماذا لا تجتمع بأصحاب المشروعات المتعثرة ممن لهم شكاوى من الروتين وتخاذل الموظفين، هل هناك زيارات للقرى والنجوع، والاطمئنان على نجاح مشروعات حياة كريمة، نريد التركيز فى هذه الفترة على احتياجات المواطن من السلع والخدمات، لان الطرق على عقول الناس بالاكاذيب والشائعات و التشكيك والتضليل والتشويه يجرى بشكل عنيف ومستمر دون هوادة، لكن من الجميل ان يتواجد المسئول وسط الناس، وعليه ان يفسح المجال لنوابه سواء كانوا نواب وزراء او محافظين، للنزول إلى الناس.
اطالب بعض الوزراء والمحافظين بعدم السقوط فى خطيئة التنظير وكثرة الكلام دون افعال، أو تنفيذ على أرض الواقع، عليهم أن يدركوا ان المواطن فى اشد الاحتياج إلى تغيير ملموس على ارض الواقع، هل فكر المحافظون فى تعظيم القوافل الطبية للقرى والنجوع، هل فكروا فى ارسال سيارات للسلع واحتياجات المواطنين فى القري، من لحوم ودواجن وخضروات وضمان وصول السلع إلى القرى وكافة المراكز، وتفقد المخابز، و كافة المؤسسات الخدمية اسبوعيا، فالمحافظ كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئول عن كل شيء فى نطاق محافظته، فما اعظم ان يجد المواطن المسئول قريباً منه يسمع وينصت لمطالبه، واقتراحاته ويخفف معاناته، ويلبى احتياجاته تلك هى فلسفة الحكومة الجديدة والتى اراها وأرصدها فى الايام الاخيرة وجاءت من تكليفات وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنح الأولوية للمواطن وتخفيف معاناته، وايضاً العمل الميدانى من اهم ضمانات النجاح والوصول إلى الناس.