فكرة زراعة اسطح المنازل ليست بدعة أو ترفاً وإنما اصبحت ضرورة ملحة لمعظم الناس فى ربوع المعمورة وإن كانت هذه الفكرة ظهرت فى بعض الاحياء فى القاهرة وبعض القرى المصرية فى الدلتا.. لاشك ان هذه المبادرة تعمل على تنظيف اسطح المنازل من المهملات من ناحية وزيادة الاكسجين بالهواء من ناحية أخرى كما تعمل على تخفيض درجة الحرارة إلى ٧ درجات فى المنزل الذى تمت زراعة اسطح بالخضراوات والاشجار.
لم تتوقف فوائد هذه الفكرة عند هذا الحد فحسب بل تمتد إلى اضفاء الشكل الجمالى كما تساعد على توفير استهلاك اجهزة المكيفات داخل المنازل وتعمل على زيادة دخل الفرد نظيراً لتوفير بعض الخضراوات.
إذا كان سكان مصر وعددهم مائة وخمسة ملايين نسمة يعيشون على إنتاج ثمانية ملايين فدان أرضا زراعية فى الوادى والدلتا فإن فكرة زراعة اسطح المنازل لو تمت كما ينبغى سوف تضيف إلى الرقعة الزراعية مساحت خمسة ملايين فدان علماً أن هذه الفكرة سوف توفير مليارات الامتار من مياه الرى التى نحتاجها لزراعة مثل هذه المساحة فى الصحراء خاصة واننا نعمل على استخدام وسائل الرى الحديثة لتوفير اكبر كمية ممكنة من المياه خاصة وحصة مصر من المياه مازالت ثابتة منذ وقت بعيد رغم زيادة الرقعة الزراعية والكثافة السكانية المفردة.
فى بعض الدول يقاس تقدم الدول بنصيب الفرد من المساحة الخضراء فعلى سبيل المثال فى انجلترا الفرد له 42 مترا وروسيا 02 مترا وامريكا 81 مترا وفى مصر متراً واحداً فى حين أننا نحتاج إلى 7 شجرات لإزالة تأثير عادم سيارة واحدة من التلوث الناتج عنها علماً بأن مصر بها ما يقرب من عشرة ملايين سيارة مرخصة إضافة إلى ماكينات الرى وخلافه من المصانع المنتشرة فى طول البلاد وعرضها منها ما هو خاضع للبيئة ومنها ما هو خارج على القانون اضافة إلى المعدات الثقيلة.
مشروع زراعة اسطح المنازل بحاجة إلى قرار يترأسه رئيس الوزراء ويتم تطبيقه من خلال قيام كليات ومدارس الزراعة فى المحافظات بتدريب واحد من كل اسرة وبعد ذلك كل مجموعة تم تدريبها تعمل على تدريب مجموعة أخرى لتصبح هذه الفكرة ثقافة مجمتع حتى نتغلب على ظاهرة التغير المناخى التى طالت العالم كله وبذلك يكون للجامعات والمدارس دور مجتمعى فى التنمية والعمل على الاكتفاء الذاتى للأسر المصرية.
من الممكن ان تقوم هيئة المجتمعات العمرانية بنفس الدور فى المدن الجديدة حتى تتوسع المساحات الخضراء فوق أسطح العمارات من ناحية والشوارع العامة وداخل المدارس والمستشفيات على ان تنفرد كل مدينة بأشجار معينة يتم تداولها بالاسواق أو تصديرها فعلى سبيل المثال المدينة الفلانية تعرف باسم حى البرتقال أو التفاح أو المانجو أو الليمون أو الخوخ.