«فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ «.. صدق الله العظيم (الآية 99 سورة يوسف).
تذكرت تلك الآية الكريمة وأنا أتابع ما يحدث حولنا من اعتداءات على سيادة وحدود الكثير من دول المنطقة، بل والعالم، فى الوقت الذى تقف مصر بفضل من الله ثم أبطالها فى الجيش والشرطة وقيادتها الحكيمة الشجاعة، وقبل ذلك كله شعبها العظيم قوية آمنة مؤمنة برا وبحرا وجوا، لا يستطيع أحد الاقتراب منها أو حتى مجرد التفكير فى الاعتداء عليها، وذلك لم يأت من فراغ وإنما نتيجة للرؤية الثاقبة للقيادة السياسية التى سعت منذ اللحظة الأولى إلى زيادة القدرة التسليحية لقواتنا المسلحة وفقا لأحدث النظم العالمية لحماية مقدرات الوطن وأراضيه فى البر والبحر والجو كما ذكرت فى البداية.
إن ما حدث بشأن تسليح الجيش المصرى فى السنوات العشر الأخيرة، لم يحدث طوال 50 عاما سابقة، حتى باتت القوات البحرية المصرية لا مثيل لها عربيا ولا إفريقيا ولا إقليميا وفقا للتصنيف العالمي.
ولعــل ذلك أفضــل رد علــى من انتقد الرئيس السيسى فى يوم من الأيام بسبب تسليح الجيش بشكل استباقي، فالرئيس السيسى كانت له رؤية استباقية فى تنويع مصادر التسليح، وهاهى الأيام أثبتت صواب رؤية الرئيس السيسى بضرورة الاهتمام بتسليح وتقوية الجيش منذ توليه حكم البلاد فى عام 2014 وحتى الآن، الأمر الذى انعكس على شعور المواطن بالطمأنينة حيال الأمن القومى المصري، و أمن وأمان كافة الحدود والأراضى والأجواء والمياه المصرية وكذلك القضايا الاستراتيجية، ومن هذا المنطلق كانت القيادة السياسية حريصة على تقوية الجيش، بمختلف الأسلحة من أجل مثل هذه الظروف التى تمر بها المنطقة وبشكل خاص على الحدود الملتهبة للبلاد.
تميز التسليح فى الجيش المصرى فى السنوات الأخيرة، بالاعتماد على أسلحة تتماشى مع التحديات التى فرضتها الظروف فى ظل التطورات الإقليمية، وكذلك تطلعات مصر فى تنمية وحماية مورادها الاقتصادية، حيث كانت خطة التسليح تتماشى مع رؤية الدولة الشاملة فى تأمين وحماية مصالح مصر، وحماية حقوقها السيادية، وكذلك التعامل مع المستجدات فيما يخص العمليات الارهابية، وعلى مستوى تسليح الفرد المقاتل لمواجهة كافة العدائيات المحتملة.
ففى مجال دعم القوات البحرية، تسلمت مصر حاملتى المروحيات «الميسترال» وأطلق عليهما أسماء الزعماء جمال عبد الناصر، وأنور السادات، حيث تم تسليحهما بعدة قطع حديثة للطائرات تتناسب مع طبيعة المهام الموكلة لطاقم عمل الميسترال، وتعاقدت مصر خلال فترة ولاية الرئيس السيسى على تصنيع 4 غواصات ألمانية من طراز تايب 209، وهى من نوعيات الغواصات الهجومية، واستلمتها مصر فى وقت قياسي، بالإضافة للفرقاطة تحيا مصر، وكذلك التعاقد مع الجانب الفرنسى على تصنيع 4 معدات بحرية من طراز جويند، وتم استلام واحدة وتصنيع الثلاثة الآخرين فى ترسانة الإسكندرية البحرية.
وفى مجال دعم القوات الجوية، استطاعت مصر التعاقد وشراء طائرات الرافال مع الجانب الفرنسي، بالإضافة للتعاقد على مروحيات روسية، وذلك فى إطار خطة دعم وتطوير القوات الجوية، بالإضافة لانضمام بعض الطرز الحديثة من طائرات الدرون.
وفى عهد الرئيس السيسى أيضا، تم إنشاء الأسطولين الشمالى والجنوبى لحماية سواحل مصر فى البحرين الأحمر والمتوسط، بالإضافة لإنشاء مفهوم القواعد العسكرية المتكاملة، مثل قاعدة محمد نجيب، وقاعدة برنيس وسيدى براني، وكلها قواعد عسكرية تدار بمفاهيم عسكرية جديدة، لحماية مصر ومصالحها على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية.
كما تم تطوير خطط التأهيل والتدريب لمقاتلى القوات المسلحة، لاستيعاب كافة التكنولوجيات الحديثة، وكذلك التعامل مع المعدات الحديثة، والتى تمثل قفزة فى خطط تسليح القوات المسلحة، بالإضافة لتطوير وتأهيل معامل التدريب ومحاكيات العمل فى كافة الوحدات، لتمثل طرقا اضافية لتطوير عمليات التدريب، لتكون بحق مصر آمنة برا وبحرا وجوا.