قمتان عالميتان شاركت فيهما مصر خلال الأيام القليلة الماضية، وهى مشاركة لا شك لها دلالة كبيرة لكل متابعى الشأن السياسى والاقتصادى على المستوى العالمي.. فمصر من منطلق الإسهامات الكبيرة فى المحيطين الإقليمى والدولى ضربت المثل والقدوة فى المساندة الفعالة للشقيقات العربيات والافريقيات وعلى المستوى العالمى كانت الدولة المصرية عند حُسن الظن بها فهى المبادرة بتقديم المساعدات لدى حدوث أى كوارث طبيعية لأى دولة فى العالم ولعل الموقف المصرى الأخير من أحداث الفيضانات التى حدثت فى اسبانيا خير دليل على ذلك وقبل ذلك كانت المساندة والداعمة لإيران وتركيا وغيرهما عندما حدثت الزلزال المدمر فيهما.
الأهم من هذا كله أن انضمام مصر إلى تجمع «بريكس» جاء نتيجة قناعة كبيرة لدى دول هذه المجموعة بقدرة مصر وإسهاماتها الفعالة على المستويات كافة اقتصادية واجتماعية وتنموية.. وغير ذلك.. وكانت المشاركة فى القمة الأخيرة فى «قازان» الروسية صورة عملية رائعة لما تتمتع به مصر على المستوى العالمى من مكانة حظيت بها وتقدير وثقة كبيرين جراء المواقف المصرية الرائدة من قضايا المجتمع الدولى كذلك ما يتمتع به الاقتصاد المصرى «الناهض» من قدرة كبيرة على امتصاص الصدامات الناتجة عن الصراعات الجيوسياسية.. وأيضا المشروعات القومية العملاقة التى تجرى فى طول البلاد وعرضها من مشروعات زراعية وصناعية وطرق ونقل وغير ذلك كثير.. وتلك ميزات تتمتع بها مصر فهذه المشروعات المستقبلية سوف تضع مصر فى مكان واعد وسوف تكون ثمار هذه المشروعات سبباً رئيسياً فى جعل مصر واحدة من الدول التى يشار إليها بالبنان.
أما عن قمة «العشرين» الأخيرة والتى عقدت فى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية بمشاركة مصرية قوية بقيادة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى ودعوة مصر لهذه القمة أيضا لها دلالة واضحة على ما تكنه الدول الأعضاء فى «العشرين» من تقرير واحترام نظراً لما تقوم به مصر من أدوار عظيمة على المستويين الإقليمى والعالمى وقمة العشرين فى ذاتها تُعنى دولها بكل ما من شأنه تعزيز العلاقات بين دول العالم الثالث.. بحيث تُعقد الشراكات بين هذه الدول من أجل الاعتماد على نفسها بعيداً عن انتظار المساعدة من الغير وأن تنهض اقتصاديا عن طريق إقامة المشروعات المشتركة مع دول المجموعة.
فى الواقع أن المشاركة المصرية فى القمتين أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن مصر تتمتع بمكانة كبيرة على المستوى العالمى خاصة وأنها تقوم بما من شأنه الحفاظ على السلم والأمن الإقليمى والعالمي.. وكذا المشاركات الكثيرة فى المؤتمرات الداعمة للاقتصادات العالمية.
هذه هى الدولة التى حافظت على مكانتها وفى ذات الوقت تعمل على أن يسود السلم أرجاء المعمورة.