من الواضح اهتمام الدولة بتطوير منظومة البحث العلمى والنهوض بها وتشجيع الابتكار كأداة مهمة لمواجهة التحديات وتنمية الاقتصاد الوطنى وتلبية احتياجاته فى كافة المجالات ذات الأولوية مثل «الزراعة والغذاء والصحة والطب والمياه والطاقة والبيئة» فضلاً عن تطوير التقنيات والحلول التطبيقية المُبتكرة من خلال دعم الأبحاث التطبيقية والمشروعات البحثية واحتضان المبدعين للوصول بأفكارهم المبتكرة إلى حيز التنفيذ على أرض الواقع خاصةً التى تستهدف التنمية المستدامة وتوطين الصناعات المحلية وتوفير البدائل لتقليل فاتورة الاستيراد وتوفير العملة الصعبة.
انعكس هذا الاهتمام فى مخرجات البحث العلمى حيث نجح المركز القومى للبحوث خلال السنوات القليلة الماضية فى تقديم أبحاث تطبيقية لها مردود اقتصادى وقابلة للتطبيق الصناعى بالإضافة إلى اكتشاف وإنتاج العديد من المنتجات النباتية والصحية التى تخدم المجتمع المصرى منها إنتاج مكملات غذائية من الطحالب أحدها باسم «Astaxanthin» وتستخدم كمضادات للأكسدة وتدعم الجهاز المناعى وتم تسجيلها بهئية سلامة الغذاء كما تمكن من ابتكار مرهم «الميريستين» منتج طبيعى لعلاج الجروح ونجح فى تحضير الخام الدوائى «السيليمارين» من نبات شوك الجمل المصرى (Milk Thistle) للمرة الأولي، وهو منتج ليس له بديل فى السوق المصرية، ويدخل فى صناعة العديد من أدوية العلاج والوقاية من أمراض الكبد وتم اعتماده من هيئة الدواء المصرية، وكان آخر هذه المنتجات اكتشاف مخصب حيوى يزيد إنتاج المحاصيل الزراعية بنسبة 40٪ ويثبت النيتروجين فى التربة ويوفر 50 ٪ من الأسمدة غير العضوية وجاءت هذه المخرجات ضمن مبادرة المركز «بديل المستورد» لتعميق التصنيع المجلى وجذب رجال الأعمال والصناعة والمستثمرين الأجانب والارتقاء بتنافسية الصناعة المصرية.
فعلياً بات البحث العلمى المصرى فى خدمة المجتمع والاقتصاد القومى وأصبح ذا تأثيـر واضح ومباشر فى إيجاد حلول للتحديات الوطنية والاقتصادية فى المجالات المختلفـة تركيزاً على رؤية مصر 2030، ولذا يستحق العلماء والباحثون فى جميع المعاهد والمراكز البحثية كل الدعم والتقدير لجهودهم فى عملية التنمية التى تشهدها مصر الآن.