أول مرة فى تاريخ مصر، يحظى الإنسان المصرى بهذا الاهتمام غير المسبوق، بشكل شامل ومتكامل، يعنى بكافة احتياجاته وشئون حياته، صحياً وتعليمياً ومعيشياً، واجتماعياً، وفكرياً، وتوعوياً ومهارياً وثقافياً وفق رؤية واستراتيجية ترتكز على إرادة سياسية صلبة، وعزم يمضى بوتيرة الإصرار واستكمال طريق بناء إنسان صحياً وجسدياً وعقلياً وأخلاقياً.
كل ذلك لم يأت من فراغ بل جاء نتيجة طبيعية لوجود قيادة سياسية تؤمن بأن الإنسان المصرى هو سر التقدم وصناعة الفارق، والحفاظ على الوطن وأمنة القومى وأيضاً لتعويضه عن عقود من المعاناة العميقة، والتهميش فى مناطق عدة من البلاد، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بوجود رؤية أو استراتيجية لبناء الإنسان.
الحقيقة أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قرر منذ اللحظة الأولى لبداية حكمه أن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى فى كافة المجالات وعلى رأسها أولى الرئيس السيسى اهتماماً غير مسبوق وبفكر ورؤية وإرادة لتخليص المواطن المصرى من المعاناة وسوء الحياة لذلك انطلقت ملحمة بناء الإنسان المصرى على مدار أكثر من عشر سنوات وبشكل كامل وفى كافة ربوع البلاد فى تجسيد حقيقى للعدالة الجغرافية والتوزيع العادل أيضا لعوائد التنمية.
قرر الرئيس السيسى تخليص الوطن والمواطن من ظاهرة العشوائيات المسيئة، لذلك نفذ مشروعاً قومياً فريداً من نوعه أشادت به الأمم المتحدة ومنظمات دولية وهو القضاء على العشوائيات ونقل سكانها إلى مناطق حضارية تتمتع بكافة الخدمات الإنسانية الراقية وحصلت كل أسرة على وحدة سكنية مجانية مجهزة بكافة الأشياء من أثاث ومفروشات وأجهزة كهربائية ومنزلية لا يدفع فيها المواطن سوى مصاريف الصيانة الرمزية مع إيلاء المواطنين منها اهتماماً كبيراً سواء فى مظلة الحماية الاجتماعية والتأهيل الفكرى والنفسى والمهني، والصحى والتعليمي.
إطلاق العديد من المبادرات الرئاسية فى مجال الصحة خاصة مبادرة القضاء على فيروس سي، و001 مليون صحة والقضاء على قوائم الانتظار ومبادرات تستهدف صحة الطفل والمرأة وكبار السن صنعت الفارق وأدت إلى تنامى قدرة مصر فى مواجهة جائحة كورونا.
يبقى المشروع القومى الذى أطلقته المبادرة الرئاسية حياة كريمة وهو تطوير وتنمية قرى الريف المصرى هو الأعظم فى تاريخ ومسيرة بناء الإنسان ويستهدف 06 مليون مواطن مصرى يعيشون فى الريف لتوفير كافة الخدمات فى جميع المجالات بما لا يقل عن المواطنين فى المدن والعواصم واستثمرت الدولة ما يقرب من 053 مليار جنيه فى المرحلة الأولى وستبدأ المرحلة الثانية باستثمارات تزيد على الـ051 مليار جنيه.
حظى التعليم فى عهد الرئيس السيسى باهتمام غير مسبوق لتطوير التعليم ما قبل الجامعي، بالعمل على توفير مقومات هذا التطوير من بناء مدارس والعمل على تخفيض كثافة الفصول وتطوير المناهج لتواكب التعليم المتطور المتقدم فى العالم بالإضافة إلى التوسع فى تأسيس الجامعات الحديثة التى تخاطب كافة البرامج التعليمية المتقدمة ما بين جامعات حكومية وأهلية وتطبيقية تكنولوجية وخاصة ودولية لمواكبة العصر وتأهيل وتخريج طلاب قادرين على مواكبة احتياجات سوق العمل المحلى والإقليمى والدولى وإعادة المكانة للتعليم المصري.
بناء الإنسان، وحقوق الإنسان المصرى بات عقيدة راسخة، واستراتيجية شاملة لذلك جاءت المبادرة الرئاسية «بداية لبناء الإنسان» والحقيقة انها تستحق التوقف كثيراً لأنها مختلفة وجديدة فى الفكر والتوجه والمحتوى والمضمون.
الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء والدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة شرحا باستفاضة محتوى ومضمون المبادرة لكننى اقترح إضافة بعض الموضوعات التى أراها مهمة أيضاً كالتالي:
أولا: بناء الوعي، وموضوعات الأمن القومى والهوية المصرية، والولاء والانتماء سيحقق أهدافه ونتائجه بشكل أفضل من خلال الاستثمار الأمثل فى العام الدراسى ويتبنى برنامجا شاملا فى إطار المبادرة لعقد ندوات ولقاءات مفتوحة مع طلاب الجامعات بمختلف أنواعها وفى كل ربوع البلاد بل يمكن الاستفادة من ذلك بإيجاد رؤية لعقد يوم ثقافى فى المدارس لتنمية الوعى بالقضايا المصرية وتحديات الدولة.
ثانيا: وضع قضية الأمية فى جدول المبادرة خاصة فى قرى حياة كريمة وتخصيص حوافز وجوائز ومكتسبات لمن يودعون الأمية واعتبار هذا المشروع هو واحد من أبرز قضايا المبادرة ومحو الأمية هو القاعدة التى يرتكز بها بناء الوعى والفهم.
ثالثاً: رغم أن موضوع ريادة الأعمال هناك مشروع تتبناه الشركة المتحدة لكن لماذا لا يكون ضمن موضوعات المبادرة بالإضافة إلى تعلم المهن والحرف وفق ورش متنقلة وتغيير مسار أسر تكافل وكرامة بحيث يكونون على تمكينهم اقتصادياً وبحيث يكون قادرون على الكسب أو إقامة مشروع تدعمه المبادرة لنقلهم خارج منظومة الدعم.
رابعاً: التوسع فى برامج تعليم البرمجة خاصة لدى شباب القرى الذين قد يفتقدون مثل هذه النوعية من البرامج وضرورة تبنى ومساهمة الشركات الكبرى فى مجالات الاتصالات والبرمجة وكذلك أهمية الحضور الثقافى والفنى والموسيقى والتراثى ضمن المبادرة خاصة حضور فرق الفنون الشعبية التى تعكس البيئة والهوية المصرية وفرق الموسيقى العربية وغيرها من فرق الجامعات والشباب والرياضة.
خامساً: ضرورة بناء وعى لدى المصريين عن التحديات والتهديدات التى تواجه الدولة المصرية وماذا فعلت خلال الـ01 سنوات الماضية لامتلاك القدرة على مواجهة فعل هذه التحديات وأين تقف الدولة المصرية وماذا أنجزت وما لديها من فرص وكيف ستكون فى السنوات القادمة.
سادساً: ترسيخ لغة الحوار والرأى والرأى الآخر من خلال لقاءات مفتوحة العقل والقلب ليتعلم الشباب لغة الحوار والنقاش بعيداً عن التعصب ويمكن استنساخ نموذج شبابى مصغر للحوار الوطنى نستطيع المبادرة أن نتبناه فى الجامعات والتجمعات الشبابية حتى فى المدارس.
تحيا مصر