عمار يا مصر.. والله بلدنا حلوة.. وكلها خير.. أرضها خير وجوها خير.. وناسها بتحب الخير.. كل مكان فيها له جماله وتاريخه وناسه.. هناك أماكن من الممكن أن تدر علينا الخير الوفير لو أحسنا استغلالها وتطويرها.. بحيرة قارون.. وما حولها.. كنز ينادينا.. هى أكبر بحيرة للمياه المالحة فى مصر ومن أقدم البحيرات فى العالم.. بدايتها كانت بحيرة للمياه العذبة متصلة بالنيل لتحتوى مياه الفيضان.. وكانت أكبر من حجمها الآن بكثير.. وتدريجياً بدأت تتحول إلى بحيرة للمياه المالحة.. وملوحتها تزداد عاماً بعد عام وهو أمر يبعث على القلق.. مساحة البحيرة الآن 53 ألف فدان وتقع شمال محافظة الفيوم على بعد 90 كيلومتراً من القاهرة وعلى مسافة 45 متراً تحت مستوى سطح البحر.. ويقال إن اسم الفيوم مشتق من كلمة مصرية قديمة «البيوم» وهى تعنى البحيرة.. ولكن أهل المحافظة يطلقون عليها «البركة» أما اسم البحيرة فهو نسبة إلى قارون عدو موسى والذى يقال إنه غرق فيها هو وأمواله.. ويعتقد أهل المنطقة أن كنوز قارون مازالت فى قاع البحيرة.. وتحرسها عروس للبحر فائقة الجمال تمنع من يحاول أن يقترب من الكنز.. وكتب التاريخ مملوءة بالقصص والأساطير والخزعبلات حول هذه المنطقة.
كانت البحيرة أيام زمان مصدراً وفيراً للأسماك ولكن الأمر يتطور من سييء إلى أسوأ فيما يتعلق بالثروة السمكية فى البحيرة.. نتيجة زيادة الملوحة والتلوث البيولوجى وتدهور الرقابة على ممارسات الصيد فى الفترة من 2011 إلى 2014.. ولكن البحيرة والمنطقة مازالت ملاذاً للطيور المهاجرة جنوباً فى الشتاء وشمالاً فى الصيف مما يجذب إليها محبى الطيور والعلماء والباحثين من بلدان كثيرة.. ومن منا لم يستمتع بوجبة بط فيومى ترد الروح.
المنطقة خلابة.. مياه وزراعة ثم وادى الريان والسواقى وقصر قارون ووادى الحيتان.. ونظراً لاحتوائها على آثار تعود إلى الفترات الفرعونية والرومانية والقبطية مثل بقايا كنيسة ومعبد وقصر ودير.. واكتشف فيها آثار للثدييات يعود تاريخها إلى ملايين السنين فقد تم إعلان هذه المنطقة كمنطقة محمية عام 1989.
البحيرة صالحة للسباحة وصالحة للقوارب وهناك أماكن خلابة على الكثير من شواطئها.. وتبعد عن القاهرة ساعة واحدة.. جوها مشجع جداً طوال العام.. نسمة عليلة فى الصيف وشمس دافئة فى الشتاء.. ألا يدعو كل ذلك إلى أن نزيد من الاستثمار فى هذه المنطقة الواعدة.. لابد أن نمهد الطريق إليها وحولها.. فهو حالياً فى حالة لا تشجع إطلاقاً على القيادة فيه ليلاً أو نهاراً.. لماذا لا تكون هناك سلسلة من الكبائن التى تصلح للتمتع بجمال المنطقة وقضاء يوم عائلى ممتع على شاطئ البحيرة.. كبائن صغيرة بها دورة مياه مثل كبائن شط إسكندرية.. ونوفر من حولها كل منافذ الخدمات المطلوبة على أعلى مستوى فندقي.. أعتقد أن الكثير منا سيتسابق لشراء مثل هذه الكبائن.. كما سيتسارع المستثمرون للحصول على حق انتفاع لتقديم الخدمات الفندقية والسياحية المطلوبة فى منطقة الكبائن.. ولماذا لا يكون هناك نادى لليخوت يوفر كل ما يلزم لمن يريد أن يقتنى يختاً أو مركباً أو قارباً من أجل جولة على البحيرة مع العائلة والأصدقاء.. الأفكار كثيرة والخير وفير.. وقادم إن شاء الله.
عمار يا مصر.. بكل شبر من أرضك المباركة.