قال مسئول كبير فى مكتب التحقيقات الفيدرالى إن الوكالة الامريكية تتعامل مع إطلاق النار الذى وقع فى تجمع انتخابى للرئيس السابق دونالد ترامب باعتباره محاولة اغتيال وكذلك عمل إرهابى محلى «محتمل».
ويواصل مسئولو الأجهزة الأمنية الأمريكية محاولة جمع المزيد من المعلومات عن الشاب البالغ من العمر 20 عاماً والذى حاول اغتيال الرئيس السابق دونالد ترمب فى تجمع انتخابى للحزب الجمهورى فى بتلر بولاية بنسلفانيا، السبت الماضي.
وقال مسئولون فى المكتب إنهم لم يحددوا بعد الدافع وراء محاولة الاغتيال، التى أودت بحياة أحد المتفرجين وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة قبل أن يتم قتله برصاص جهاز الخدمة السرية. وحسب وكالة «أسوشيتد برس»، فإن المكتب يعتقد أن مطلق النار تصرف بمفرده، وأنه لا يوجد تهديد حالى للسلامة العامة.
كانت أجهزة أمنية قد حددت هوية منفذ محاولة الاغتيال بأنه توماس ماثيو كروكس، وهو شاب أمريكى فى الـ20 من عمره. وقالت وسائل إعلام أمريكية إنه ينتمي للحزب الجمهوري.غير أن اللافت هو أنه رغم انتمائه للحزب الجمهوري، فإن كروكس تبرع عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما (عام 2021) بمبلغ 15 دولاراً لصالح مجموعة وطنية تحشد أعضاء الحزب الديمقراطي للتصويت.
وقد قتل أفراد جهاز الخدمة السرية الأمريكية كروكس فور محاولته قنص ترامب من مبنى مقابل لمنصة كان يلقى فيها خطابا فى إطار الحملة الانتخابية لاختيار مرشح الحزب الجمهورى للانتخابات الرئاسية المقررة فى نوفمبر 2024.
من جهته، شدد الرئيس الأمريكى جو بايدن فى كلمة بشأن محاولة اغتيال دونالد ترامب، على حاجة الولايات المتحدة إلى خفض حدة التوتر فى السياسة، مؤكدا أنه لا مكان فى أمريكا لهذا النوع من العنف، دون استثناء، ولا يجب أن تكون السياسة أبدا ساحة للقتل.
وقال بايدن، فى كلمته التى ألقاها من البيت الأبيض: «نحن جيران وأصدقاء ولسنا أعداء.. ترامب لم يصب بجروح خطيرة، لكن ما حدث يدعونا جميعا إلى التراجع».
وأوضح بايدن أن سلطات التحقيق لا تعرف ما إذا كان المتهم بتنفيذ محاولة الاغتيال حصل على مساعدة أو دعم من جهة ما أم لا، كما لا تعرف دوافعه أو توجهه السياسي، مشيرا إلى أن أجهزة الأمن تواصل التحقيق فى الحادث.
وتابع بايدن: «أود أن أتحدث عما نعرفه.. الرئيس السابق تعرض لإطلاق نار، ومواطن أمريكى قُتل بينما كان يمارس حريته فى دعم المرشح الذى يختاره.. لا يمكننا، ولا يجب علينا، أن نسير فى هذا الطريق فى أمريكا».
وواصل: «شهدنا هذا العنف من قبل عبر تاريخنا، والعنف لم يكن أبدا الحل، سواء كان ذلك مع استهداف وإطلاق النار على أعضاء الكونجرس من كلا الحزبين، أو هجوم عنيف على الكابيتول فى 6 يناير، أو الهجوم الوحشى على زوج رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسى بيلوسي، أو التهديدات والتخويف ضد المسئولين الانتخابيين، أو محاولة اغتيال ترامب».
وفى غضون ساعات من محاولة اغتيال ترامب، بدأ العديد من أنصاره فى إلقاء اللوم على الديمقراطيين، سعيا لقلب المسار جذريا ضد من أجج الخطاب السياسى الأمريكى مع وصول حالات العنف السياسى إلى مستويات غير مسبوقة.
ومن المعتدلين الجمهوريين إلى أصحاب نظرية المؤامرة من أقصى اليمين، ظهرت رسالة موحدة مفادها أن الرئيس جو بايدن وغيره من القادة الديمقراطيين مهّدوا الطريق لحادثة إطلاق النار يوم السبت من خلال تصوير ترامب على أنه مستبد يشكل تهديدا خطيرا للديمقراطية.
وبعد الهجوم مباشرة، ضجت المواقع الإلكترونية اليمينية بالتأكيدات على أن الخطاب اليسارى هو الذى حفز مهاجم ترامب. وألقى العديد من المعلقين اللوم فى حادث إطلاق النار على البيت الأبيض أو دفعوا بنظريات المؤامرة، بما فى ذلك الادعاء بأن عصابة غامضة من «الدولة العميقة» داخل الحكومة هى التى دبرت الواقعة.