أثارت أول مقابلة تليفزيونية أجراها الرئيس الأمريكى جو بايدن على قناة «ايه بى سى نيوز» ردود أفعال واسعة، بعد الأداء «المهتز» فى المناظرة الرئاسية أمام خصمه الجمهورى دونالد ترامب، حيث اعتبر بعض المراقبين الديمقراطيين أنه فشل فى تهدئة مخاوف الناخبين حول قدرته على قيادة البلاد لأربع سنوات جديدة، بالرغم ان ذلك كان الهدف المرجو من المقابلة .
أشار العديد من الديمقراطيين بعد المقابلة إلى أنها لم تفعل الكثير لتغيير مواقفهم، بغض النظر عما إذا كانوا يعتقدون أن بايدن يجب أن يبقى فى السباق الانتخابى أو ينسحب منه.
كذلك أفاد منتقدو الرئيس بايدن من الديمقراطيين، بما فى ذلك أولئك الذين يطلبون منه التنحي، أن بايدن بدا بعيداً عن الواقع أو فى حالة إنكار لاحتمالات إعادة انتخابه.
وتعليقا على المقابلة حذر الاستراتيجى الديمقراطى ديفيد أكسلرود من أن الرئيس بايدن بعيد عن الاتصال مع الناخبين فيما يتعلق بمسألة عمره وصحته .
وكتب أكسلرود فى منشور على منصة التواصل الاجتماعى اكس «إن الرئيس فخور بتاريخه لكنه بعيد بشكل خطيرعن مخاوف الناس بشأن قدراته على المضى قدمًا فى هذا السباق.
جاءت تعليقات أكسلرود بعد وقت قصير من بث مقابلة بايدن الكاملة مع جورج ستيفانوبولوس على القناة الأمريكية المذكورة مساء امس , والتى تعد الأولى منذ أداء بايدن المحبط فى المناظرة التى لاقت انتقادات واسعة النطاق ضد ترامب الأسبوع الماضي.
وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن قادة أعمال وممثلين للمجتمع المدنى حثوا بايدن فى رسالة إلى البيت الأبيض على الانسحاب من انتخابات الرئاسة .
قالت الصحيفة، إن الرسالة التى وقعها 168 عضواً فى مجموعة «ليدرشيب ناو بروجيكت»، دعت بايدن إلى الحفاظ على إرثه عبر التنحى وإفساح المجال لمرشح آخر وسط تهديدات تشكلها ولاية ثانية محتملة لمنافسه الجمهورى ترامب.
لفتت الصحيفة إلى أن عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، مارك وارنر، يعمل على تجميع أعضاء بالمجلس لمطالبة بايدن بسحب ترشحه,بينما يقول بايدن ان وارنر هو الشخص الوحيد بمجلس الشيوخ الذى يدعوه للانسحاب.
قال بايدن خلال المقابلة التليفزيونية إن «الله» وحده هو القادرعلى إقناعه بالخروج من السباق الرئاسى الأمريكى برغم انه وصف نفسه خلال المناظرة مع غريمه ترامب بأنها كانت ليلة سيئة وأنه ترك ترامب يتمكن من تشتيت انتباهه. وانه لم يكن مسيطرا فقط بسبب الارهاق والتعب وليس لأى سبب آخر .
أصر بايدن أيضًا على أنه لم يتأخر فى السباق الرئاسي، على الرغم من أن استطلاعات الرأى أظهرت خلاف ذلك، معلناً انه لا أحد مؤهل أكثر منه للفوز فى الانتخابات الرئاسية.
وعما إذا كان يتمتع بالقدرة العقلية والبدنية للقيام بمهامه الرئاسية لأربع سنوات أخري، قال بايدن «أعتقد ذلك، إذا لم أعتقد أن لديّ القدرة للقيام بذلك فلن أترشح».
واعتبرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، أن بايدن نجح فى اجتياز المقابلة مع قناة ايه بى سى نيوز ، التى استمرت لمدة 22 دقيقة دون الوقوع فى أى أخطاء كبيرة يمكن أن تلحق المزيد من الضرر بترشيحه المُعرّض للخطر بالفعل.
لكن يبدو أنه من غير المرجح أن يؤدى ذلك إلى تهدئة المخاوف بشأن تقدم عمره ومدى قدرته على الاستمرار فى منصبه لمدة أربع سنوات أخرى أو تمكنه من هزيمة ترامب فى الانتخابات الرئاسية المقبلة .