> لا نبالغ إذا قلنا ان العلمين الآن قد اصبحت معلمًا سياحيًا عالميًا.. ليس فقط لما تم انشاؤه فيها من منشآت ومناطق سياحية.. وإنما أيضًا لان العالم كله يعرف العلمين باعتبارها الموقع الذى حسمت فيه الحرب العالمية الثانية.
> ولا نبالغ أيضًا اذا قلنا ان مهرجان العلمين.. وقد دخل عامه الثاني.. قد اسهم أيضًا فى التعريف بهذه المدينة سياحيًا.. وأضاف إلى الساحل الشمالى فى مصر الكثير من الاضواء.
> وقد استطاعت الشركة المتحدة من خلال هذا المهرجان ان تضيف إلى العلمين عامل جذب إضافى ليس فقط للعلمين وانما للساحل الشمالى كله.
> وقد قدمت المتحدة فى المهرجان هذا العام انشطة عديدة جعلت منه بحق ليس مهرجانًا فنيًا فحسب.. وانما اصبح مهرجانًا عائليًا وايضًا ثقافيًا.
> واود هنا ان اقترح على المتحدة مشروعًا آخر سيضيف إلى العلمين عامل جذب عالمي.. وهو بانوراما معركة العلمين.. وقد سبق ان كتبت عن هذا المشروع منذ عدة سنوات.. وتحمس له عدد من رجال الاعمال.. ولكنهم فى النهاية لم ينفذوا شيئًا.
> ولان المتحدة.. هى صاحبة اسهامات ومبادرات عديدة اردت ان اعيد تكرار هذا الاقتراح لعلها تجد فيه ما يضيف إلى العلمين إضافة سياحية وثقافية وترفيهية مهمة.
> وقد جاءتنى فكرة هذه البانوراما.. وانا اشاهد فى المدينة البلجيكية الصغيرة «واترلو» بانوراما معركة سميت بأسمها وكانت نهاية آخر الحروب النابليونية بين فرنسا «نابليون» وبين قوات أوروبا المختلفة.. وعلى اثرها تغير تاريخ أوروبا.. انهزمت فرنسا بقيادة نابليون بونابرت.. وكانت هذه نهاية نابليون على يد القائد البريطانى ولنجتون.. وفازت قوات أوروبا المتحالفة.
> وكما كانت معركة «واترلو» نقطه تحول فى تاريخ أوروبا.. فان معركة العلمين كانت نقطة تحول فى تاريخ العالم كله.. حين انتهت الحرب العالمية الثانية.. انتصرت قوات الحلفاء وعلى رأسها بريطانيا بقيادة الفيلد مارشال مونتجمرى على قوات المحور.. المانيا وايطاليا.. بقيادة تعلب الصحراء روميل.
> وتغير تاريخ العالم بعد العلمين.. واصبحت العلمين فى كل كتب التاريخ فى كل انحاء العالم.. وبقيت من آثار الحرب العالمية فى العلمين والصحراء الغربية لمصر خمسة اشياء احدها سلبى هو 21 مليون لغم ارضى من مخلفات الحرب.. هددت الحياة.. ومنعت التنمية.. ولكن جيش مصر الباسل تصدى لها.. وازالها لتزدهر التنمية فى العلمين.. اما الإيجابيات التى بقيت فى العلمين من آثار هذه الحروب.. فهى اربعة معالم تاريخية.. أولها متحف معارك العلمين الذى اقامته قواتنا المسلحة فى العلمين.. وثلاثة شواهد ومقابر تذكارية للقوات المتحاربة فى الحرب العالمية الثانية.. مقابر الكومنولث»بريطانيا وباقى دول الكومنولث».. والمقابر الالمانية.. والمقابر الايطالية.. ومن أجل هذه المعالم الاربعة.. يأتى عشرات الالوف بل ربما مئات الالوف لزيارتها فى كل عام.. حيث تحمل الشواهد اسماء الجدود للاحفاد الذين يحرصون على زيارة اجدادهم.. بما يؤسس لسياحة الجذور من أوروبا.
> واذا اخذت «المتحدة» بهذا الاقتراح فسوف تضيف إلى هذه المعالم معلمًا سياحيًا وثقافيًا وترفيهيًا أيضًا.. وقد رأيت فى «واترلو « فى بلجيكا، البانوراما التى سجلت معركة المصير بين الدول المتحالفة.. ضد نابليون.. وقلت على الفور.. العلمين تستحق أيضًا ان تكون فيها مثل هذه البانوراما بل افضل منها.. وقد احتوت هذه البانوراما على مشاهد تمثيلية اخرجت سينمائيًا لتبين معالم هذه الحرب والقوات المتحاربة فيها.. وقدمت على شاشات تصل إلى 360 درجة.. فى عرض مشوق.. يدفعك الى الرغبة فى حضوره مرة أخري.
> والحرب التى دارت فى العلمين غنية بمشاهدها العسكرية والدرامية فى آن واحد.. ويكفى ان المنتصر الذى اجتاح دول شمال إفريقيا حتى وصل إلى العلمين ثم هزمت قواته.. قد مات فى النهاية منتحرًا بتجرع السم.. ويكفى ان تاريخ مصر.. ارتبط بهذه الحرب التى كانت المظاهرات وقتها فى مصر تهتف الى الامام يا روميل.. ليس حبًا فى روميل.. وانما كرهًا فى الإنجليز المحتلين لمصر.. ويكفى ان يقع حادث 4 فبراير فى القاهرة ومحاصرة قصر الملك فاروق لارغامه اما عن التنازل عن العرش أو تعيين وزارة تستطيع ان تسيطر على الشارع المصري.. وهذه حكاية أخرى تشعل جدلاً لا ينتهى حول هذا الحادث الشهير فى التاريخ المصري.
> كل هذا وغيره يمكن ان تتضمنه بانوراما العلمين.. وسيكون انجازها حدثًا عالميًا.. وليس محليًا فقط.. ويكفى ان نتمكن من افتتاحها فى شهر أكتوبر بعد القادم مع الاحتفال السنوى بذكرى معركة العلمين وتوافد وفود الدول التى شاركت فى الحرب العالمية للاحتفال بهذه الذكري.. والتى يتصادف ان تكون الذكرى الثمانين لهذه المعركة.. هذا اقتراح ارجو ان يرى النور.
>>>
>> آخر الكلام :
> جولة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر فى ماليزيا واندونسيا وتايلاند احدثت صدى كبير فى هذه البلدان.. ولقى شيخ الازهر ما يستحقه تقديرًا للازهر الشريف.. وأيضًا تقديرًا لشخصه كعالم دينى كبير يتميز بالسماحة والإسلام الوسطي.
> وقد استقبل الدكتور الطيب استقبالاً على أعلى المستويات.. وهو استقبال لاشك يليق بالازهر وبالدكتور الطيب وبالدور الذى يقوم به الازهر فى تعليم الآلاف من ابناء هذه البلدان فى الازهر الشريف.