.. رغم ما يحيط الدولة المصرية.. والحكومة الجديدة.. والشعب البطل من تحديات وصعوبات شتى محلية أو إقليمية أو دولية إلا أن الراصد الموضوعى المحايد لا يمكن أن يغفل أو يتغافل عن حقيقة مهمة وهى أن ملامح عقد جديد تتشكل ملامحه فى مصر بين الحكومة والمواطن أساسه محاولة إرضاء هذا المواطن من خلال التواصل المباشر معه والتفاعل الايجابى مع ما يتمناه ويريده.. وايضا ما يعانيه فى واقعة الذى يعيشه ويؤلمه ويؤرقه.
..الحركة الحكومية الجديدة..أساسها الشراكة المتكافئة بين الحكومة والمواطن وانتهاج أسلوب المصارحة والمكاشفة والشفافية دستوراً للتعامل.
..العقد الجديد.. اتفاق غير مكتوب.. أن يعيش المسئول مهما علا قدره مع المواطن على أرض الوقع.. تجسده زيارات ميدانية مفاجئة أو مخطط يقوم به الوزير أو المحافظ أو المسئول.. أيا كان.. يكون المواطن فيها هو «البطل». ..يتعاون الاثنان الحكومة والمواطن فى كشف سلبيات هذا الواقع وأوجه الخلل والقصور فيه فى غير تهويل أو تهوين.. ولا تتردد الحكومة فى الاعتراف علناً فى غير عجرفة ولا تكبر بما يكشفه الوقع من اخطاء وتصور.. فإن الاعتراف بالأخطاء يمثل الطريق الأقصر للعلاج من الجذور.
.. فى العقد الجديد.. تسجل الحكومة بكامل هيئتها أنها لا تمانع أبداً فى الاعتذار علناً وعلى رءوس الأشهاد إن أخطأ أحد أفرادها فى حق أى مواطن.. حتى وإن كان الخطأ بغير قصد.. أؤ تم تفسير تصرف أى من المسئولين بأنه يسيء إلى أحد المواطنين.. وليس ببعيد.. أبداً ــ هذا الاعتذار العلنى المقدر لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لطبيبة سوهاج وايضا محافظ الاقليم.. وهو الاعتذار الذى زاد من أسهم رئيس الوزراء بين جموع المواطنين.. وجسد نموذجاً يحتذى للمسئول الراقي.. والمواطن «السيد».. وعلى مدى الفترة الأولى من لولاية الثانية للدكتور مصطفى مدبولى رصدنا مئات الزيارات الميدانية بتسابقون نحو الالتصاق بواقع حياة المواطن.. ومشاركته آماله وآلامه.. والمسارعة نحو اتخاذ أسرع الحلول.. وأنجحها فى مواجهة أوجه الخلل والقصور.
..فى العقد الجديد.. رأينا رئيس الوزراء يؤكد أن الزيارات الميدانية للوزراء والمحافظين ستكون أساساً مهماً عند تقييمهم.. مشدداً على حتمية أن تكون هذه الجولات على الأجندة الأسبوعية لكل وزير.. ومحافظ قائلاً للجميع.. مش عاوز ألاقى الوزير أو المحافظ دائما فى المكتب، وهذا ما سجله الدكتور مصطفى مدبولى «علناً» فى المؤتمر الصحفى بعد الاجتماع الأسبوعي.
..ورصدنا زيارات ميدانية تمتليء بالمواقف الجادة والاجراءات الصارمة لنائبى رئيس الوزراء الدكتور خالد عبدالغفار.. والفريق كامل الوزير.. رأيناهما يرصدان «علنا» أوجه الخلل والقصور فى المستشفيات والمراكز الصحية والوحدات الصحية من جانب وأوجه التقصير فى استخراج التراخيص والموافقات و»عبدالروتين» فى التنمية الصناعية وغيرها.. وإصرار غير محدود على اقتلاع المعوقات من «جذورها».
..رصدنا الدكتور خالد عبدالغفار يحدد المرحلة الأولى لزياراته الميدانية ويخفار لها 4 محافظات كلها «صعيد» ووسط درجات الحرارة الملتهبة تكون زيارته.. ولا يتورع أن يعلن فى زياته لسوهاج عن أعطال أجهزة طبية مهمة وحساسة وأشعة لاتجد أطباء وأسرة رعاية لا تعمل لعدم توافر القوى البشرية لتشغيلها.. وعجز فى اطباء الأورام والعصبية والنفسية بمستشفى هلال سوهاج للتأمين الصحى وأدوية راكدة.. وأطباء حكوميون يقودون المرضى للعيادات الخاصة وتلكؤ بعض المستشفيات فى استخراج قرارات العلاج على نفقة الدولة وأعطال فى الحضانات واعدام اكياس «البلازما» دون النظر لاحتياجات المستشفيات القريبة المحتاجة ونقص بعض أدوية الفيتامينات وقرارات بالغلق الادارى لثلاثة مستشفيات وإنذار 9 مستشفيات بسبب التراخيص.
ولم يجد الوزير الدكتور خالد عبدالغفار أو قيادات وزارته أى حرج فى الافصاح «علنا» والمكاشفة بكل السلبيات والاعلان ايضا عن اجراءات التصويب والاصلاح التى تم اتخاذها.. وهو سلوك لم يتعوده المواطن المصرى منذ عقود.. فكان المسئول دائم التحفز.. دائما مستنفر للتنصل من الأخطاء ولو بالكذب.. ولو كنوا قد انتهجوا المصارحة والمكاشفة لكان لنا شأن آخر.
..يقولها عبدالغفار بكل صراحة «دورى هو الإنصات للمواطن».. إنها جملة أعجبتنى «الانصات للمواطن».. وأقولها بكل صرحة ووضوح.. أنه لولا سياسة المصارحة والمكاشفة التى انتهجها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ البداية ما كان يمكن لنا ليوم أن نراه سلوكاً للحكومة بكل رجالاتها.. وفى اللقاء الأول للمحافظين الجدد كان التشديد على ضرورة أن يشعر المواطن ــ كل مواطن ــ بأن هناك نقلة نوعية حقيقية فى تفاعل المسئولين مع مشكلات المواطنين وقضاياهم وضرورة تقديم الحلول بالمشاركة معهم وأن يلمس المواطن بنفسه الرقى فى خدماته.
لا تتوقف سياسة المصارحة والمكاشفة عند حد ما تظهره الزيارات الميدانية من خلل وقصور.. بل ايضا تنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى من اعتماد سياسة المكاشفة والمصارحة.. وما أعلنه الدكتور مصطفى مدبولى من ضرورة التواصل المستمر للوزراء والمحافظين ونوابهم ومساعديهم مع وسائل الاعلام المختلفة لشرح التحديات وتوضيح القرارات التى يجرى التفكير فى اتخاذها أو الرد على الشائعات والأكاذيب التى يطلقها أعداء الوطن وأبواق الفتنة وضرورة مواجهتها بالحقائق والموضوعية والرد بها على وسائل التواصل الاجتماعي.. وعقد مؤتمرات صحفية.
..وبعد: فإن كل وزير ومحافظ بما يفعله ويكشفه من سلبيات واجراءات يستحق مقالاً ومقالات.. لكننا نراها بزوغ فجر جديد بعقد اجتماعى جيد المواطن المصرى فيه هو البطل الذى يسعى الكل لإرضائه.. ولا تكون «الجولات الميدانية» علامة لغربال جديد «مشدود».
..إذ يقولون «الغربال الجديد له شدة».. نريده سلوكاً دائماً للدولة والحكومة.. وليس مجرد «لقطة» فرضتها اللحظة.. وبالمصارحة نبني.
وبالله التوفيق