أكد د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن الدولة المصرية وبدعم من المجموعة الوزارية للتنمية الصناعية تستهدف جذب عدد أكبر من الشركات الأجنبية فى كل القطاعات الصناعية.. مشيرا إلى أن توجه الدولة يستهدف هذا الأمر فى كل القطاعات الصناعية بحيث يكون هناك أكبر نسبة من الشركات والاستثمارات الأجنبية فى مصر موضحا أنه سيتم افتتاح عدد من المشروعات خلال المرحلة المقبلة مضيفا أن مصر استطاعت جذب ثلاثة من أكبر منتجى الأجهزة الكهربائية من الصين وتركيا وألمانيا.
أعرب د. مدبولى عقب افتتاحه أمس المجمع الصناعى الأول لشركة «بيكو» (Beko) التركية المتخصصة فى تصنيع الأجهزة المنزلية الذى يمتد على مساحة 14 ألف متر مربع بالمنطقة الصناعية بمدينة العاشر من رمضان، عن سعادته لافتتاح مصنع شركة بيكو باعتبارها واحدة من كبرى الشركات التركية مضيفا أن الرئيس عبدالفتاح السيسى افتتح مصنع «هاير» الصينية مؤخرا، وخلال الفترة المقبلة سيكون هناك افتتاح لمصنع شركة «بوش» الألمانية.
أكد حرصه على المشاركة فى افتتاح المصنع، إيمانا من الدولة بأهمية قطاع الصناعة خلال المرحلة الحالية، وانطلاقا من السعى إلى أن يغطى القطاع الصناعى احتياجات السوق المصرية من مختلف المنتجات ولاسيما السلع المعمرة والأجهزة المنزلية، فضلاً عن توطين مختلف الصناعات محليًا، وتعميق الصناعة، وذلك بمشاركة كبيرة من القطاع الخاص الذى تُعول عليه الدولة خلال المرحلة الراهنة، باعتباره شريكًا أساسيًا فى المشروعات التنموية.
أوضح أن مصر تعمل على ايجاد مزيد من التسهيلات لكافة المصانع الراغبة فى التواجد بالسوق المصرى حيث حصلت شركة بيكو على الرخصة الذهبية العام الماضى والآن نشهد افتتاح المصنع فى أقل من عام مما وفر فرص عمل لـ650 فرداً، ومن المستهدف ارتفاعهم إلى 2000 عامل قريبا مؤكدا أن تلك المشروعات تعد نموذجاً للشراكة الناجحة بين الحكومة والقطاع الخاص.
تفقد د. مدبولى العديد من نماذج المنتجات الرئيسية التى تقوم الشركة بتصنيعها، ومنها أجهزة الثلاجات، والبوتاجازات، وغسالات الأطباق، وكذا نماذج المنتجات المُوفرة للطاقة، والشاشات الذكية، كما قام بجولة تفقدية لخطوط الإنتاج بالمصنع.
كما تفقد د. مدبولى مقر أكاديمية «بيكو» ومركز الأبحاث، الذى يشهد عقد برامج تدريبية لمجموعة كبيرة من طلاب كليات الهندسة بجامعة «عين شمس» والجامعة الألمانية وجامعة النيل.
قال «أوميتجونيل»، مدير عام بيكو مصر إن «المجمع الصناعى يُمثل إضافة قوية للاقتصاد المصرى بشكل عام، والقطاع الصناعى بشكل خاص، حيث سيعتمد على استخدام مكون محلى بنسبة تبلغ 50 ٪، وهو ما سيدفع الموردين المحليين إلى العمل على تحسين أدائهم ويضعهم على خريطة المنافسة العالمية.
أضاف أن المُجمع لن يقتصر فقط على تصنيع منتجات العلامة التجارية «بيكو»، بل سيُصنّع أيضًا أجهزة خاصة بعلامات تجارية أخرى مثل منتجات شركات ويرلبول – التى استحوذت عليها مؤخرًا شركة «بيكو العالمية» – وكذا منتجات «أريستون»، و»إنديست»، و»هيتاشي»، وهو ما أشاد به رئيس مجلس الوزراء، مؤكدا أن هذه العلامات التجارية تمتلك بالفعل حصة سوقية بيعية فى مصر، إلا أن تصنيع منتجاتها هنا يعد فرصة جيدة، لما تتمتع به من حصة كبيرة.
أوضح جميل عنان، المدير التنفيذى للشركة، أن الطاقة الإنتاجية لمجمع «بيكو» الصناعى تبلغ 1.5 مليون جهاز تشمل الثلاجات والفريزر، والأفران، وغسالات الأطباق محلية، مشيرا إلى أن المجمع الصناعى يُلبى احتياجات السوق المحلية بكفاءة عالية، فيما تخطط «بيكو» لتصدير 60 ٪ من الإنتاج إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأوروبا، بقيمة تصدير سنوية تصل إلى 250 مليون دولار.
قال «فاتح ابيجليولو»، رئيس شركات السلع المعمرة بمجموعة كوتش القابضة إن المجمع الصناعى الأول لنا فى مصر يُمثل خطوة فارقة تؤكد التزامنا الكبير تجاه المنطقة.
أكد «هاكان بلجورلو»، الرئيس التنفيذى لشركة بيكو أن مصر كانت دوما على مدار السنوات الماضية جزءًا أساسيًا من رحلة بيكو، مضيفا أننا شهدنا نموًا كبيرًا وملحوظًا فى هذا البلد الحيوي، واليوم تنطلق مرحلة جديدة لبيكو فى الأسواق المصرية بافتتاح هذا المجمع الصناعي، فمن خلال الجمع بين نقاط قوتنا التصنيعية والفرص الإستراتيجية التى توفرها مصر، نثق بأن هذا المجمع الصناعى سيكون مركزًا إقليميًا للتصنيع».
قال «أوميت جونيل»: إن هذا المصنع دليل على القوة التكنولوجية لشركة بيكو، حيث يعتمد على أحدث تقنيات الإنتاج، بما فى ذلك «الروبوتات» المتقدمة والمركبات الموجهة ذاتيًا (AGVs)، بالإضافة إلى احتوائه على بنية تحتية رقمية قوية للتصنيع، ما يضمن أعلى مستويات الكفاءة، وهو ما يعكس التزام بيكو الراسخ بالابتكار والاستدامة، موضحًا أن الشركة التركية تسعى أيضاً للحصول على شهادة LEED الذهبية، نظراً لاعتماد المصنع على حلول بيئية مستدامة.
أضاف أن استثمارنا فى مصر يعكس التزامنا الراسخ بتطوير الكفاءات المحلية وتعزيز دور الموردين المحليين عبر بناء شراكات قوية مع المنتجين المحليين.
أوضح أن مجمع «بيكو» الصناعى سيحتوى أيضًا على مركز أبحاث وتطوير يمتد على مساحة 1500 متر مربع، مجهز بأحدث التقنيات لمواكبة التطورات فى مجال الأجهزة المنزلية، مضيفا: أن المركز يضم مختبرات بمعايير عالمية، إلى جانب مركز متخصص لتجارب الطهي، بهدف تطوير تقنيات جديدة.
تحدث رئيس الوزراء مع عدد من طلاب جامعة حلوان، والجامعة الألمانية، وجامعة النيل، حول عدد من التقنيات، من بينها تصنيع عداد ذكى للمياه لكشف أى حالة لتسريب للمياه والسيطرة عليها، بالإضافة إلى تصنيع مكنسة تتكون من «روبوت» لديه القدرة على تحديد نوع المخلفات والأتربة وفصلها عن بعضها.
..ويؤكد خلال اجتماعه مع وزير قطاع الأعمال:
لدينا قدرات هائلة يجب الاستفادة منها
أكد د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء أن برنامج عمل الحكومة يستهدف تعظيم العائد على الأصول المملوكة للدولة كأحد أهم الأولويات فى تحقيق التنمية الاقتصادية، ولذا فنحن نعمل على مواصلة تنفيذ خطة تحسين وتطوير أداء الشركات والمصانع التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، واستمرار البرامج التدريبية لرفع كفاءة الموارد البشرية بها.
أشار د. مدبولي، خلال اللقاء الذى عقده مع المهندس محمد شيمي، وزير قطاع الأعمال العام لمتابعة المشروعات التى يتم تنفيذها حاليا لتطوير الشركات التابعة للوزارة، إلى ضرورة وضع مستهدفات محددة من خلال رؤية واضحة تماما لكل شركة من الشركات التابعة للوزارة وتوابعها، على أن يتم ذلك عن طريق خطط واضحة لكل شركة قابضة، مؤكدا أنه سيتم تنظيم زيارات ميدانية لها؛ لمتابعة الموقف على أرض الواقع.
قال: إن هناك ملفات ضخمة وشركات كبيرة تتبع الوزارة، كما أن هناك ثروات هائلة يجب العمل بكل جدية للاستفادة منها مثل شركات الغزل والنسيج، وشركات الأدوية، ومن ثم يجب أن تكون لنا رؤية شاملة لتحقيق الاستفادة المُثلى من جميع هذه الشركات، وذلك بما يعود بالنفع العام على الدولة، بحيث يتم تحديد ما هو ملكية كاملة للدولة، وما يمكن أن يدخل القطاع الخاص شريكا فيه، بما يسهم فى نهاية الأمر فى الإسراع بخطط تطوير تلك الشركات، وتعظيم العائد منها.
أكد المهندس شيمى تكثيف الجهود لتنفيذ خطط الإصلاح والتطوير، مع استمرار العمل فى تنفيذ برنامج تخطيط موارد المؤسسات فى الشركات القابضة والتابعة؛ بهدف تحسين وميكنة نُظم العمل فى تلك الشركات مشيراً إلى أنه تم إعداد خطة عمل لكل شركة، بحيث يتم تحديثها بشكل دوريّ.
خلال الاجتماع، استعرض الوزير مستجدات الموقف التنفيذى للمشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج الجارى تنفيذه بالشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس الجاهزة، والواقعة فى عدد من المحافظات.. كما عرض معدلات التنفيذ ونسب الإنجاز والجداول الزمنية لمشروعات التطوير والمصانع الجديدة، ومحطات الكهرباء والمبانى الخدمية فى مختلف الشركات، بداية من زراعة وتجارة الأقطان بهدف سد احتياجات شركات الغزل والنسيج من الأقطان القصيرة التى يتم استيرادها من الخارج وتخفيف الضغط على طلب العملة الصعبة.
فيما يتعلق بالشركة القابضة للأدوية والمستلزمات الطبية، أكد شيمى أن الوزارة تولى اهتمامًا كبيرًا بقطاع الدواء التابع لها وتعزيز قدراته الإنتاجية، فى إطار توجه الدولة بدعم وتوطين صناعة الأدوية وإتاحتها للمواطنين، مستعرضا خطط العمل لزيادة معدلات إنجاز مشروعات التحديث والتطوير لخطوط الإنتاج بالشركات التابعة، بما يضمن التوافق مع متطلبات التصنيع الجيد «GMP»، واشتراطات هيئة الدواء المصرية، مما يسهم فى زيادة الإنتاج وتلبية احتياجات السوق المحلية والتوسع فى الأسواق الخارجية، وتعزيز الشراكات الجيدة والفعالة مع القطاع الخاص من الشركات المحلية والأجنبية فى ضوء خطة العمل.
كما استعرض الموقف التنفيذى للعديد من القطاعات والصناعات ومن بينها الأسمدة والكيماويات والتعدين، وسير العمل بالمصانع والشركات ومعدلات الإنتاج والتصدير، وكذلك الفرص الاستثمارية والشراكات المتاحة مع القطاع الخاص، ومن بينها مشروع إعادة تأهيل كيما 1، وموقف تطوير شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية «طلخا»، وموقف تطوير شركة النصر للأسمدة، وغيرها.
أشار إلى أن هناك مفاوضات متقدمة مع عدة شركاء محتملين لإحياء شركة النصر للسيارات، وتأهيل العنابر والبنية التحتية لإنتاج السيارة الكهربائية، فى إطار الأهمية الكبيرة التى توليها الدولة لتوطين صناعة السيارات.