مصر خاضت حرباً ضد الإرهاب استمرت 10 سنوات
الأزمات العالمية تتطلب المزيد من الجهد والصبر للحفاظ والاعتناء بالبلاد
لولا تضحيات رجال مصر لما بقيت آمنة وسالمة
تعداد السكان 106 ملايين و9 ملايين لاجئ يعيشون على الأراضى المصرية
تحديات مكافحة الإرهاب وأحداث 2011 و2013 لا يستطيع أحد تحملها بمفرده.. ولكن نستطيع كلنا تحملها بفهمنا
لم أغامر بكم ولم أتخذ قراراً أضيِّع به مصر.. ولا الحكومة.. ونحن لم نغامر
حديثى ووعودى للمصريين لم تتغير
بالعمل والصبر تستطيع البلاد تجاوز الظروف الراهنة
نحاول أن نكون عامل استقرار وسلام ولا نشعل الحرائق هنا وهناك
سيناء جزء من أرضنا ونحن المسئولون عنها وحمايتها ولن يفرط أحد فيها
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه بإخلاص ودماء الشهداء استطاعت مصر الوصول إلى ما هى عليه من أمن وسلام فى ظل أوضاع غير مستقرة تشهدها المنطقة.
وقال الرئيس السيسي، فى كلمة ارتجالية له أمس خلال الندوة التثقيفية الـ39 احتفالا بـ»يوم الشهيد»، إن مصر خاضت حربا ضد الإرهاب استمرت 10 سنوات واجهت فيها فكرا متطرفا كان يهدف إلى تخريب الدولة، مشددا على أنه لولا تضحيات رجال مصر من أجل استمرار الدولة لما بقيت آمنة وسالمة.
ونبه الرئيس إلى أن كل هذه التضحيات تضع المسئولية على عاتق الجميع لاستكمال المسيرة والدفاع والحفاظ على مصر من أجل استمرار تطورها.
وأضاف أن كل عام سيتم الاحتفال بـ»يوم الشهيد» طالما مازال هناك رجال يقدمون أنفسهم وأرواحهم دفاعا عن الأرض.
وأشار الرئيس السيسى إلى أن الشهيد عبدالمنعم رياض الذى استشهد فى 9 مارس 1969 كان زاهدا فى الدنيا وبسيطًا للغاية، وهذا كان بداية مسار الشهادة.
وقال الرئيس السيسى «إن مصر عاشت أزمة كبيرة منذ أكثر من أربع سنوات جراء جائحة كورونا والتى استمرت لمدة عامين إلى الحرب الروسية– الأوكرانية والمستمرة منذ ثلاثة أعوام وبعد ذلك الحرب فى غزة بكل ما يعنيه هذا الأمر من تهديد وتحد كبير جدا لنا كمصريين وحتى لمنطقتنا أيضًا».
وأشار الرئيس السيسى إلى أن الظروف السابقة والضغط الذى تحمله المصريون خلال السنوات الأربع الماضية والذى زاد فى السنة الأخيرة أكثر مع ارتفاع الأسعار، يتطلب بذل المزيد من الجهود والصبر والعمل من أجل الحفاظ والاعتناء بالبلاد .
وأضاف « تعداد سكان مصر 106 ملايين نسمة وهناك 9 ملايين من اللاجئين متواجدون على الأراضى المصرية، والتحديات والمشاكل تحيط مصر من كل الاتجاهات ولها تأثيرات علينا ونحن دولة مقوماتها ليست كثيرة «، مشيرا إلى أن 10 سنوات من القتال ومكافحة الإرهاب لها تكلفتها،وماحدث فى 2011 له تكلفته، وبعدها فى 2013 لها تكلفة أيضا»، مؤكدا أن هذه التكلفة لن يستطيع شخص واحد تحملها، قائلاً «أنا لا استطيع حملها بمفردى ولا أيضا الحكومة تستطيع، لكن نستطيع كلنا مع بعض أن نحملها أولا بفهمنا».
وتابع الرئيس السيسى :» الأمور بدأت فى التحسن وأقول ذلك حتى أسجل موقفى لكم جميعا .. أنا لم أغامر بكم، ولم أتخذ قرارا أضيّع به مصر، ولا الحكومة .. ونحن لم نغامر، ولم يكن هناك فهم خاطئ أو منقوص ،اتخذنا به قرارا يضيّع مصر»، مؤكدًا «نحن لم نكن فاسدين وأخذنا أموالكم وضيعناها بفساد ..فهذا لم يحدث»، مشددا على أن ما تم من انجازات على أرض مصر يستطيع أى أحد رؤيته.
وأضاف الرئيس «أقول ذلك كتسجيل من انسان اخترتموه لتولى المسئولية.. وأنا قلت لكم تعالوا نتولى المسئولية معا «.
وقال الرئيس السيسى إنه لم يقدم نفسه أثناء فترة الترشح لرئاسة الجمهورية على أنه «المُخلّص»، مشيرا إلى أن حديثه ووعوده للمصريين لم تتغير، والسبب فى ذلك أن الظروف والواقع لم يتغيرا، مشددا على أن الحل لما نحن فيه يكمن فى المصريين أنفسهم، فبالعمل والصبر تستطيع البلاد أن تتجاوز الظروف الراهنة، مجددا التأكيد على ضرورة التكاتف وبذل المزيد من الجهود للتغلب على تداعيات الأزمات التى تشهدها المنطقة والعالم.
وأضاف «الظروف الصعبة التى نمر بها لم نختلقها نحن، ولم نغامر بالبلاد رغم أن هناك من طالب بتحرك الجيش المصرى ولكننا لم نفعل ذلك، بل نتحمل ونساعد فى حل الأزمات على قدر المستطاع، فى وقت تتطلب فيه التحديات، التى تحدق بالأمن القومى وخاصة من الاتجاه الجنوبى والاتجاهات الإستراتيجية الأخري، أن يكون الجميع على قدر المسئولية واليقظة، مضيفا: «نحاول أن نكون عامل استقرار وسلام ولا نشعل الحرائق هنا أو هناك «.
وحول دخول المساعدات إلى قطاع غزة.. قال الرئيس السيسي: «لماذا لم نسأل عن سبب إدخال المساعدات عن طريق الإسقاط الجوى وليس عن طريق المعابر»، مضيفا: «ألم أقل لكم قبل ذلك إننا فى مصر حريصون أن يظل المعبر مفتوحا 24 ساعة وأى فرصة لإدخال المساعدات سواء من مصر أو التى تأتى من الدول أن تدخل على الفور وبأى حجم، طالما المعبر مفتوح»، مستنكرا الأقاويل والادعاءات والمزاعم التى افترضت أن هذا الكلام غير حقيقى وأن المعبر يتم إغلاقه.
وجدد الرئيس السيسى التأكيد على أن معبر رفح لم يتم إغلاقه أبدًا، لافتا إلى أن اللجوء لعمليات الإسقاط الجوى لإدخال المساعدات فى غزة سببها التحديات التى تواجه عملية نفاذ المساعدات إلى القطاع وخاصة إلى منطقة الشمال.
وشدد الرئيس السيسي، على أن الادعاءات بسيطرة مسئولين فى الدولة على مبلغ يتراوح ما بين 10 إلى 12 مليار دولار وخروجها إلى الخارج «غير صحيحة»،مضيفا «هذا الأمر لم يحدث ولن يحدث بفضل الله سبحانه وتعالي، فكل جهدنا وإمكانياتنا كانت داخل البلد».
وقال «لا أريد أن أسيئ فى كلامى لأحد قبل ذلك، لأننى اعتبر ذلك ليس من الصفات الطيبة.. لكن الوضع فى مصر كان بعيدا تماما عن مفهوم وجود دولة».
وأكد الرئيس» أن إمكانياتنا ليست كبيرة فنحن جميعا نعيش حاليا على 10 إلى 12٪ من مساحة مصر، قياسا بـ6٪ فقط فى السابق، ووقتها كانت تشهد تلك المساحة تكدسا سكانيا كبيرا من أسوان إلى الإسكندرية، حتى أصبح الوضع فى البلاد صعبا علينا فى كل شيء»، مضيفا «كان من الممكن ألا نسير فى هذا المسار الذى سلكناه بالتوسع العمراني، بحجة أننا لا نمتلك الإمكانيات أو أن نتحرك بفعالية وقوة فى وقت نعانى فيه من الأزمات».
وشدد الرئيس السيسي،على أن الدولة اختارت الطريق الصعب، يتحمل خلاله الجميع الظروف الصعبة والمعاناة، لكى تتحول مصر إلى «دولة قادرة»، ومن ثم تنطلق نحو المستقبل.
واستطرد الرئيس قائلاً: «كنت أتحدث منذ نحو 8 شهور عن مسألة تحرير سعر الصرف «التعويم»، وأكدت أننى سأقف أمام هذا الأمر لأنه يمس الأمن القومى المصرى ،لأن تقديرنا الاقتصادى فى ذلك الوقت كان أننا لا نستطيع الإقبال على تلك الخطوة، إلا فى حال تواجد أموال ضخمة نستطيع من خلالها تنظيم السوق وكنا نتحدث عن ضرورة توفير 80 إلى 90 مليار دولار».
وتابع الرئيس:» استطعنا توفير مبلغ يتراوح ما بين 45 إلى 50 مليارا من خلال مشروع رأس الحكمة والاتفاق مع صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبى إلى جانب موارد أخري، وفى ضوء ذلك أقدمنا على تطبيق «سعر الصرف المرن» طبقا للطلب».
وقال الرئيس السيسى إنه لم يتوجه بالعتاب أو اللوم إلى أحد خلال الفترة الماضية التى شهدت ارتفاعات فى أسعار السلع استنادا إلى أسعار غير حقيقية للدولار، ولم يُتخذ إجراء حادا تجاه أى أحد، لأن فكرة اتخاذ إجراء فى تلك الفترة كانت ستعقد الأمور أكثر من اللازم، بل كان الأمر يتطلب حل المسألة بدون اللجوء لتلك الإجراءات، موجها حديثه للجميع قائلا: «من الممكن أن نتحمل قليلا.. لكن لا تديروا ظهوركم إلى بلدكم».
وقال الرئيس السيسى إنه لم يتحدث إلى المسئولين عن الوعي– ولا سيما الوعى الديني– حيث لم يتطرق أحد إلى الحديث عن حرمانية أى سلوك من هذه السلوكيات، مع الوضع فى الاعتبار أن الأمور فى الدول ليست بالأخلاقيات والضمائر ولكنها تدار بالأنظمة والقوانين.. ولكن حتى هذه النقطة غائبة عن الكثير، ولا نعرف الفرق بين الحرام والحلال فيما نفعل».
وأضاف الرئيس: «أنا لا أتحدث عن كل الناس.. ولكن هناك الكثيرون لا ينتبهون لمدى خطورة تبعات هذا الأمر، الذى من ضمن احتمالاته خراب البلد، وأن ينجو الشخص الذى استغل الأزمة بأمواله بوضعها فى الخارج، ولكن الموضوع لا ينتهى بذلك، فمصر لها رب قادر على أن يحل المسألة».
وأكد الرئيس السيسى أنه لم يكن لديه شك خلال الأيام الماضية، فى أن المشكلة ستحل بفضل الله تعالي، قائلا: «عندما كنت اجتمع مع الحكومة ،أقول لهم غدا ستحل بفضل الله سبحانه وتعالي، ودائما كلما زادت استقامتنا وأمانتنا وشرفنا كلما زاد الفضل والكرم مع الجميع».
وتابع قائلا: «البعض ممكن أن يتصور أننا لما ننجح سنظهر وعندما تحدث مشكلة سنختبئ.. ولكن أنا لا أختبئ أبدا، أنا أفعل أقصى ما لدى وإن وُفقت فهو من فضل الله، وإن لم أُوفق فإن العيب عندي، وأتحمل المسئولية أمام الله».
وأشار الرئيس السيسى إلى أن ما شهدته مصر خلال السنوات العشر الماضية من بناء لم يكن ليحدث أبدا فى ظل ظروفنا الصعبة، وتساءل: «هل يمكن أن تحل الأزمة والبلاد تأخذ مكانها وسط الأمم فى خلال 10 سنوات فقط؟
ووجه الرئيس حديثه للمفكرين والمثقفين ورجال الإعلام قائلا: «إن الدول تأخذ 75 عاما حتى تكون ذات شأن، وهناك دول عاشت سنوات فى مجاعات وكانت تفقد كل سنة من 3.5 إلى 4 ملايين شخص، خلال الفترة من عام 1952 إلى عام 1968 حيث تم فقد 45 مليون شخص ولم يقوموا بهدم بلادهم، واليوم أصبحوا فى مكانة أخري».
وأضاف الرئيس السيسى «أنا لم أعدكم أن الموضوع سوف ينتهى فى عام أو اثنين ولا 10 سنوات، لم أعد بذلك.. وعندما تتحسن الأمور سيتم التحدث عن ذلك حتى نأخذ الدرس ونتعلم ويكون ذلك ذخيرة للقادم».
وحول مسألة إعادة إعمار قطاع غزة، قال الرئيس السيسى «إنه طلب من المؤسسات عمل تقدير لتكلفة إعادة إعمار القطاع الذى يقطنه نحو 2.3 مليون نسمة، فوجدنا أن التكلفة تتجاوز الـ90 مليار دولار، لكى تعود غزة إلى بنيتها الأساسية وتصلح للعيش من جديد».
وتابع: «أن هناك من طرح فكرة أن تستقبل مصر نحو 2 مليون فلسطينى من قطاع غزة فى سيناء بحجة أن مساحتها كبيرة، وبذلك تُحل المشكلة.. ولكن كيف لمصر أن تخون القضية الفلسطينية وتخون كل تلك الدماء التى سالت من أجلها.. وفى نفس الوقت فإن أرض سيناء هى جزء من أرضنا ونحن المسئولون عنها وحمايتها.. وهذه حدودنا منذ آلاف السنين ولن يفرط أحد بفضل الله فيها