انطلق المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطى فى مدينة شيكاغو أمس الثلاثاء بشعار «من أجل الأمة» بكلمة موجزة لنائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس دعت فيها ناخبيها إلى الدفاع عن القيم الأمريكية.
من المقرر أن يستمر المؤتمر حتى 22 أغسطس حين يُختم بكلمة لكامالا أيضًا تعلن فيها قبولها الترشح باسم الحزب لانتخابات 2024 المقررة فى 3 نوفمبر المقبل.
شددت كامالا على ضرورة الانتصار على منافسها الرئيس السابق الجمهورى دونالد ترامب، كما شكرت الرئيس الحالى جو بايدن على عمله فى الرئاسة الذى وصفته رائعًا وهو ما تلقاه الحاضرون بالهتاف المؤيد.
دعا بايدن فى خطابه فى المؤتمر الناخبين إلى التصويت لهاريس لمنع ترامب من الفوز، مشدّدا على الفرق الكبير بينهما، وواصفًا ترامب بالديكتاتور.
حظى بايدن بتصفيق حار حين بدأ خطابه، وطوال دقائق عديدة ردّد الحشد بأعلى صوته «نحب جو» وذلك بعد أقلّ من شهر من قرار بايدن الانسحاب من السباق الانتخابى لصالح نائبته.
وبعد أقل من شهر على انسحابه من السباق وصعود هاريس اللافت، خص الديمقراطيون بايدن بتكريم «يليق بسنواته الطويلة» فى السياسة. وقد فاجأت هاريس المؤتمر بظهور مقتضب خرقت فيه تقاليد الحزب لتوجيه الشكر إلى بايدن كونه رئيسًا «رائعًا».
شدد بايدن على نبذ العنف السياسى فى الولايات المتحدة وأن الديمقراطية هى الحل ولذا يجب الحفاظ عليها بفوز كامالا.
أضاف أن 81 مليون أمريكى صوتوا له فى الانتخابات السابقة من أجل إنقاذ الديمقراطية، وأكد أنه كان عمل على تعزيز الطبقة الوسطى وأنه كان رئيسًا لجميع الأمريكيين حتى من لم يصوت له.
قال بايدن إنه حقق وكامالا أكبر تقدم على الإطلاق وأن الاقتصاد الأمريكى هو الأقوى فى العالم من بعد أزمة جائحة كورونا، مع تحديث البنية التحتية والطرق والمطارات والموانئ، وأضاف أن ترامب لم ينشئ أى بنية تحتية رغم تعهده ذلك.
أما عن غزة، فقال بايدن إن إدارته تعمل على وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب ومنع توسع الصراع فى المنطقة ولفك أسرى إسرائيل وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع.. وأضاف أن كثيرًا من «الأبرياء» قُتلوا لدى الإسرائيليين والفلسطينيين.. وقال إن المتظاهرين الذين يحتجون على الحرب أمام مقر انعقاد المؤتمر وجهة نظرهم صحيحة.
وكان آلاف المحتجين المؤيدين للفلسطينيين تظاهروا أمام مقر المؤتمر مع وصول بايدن لحضور الافتتاح، وذلك احتجاجًا على دعم إدارته لإسرائيل فى حربها على قطاع غزة، خاصة أن شيكاغو تضم أكبر عدد من الأمريكيين من أصل فلسطيني.
ذكرت وكالة رويترز أن متظاهرين اخترقوا الحاجز الأمنى فى محيط موقع المؤتمر، وخرج الآلاف إلى الشوارع للتنديد بموقف الإدارة الداعم لإسرائيل فى حربها على غزة، مما دفع قوات الأمن للإسراع إلى الموقع والتدخل.
من جانبها قالت المرشحة السابقة للانتخابات، هيلارى كلينتون، إن ترامب أول من يترشح لانتخابات الرئاسة وهو مدان بـ 34 تهمة جنائية وأنه أساء إلى الجيش وقدامى المحاربين، وأضافت أن هاريس ستدافع عن القيم الأمريكية والديمقراطية للولايات المتحدة ولن تفعل مثلما فعل ترامب.
أما جِل بايدن فأثنت على زوجها بايدن وشددت على أن مستقبل البلاد مرهون بفوز هاريس ونائبها تيم والز فى الانتخابات المقبلة.
يشهد المؤتمر الحالى أمنًا مشددًا لم يسبق أن شهدته شيكاغو، ويتولى تأمينه نحو 2500 فرد من الشرطة المحلية ويدعمهم مئات الأفراد قدموا من خارج الولاية.
كان مكتب التحقيقات الفيدرالى «إف بى آي» ووحدة النخبة فى جهاز الخدمة السرية والشرطة المحلية قد استغرقوا عامًا فى إعداد المنظومة الأمنية الكبرى لتأمين المركز الرياضى الضخم الذى يُعقد فيه المؤتمر، فى حضور أبرز شخصيات الحزب الديمقراطى يتقدمهم الرئيس جو بايدن وكثير من نجوم هوليود.
يأمل منظمو الحزب أن يحضر المؤتمر أكثر من 50 ألف ناشط، لكن التجمّع لم يشارك فيه فى أول يوم سوى بضعة آلاف، وهو ما خيب آمال منظمى المؤتمر خاصة أن شيكاغو عاصمة ولاية إلينوى أحد معاقل الديمقراطيين والمدينة الثالثة ازدحامًا بالسكان فى الولايات المتحدة.
اختيار مدينة انعقاد المؤتمر معقد، إذ يرى خبراء أنها يجب أن تكون مدينة فى ولاية حاسمة متأرجحة، أى تلك الولايات التى لا يضمن كل حزب فوزه فيها، مما يزيد فرصة الفوز بها فى الانتخابات المقبلة، لكن خبراء آخرين يفضلون اختيار مدينة وولاية ديمقراطية الهوى قريبة من الحزب وتوجهاته، كما هو الحال مع مدينة شيكاغو وإلينوي.
إلينوى من أهم الولايات التى تصوت للحزب الديمقراطى فى آخر 40 عامًا، وعجز كل المرشحين الجمهوريين عن الفوز بها منذ فوز الرئيس رونالد ريجان بها عام 1984.
أما حملة ترامب فأعلنت أنها ستنظم مؤتمرات انتخابية وستكثف الدعاية مع انعقاد المؤتمر الوطنى للحزب الديمقراطي.. وقالت حملة ترامب إن تلك المؤتمرات اليومية التى يحضرها ترامب ونائبه جيه دى فانس فى ستُنظم فى الولايات المتأرجحة وفى أولها بنسلفانيا وميشيجن وكارولاينا الشمالية وأريزونا.
أما عن استطلاعات الرأي، تحظى هاريس بدعم المستقلين فى أحدث استطلاع رأى أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إيه بى سى نيوز» ومؤسسة إيبسوس.
أظهرت استطلاعات البالغين تقدم هاريس ونائبها تيم ويلز بنسبة 50 ٪، فيما حظى ترامب والسيناتور جيه دى فانس بنسبة 4 5٪.
أما بين المسجلين للتصويت، فحظيت هاريس بـ49 ٪ مقابل 45 ٪ لترامب، كما تتقدم هاريس بفارق 6 نقاط عن ترامب بين الناخبين المحتملين لتحظى بـ51٪ مقابل 45 ٪ لترامب.
كما أظهر استطلاع رأى جديد لشبكة «سى بى إس» الأمريكية أن المرشحة الديمقراطية كامالا تتخطى ترامب على مستوى البلاد، وبيّن الاستطلاع، الذى أجرته مؤسسة «يوجاف»، أنها تحصد 51 ٪ من أصوات الناخبين المحتملين بينما ترامب 48 ٪.
لكن فانس شكك فى صدق استطلاعات الرأى واتهم وسائل الإعلام بتزييفها لخداع الناخبين، كما أن برنامج ترامب ما زال له الصدارة فى الاقتصاد والتضخم والهجرة، وهى أهم ملفات السباق الانتخابي.