أزعم أننى من الشخصيات المتحيزة للعاصمة الإدارية كمشروع نجح ومازال يواصل النجاح فى إيجاد عاصمة ذكية بكل المقاييس وتقديم صورة مغايرة عن الدولة فى عبقرية الإبداع والبناء من ناحية والإرادة والإنجاز من ناحية أخري.
تحيزى للعاصمة الإدارية ربما نابع من كونى واحدة من هؤلاء الذين تابعوا مراحل ميلاد المشروع منذ أن كان الأمر مجرد مخطط يرسم حلماً على الصحراء الممتدة فى شرق القاهرة حتى بات حقيقة تؤسس لحقبة جديدة فى تاريخ الدولة المصرية ستكون الأكثر نهضة وتنمية.
منذ سبع سنوات كنت أذهب للعاصمة الإدارية بعين المتلهف لرصد أى تفاصيل تقودنى لرسم ملامح ذلك المشروع العظيم لكن منذ أيام ذهبت كمرشد يحكى عن عظمة هذه التفاصيل بصحبة مجموعة من أوائل الثانوية العامة الذين رافقتهم فى رحلة نظمتها شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية لمشاهدة ما تم تنفيذه من مشروعات عظيمة جاء على رأسها الحى الحكومى الذى نجح فى تجميع كافة الوزارات والهيئات بجانب مجلس الوزراء كسلطة تنفيذية ومجلسى النواب والشيوخ كسلطة تشريعية تفصل بينهما ساحة الشعب فى مواجهة قصر الرئاسة وهو ما يظهر معه عبقرية التصميم وعظمة الرمزية.
انبهار أوائل الثانوية العامة تواصل وهم يستمعون إلى شرح اللواء محمد سعد زغلول مساعد رئيس الهيئة الهندسية للعاصمة الإدارية عن تفاصيل مركز مصر الثقافى وما يضمه من دار تحفيظ للقرآن تضم ثلاثين غرفة حملت جدران كل غرفة جزءًا من القرآن الكريم وقد حفر على جدرانها الرخامية وهو ما امتد إلى كاتدرائية الميلاد المجيد بأيقوناتها المبهرة.
الجولة التى رافقتنا فيها الجميلة سهى جودة من إدارة العلاقات العامة بالعاصمة الإدارية كانت نهايتها فى مدينة الفنون والثقافة حيث مكتبة مصر التى تتسع لـ ٦ آلاف زائر بجانب متحف عواصم مصر ودار الأوبرا التى صممت بشكل ذكى يسمح للقاعات بالامتداد والتوسع.
عظمة هذه الزيارة التى جاءت بدعوة كريمة لأوائل الثانوية العامة من المهندس خالد عباس رئيس مجلس إدارة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية وتم تنظيمها بإشراف العميد خالد الحسينى مدير عام العلاقات العامة والتنسيق الحكومى ضمن مجموعة من الرحلات الداخلية تنظمها جريدة «الجمهورية» لأوائل الثانوية العامة قبل انطلاق رحلتهم إلى أوروبا أن هؤلاء الأوائل شاهدوا حجم الإنجاز الذى كان يحتاج لعشرات السنوات لكن تحقق فى هذه المدة بسواعد أبناء مصر وكيف نجحت العاصمة كمشروع فى توفير الآلاف من فرص العمل بجانب الوسائل التكنولوجية المطبقة فى إدارتها ومصادر الطاقة المتجددة ليدرك الأوائل عظمة بلدهم وأن المستقبل يتطلب منهم الحفاظ على هذا التاريخ والإضافة له لتظل مصر قادرة بعزيمة أبنائها عبر كل الأجيال على صياغة أحلام جديدة بأيادٍ مصرية.