والأزمة اسمها «زيزو».. وعندما نودِّع الشمس
الزوجة الوفية.. والفنان
محمد صبحى
وتعالوا ننسى ونتناسى السياسة والاقتصاد ومشاكل العالم التى تزداد تعقيداً والتى ضعنا – معها وفيها ولم يعد فى مقدورنا ملاحقة أحداثها ولا التنبؤ بمجرياتها ومخططاتها وأصبحنا على قناعة بأن هناك حكومة خفية تدير العالم وتقودنا إلى مجهول مخيف لا يحمل معه الخير لدول العالم الهامشية والمغلوبة على أمرها.
تعالوا نتابع حواراتنا ومشاكلنا فى الحياة وكيف يمكن إصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وكيف يمكن أن نتعلم ونستفيد من أخطائنا وعثراتنا فى الحياة.
والبداية من حى اللبان.. من الإسكندرية مدينة السحر والجمال.. وحيث سقط وانهار عقار فى الحى العتيق ونجم عن ذلك إصابة ثلاثة أطفال وسيدة اختفت تحت الأنقاض.. وحيث ثبت أيضاً من التحريات الأولية أن العقار قد صدر له قرار بالهدم قبل ثلاثة أعوام برقم 14 لسنة 2022.
ولن نعلِّق كثيراً على ذلك، فالعقار صدر له قرار بالهدم ومع ذلك ظل مأهولاً بالسكان، ولم يتابع أى مسئول بالحى القرار ولم يهتم بإخلاء السكان أو تنفيذ قرار الإزالة..!
وببساطة.. وبكل بساطة فإن ما حدث فى عقار «اللبان» يمكن أن يحدث وحدث وسيحدث فى أماكن أخرى كثيرة لأن لدينا آلافا من قرارات الإزالة التى تصدر بدون تنفيذ.. ولأن هذه القرارات يتم الالتفاف والتحايل عليها.. ولأن «الفساد» أيضاً موجود فى المحليات ولأن الناس كذلك لم تعد تهتم «بالقانون».. والفوضى مازالت قانوناً.. والضحايا سيستمرون فى التساقط لأننا جميعاً شركاء فى التخلص من أنفسنا بأنفسنا.. جرائم نشارك جميعاً فى ارتكابها!!
>>>
والساعة العاشرة تقريباً فى صباح يوم الأربعاء الماضى قامت شرطة المرافق فى مدينة الشروق إحدى مدن القاهرة الجديدة بحملة فى الشارع الرئيسى للمدينة لملاحقة باعة «التوت» و«الذرة» و«الموز» الذين احتلوا الشارع مثل غيرهم من الباعة الجائلين فى معظم شوارعنا.. والباعة هربوا وتركوا بضائعهم لشرطة المرافق التى قامت بمصادرتها.. وصفق الناس لشرطة المرافق التى أدت عملها فى الحفاظ على المظهر الحضارى والجمالى للشارع.
وفى الساعة العاشرة والنصف تقريباً بعد انصراف الحملة.. عاد نفس الباعة إلى نفس أماكنهم بالتوت والذرة والموز والبطيخ أيضاً.. وكأن شيئاً لم يكن وبراءة الأطفال فى أعين الجميع.. لعبة القط والفأر والكر والفر.. ومشكلة أخرى من المشاكل التى لم نجد لها حلاً..!
>>>
والعالم كله سعيد.. الناس فى مختلف دول العالم «مبسوطة» لأن أيقونة الكرة المصرية.. فخر العرب محمد صلاح قام بتجديد عقده مع ناديه الإنجليزى ليفربول لمدة عامين قادمين.. والبى بى سى فى تحليل كبير بعد توقيع العقد وصفت ذلك بأنه «الزواج الناجح» بين صلاح وليفربول.
ونحن سعداء لسفيرنا فى كرة القدم العالمية محمد صلاح بالاستمرار فى التواجد فى بلاد «الفرنجة».. سعداء بالملك المصرى المتوج على عرش الكرة المصرية.. سعداء بابن «نجريج» المتواضع الذى كان مثالاً للإرادة والعزيمة.. سعداء لابن بلدنا الذى حقق لنا ولاسم بلاده الكثير والكثير.. ربنا يحرسه ويحميه ولا نملك من أجله أكثر من الدعاء.. ربنا يحفظه.
>>>
أما الأزمة الآن فاسمها «زيزو».. فالأزمة لا تتعلق بزيادة أسعار المحروقات من بنزين وسولار وأنابيب غاز.. وأزمة لا تدور حول ارتفاع آخر للأسعار.. الأزمة تتعلق بلاعب كرة قدم كان يبحث عن مصلحته فى عالم الاحتراف فانتقل من نادى الزمالك إلى النادى الأهلى فى صفقة مالية خيالية. وعندما أقدم اللاعب أحمد سيد زيزو على هذه الخطوة فإنهم لم يرحموه.. انهالت عليه بذاءات الجماهير ولعناتهم.. ووجهوا له ولوالده كل الإهانات.. نسوا تاريخه وما حققه مع ناديه السابق من بطولات وتحولوا إلى خصوم تبحث عن الانتقام.
وما يحدث فى أزمة «زيزو» يروى كل حكاية الرياضة وكرة القدم.. إدارات فاشلة.. وجماهير بالغة التعصب.. ومناخ رياضى فاسد لأن الرياضة أيضاً أصبحت مهنة من لا مهنة له.
>>>
وتأملوا قليلاً فى الحياة ونحن نودِّع الشمس كل يوم عند المغيب.. فنحن لا نودِّع الشمس إنما نودِّع يوماً من حياتنا لن يعود.. وتعلموا من ذلك أن تعيشوا أيامكم بسعادة.. وصناعة السعادة فن ينبع من الداخل، فهناك من يصنعها من أبسط الأشياء حوله وهناك من يملك أعظم الأشياء ولا يشعر بها.
>>>
ومن أجمل ما قرأت عن الزوجة الوفية أنقل لكم هذه الواقعة:
سأل الإعلامى الفنان محمد صبحى سؤالاً قال فيه: عمر أولادك زعلوك سواء عندما كانت والدتهم عايشة أو بعد ما توفيت؟ قال له بنتى وراح محمد صبحى يبكي، بعد وفاة والدتها كل يوم تشوفنى قاعد نفس القعدة فى البلكونة زى ما كنت «متعود» مع والدتها الله يرحمها وعامل فنجانين قهوة وحاطط صورتها جنبى وبقعد أكلمها. لقيت بنتى جايه فى يوم وبتقولى وهى حزينة يابابا لو عايز تتجوز اتجوز وتلاقى حد يؤنس وحدتك احنا موافقين. أنا ما بكتش يوم وفاة زوجتى زى ما بكيت اليوم ده لقيت نفسى بنهار من البكاء وبقولها تفتكرى الست دى فى مخلوق فى العالم يقدر يغنينى عنها أو حتى يخلينى أنساها لا ده أنا ممكن أكرهكم انتو لأنكم عايزين تنسوها لي.. إزاااى يرخصوها كده ومتخيلين بسهولة إن أى حد يملأ قلبى وعقلى مكانها ده مستحيل ده أنا كل يوم الفجر بدعى أن ربنا يجمعنى بيها بقى وحشتني.. لقيت بنتى بتبوس إيدى ورأسى وحطت رأسها على رجلى وفضلت تبكى وقالتلى يابابا أنا أمى كانت وهتفضل محظوظة بيك لأنها أخذت راجل حبها بجد.
>>>
وأخيراً:
>> الأبشع من الخذلان هو تبريره
>>>
>> وكل إنسان فيه ما يكفيه.. فإما أن تجلس هينا لينا.. أو تغادر
>>>
>> ولا جميل يبقى ولا ماض يعود
>>>
>> ولا تخطط كثيراً.. فالأقدار تغلب كل شيء
>>>
>> وفى هذا الزمن الأغبر.. لا أحد يناديك لمصلحتك إلا المؤذن