منذ أن تولى الرئيس «ترامب» خلال فترة ولايته الأولى ثار جدل كبير حول شخصيته والأهداف التى يسعى إليها.. ومن المؤكد إنها كانت مصدر تهديد ليس فقط للولايات المتحدة ولكن للعالم أجمع وقد أثارت موجة عارمة من الكتابات التى تقارن بينه وبين «هتلر».. فى مقال «هنرى جيرو» بعنوان شبح الفاشية فى عصر» ترامب» كتب قائلاً فى عصر»ترامب» لا يخبر التاريخ الحاضر ولا يطارده بذكريات الماضى المكبوتة بل إنه ببساطة يتلاشى لقد تم اختطاف الذاكرة وهو ما يدعو للقلق عندما تظهر الآن مشاعر التعبئة للماضى «الفاشى» عبر تيار متواصل من الكراهية والتعصب والأكاذيب والعسكرة التى يتم تداولها وإعادة إنتاجها بلا نهاية.. وقد صرح «جيفرى إيزاك» قائلاً إن كون «ترامب» يعد نسخة طبق الأصل من النظام النازى ليس له أهمية تذكر بالمقارنة بتلك التحديات الخطيرة التى يشكلها بالنسبة للفقراء والمهاجرين غير المسجلين والعديد من الفئات الأخرى التى يمكن رؤيتها من خلال تلك السياسات القمعية والرجعية التى وضعتها إدارته.. على الجانب الآخر يرى الباحث «ريتشارد إيفانس»أن المجتمع الأمريكى يمر الآن بمنعطف خطير فى تاريخه إذ بعد 40 عاماً من الليبرالية الجديدة وتلك العنصرية الممنهجة أصبح العديد من الأمريكيين فى حاجة ملحة إلى اللغة النقدية التى تقدم سرداً منطقياً يمكنهم من فهم تدنى الأجور ومعاشات التقاعد.. لم يقتصر غياب ذلك السرد فقط على المجتمع الأمريكى بل امتد إلى النظام العالمى وهو ما تناوله الكاتب «آلان ليتل»فى مقاله بعنوان «ترامب ينسف النظام العالمى ويترك قادة أوروبا فى حيرة « صرح قائلاً تعد هذه أخطر أزمة تواجه الأمن الغربى منذ نهاية الحرب العالمية الأولى.. واستطرد «ليتل» قائلاً يرى أحد الخبراء أن ظاهرة «الترامبية» سوف تستمر حتى بعد انتهاء رئاسته متسائلاً من هى الدول الجاهزة لتصدر المشهد فى الوقت الذى تتراجع فيه الولايات المتحدة إذ يعتقد مايقرب من ثلاثة أرباع الفرنسيين الآن أنها لم تعد حليفة لفرنسا كما أن الأغلبية الكبيرة فى بريطانيا والدانمارك أصبح لديها أفكار سلبية تجاه الولايات المتحدة.. وقد دفع ذلك «روبرت كاجان» الباحث «بمعهد بروينجز» بواشنطن الذى لطاما انتقد سياسات»ترامب» إلى التصريح بأن الضرر الذى ألحقه «بحلف الناتو» ربما لا يمكن تداركه وإصلاحه إذ أن التحالف قد أعتمد على ضمانة أمريكية لم تعد موثوقا بها على أقل تقدير.. وقد طرح «جيرو» ذلك التساؤل هل بدأ تفتيت الغرب ؟ إذ بعد اجتماع «ترامب» الكارثى مع «زيلينسكى خلال شهر مارس فى البيت الأبيض أعلن المتحدث باسم «الكرملين» أن تجزئة الغرب قد بدأت.. لقد دفع ذلك رئيسة برنامج أوروبا «تشاتام هاوس» إلى التعليق قائلة انظروا إلى أهداف روسيا فى أوروبا التى تعمل على زعزعة الاستقرار فى أوروبا وإضعاف «حلف الناتو» واجبار الأمريكيين على سحب قواتهم من أوروبا.. لقد وعد «ترامب» عقب توليه بإنهاء الصراع فى منطقة الشرق الأوسط لا سيما فى «غزة» بينما طلب من «نتنياهو» أن يفعل ما يجب عليه فعله ومنحه شيكا على بياض ليفعل كل ما يريد لإنجاز مهمته.. يرى «جيرولد نادلر» أقدم عضو يهودى فى مجلس النواب أن «مايك هاكابى» لا يصلح للعمل كسفير للولايات المتحدة لدى إسرائيل لأنه مثل «ترامب» له تاريخ مثير للقلق فى نشر أوهام خطيرة لا أساس لها من الصحة لا تعرض فقط الولايات المتحدة للخطر بل تؤدى إلى زعزعة استقرار العلاقات الدولية فهو لا يؤمن بحل الدولتين ولابوجود شىء يدعى فلسطين.