بدأ العالم ينشد أنشودة السلام عندما أصدر مجلس الامن قرارا لاول مرة منذ أكثرمن 6شهور بوقف اطلاق النار فوراً فى غزة على ان يؤدى الى وقف دائم لاطلاق النارومارست الولايات المتحدة الامريكية ضغوطاً على اسرائيل للمضى فى هذا الطريق واعطاء سلطات كاملة لمندوبينها فى مفاوضات القاهرة الحالية للوصول الى اتفاق مع حماس لوقف اطلاق النار والافراج عن الاسرى والمحتجزين من الجانبين فى حضور الوسطاء من مصر وقطر والمخابرات الامريكية.
ورحبت مصروالكثير من دول العالم بهذه الخطوة بعد ان اتسعت المظاهرات التى ضربت عواصم عديدة من دول العالم بعد ان امتلأت «الميديا العالمية» بجرائم الاحتلال ضد الانسانية بسبب الابادة الجماعية والتطهير العرقى وحرق الاخضر واليابس حيث استشهد حوالى 33 الف فلسطينى فى هذه الحرب وجرح 76 الف بخلاف المفقودين والمدنيين الذين ماتوا جوعاً وعطشاً لنقص الامدادات المتعمدة بما فيها قتل الاجانب فى المطبخ العالم والذى هزت جريمتهم العالم اجمع.
والغريب ان الولايات المتحدة والتى هزتها هذه الجريمة طلبت التحقيق فى ظروف هذه الجريمة من اسرائيل نفسها رغم العلم مسبقا بعدم ادانة نفسها ولم يتحركوا طوال 6شهور من قتل الاطفال والنساء والشيوخ وهدم المستشفيات واحياء سكنية كاملة والمدارس والجوامع والكنائس والبنية الاساسية فى حرب ابادة جماعية لم يشهد لها التاريخ مثيل واصبح هناك مليون ونصف مليون نازح فقدوا كل شيء الولد والزوجة والبيت والاستقرار.
واستمرت اسرائيل تعزف لوحدها انشودة الحرب كالعادة غير عابئة بتصاعد حدة الرأى العام العالمى داخلياً وخارجياً وايضاً أسراهم فى ايدى حماس متناسية ان ما يصيب المدنيين فى غزة من قتل وجوع وعدم توافر دواء يصيب اسراهم وان تحقيق سلام عادل فى غزة ودول المنطقة لة ثمن كبير واجب السداد.
ولن تنجح اسرائيل فى العيش وحدها فى المنطقة باستخدام ادوات القتل الجماعية وبناء مزيد من المستوطنات ومداهمة الامنيين من الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة وفرض السيادة الامنية واستقطاع اجزاء من غزة والضفة الغربية وتتناسى انها دولة احتلال الى زوال مهما طال الوقت وان حركات المقاومة لها حقوق مشروعة فى ازالة الاحتلال بكل الوسائل.
ان ما قامت به حماس 7 أكتوبر الماضى كانت مقاومة مشروعة للاحتلال وليس اعتداء رداً على استفزازات واعمال قتل يومية من اسرائيل ومواطنيها ضد الفلسطينيين فى الضفة الغربية وتدنيس المسجد الاقصى والمقدسات المسيحية ويجب ان نفرق بين اعمال المقاومة المشروعة وأعمال الارهاب الاسود الذى تمارسه دولة الاحتلال تحت حماية ودعم امريكى.
وبدأت حكومات غربية تتحول فى مواقفها تجاه اسرائيل بعضها مثل ايرلندا سحب أستثمارات وأخرى أوقفت تصدير السلاح وثالثة تطلب الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة.. ويجب استغلال هذا الزخم فى استجابة العالم للرؤية المصرية واقامة مؤتمر دولى للسلام لتنفيذ حل الدولتين حتى لا يتكرر هجوم 7 اكتوبر بسبب الضغوط الاسرائيلية على الفلسطينيين والكيل بمكيالين فى اروقة الامم المتحدة.
لقد قال الرئيس السابق ترامب ان اسرائيل عليها انهاء الحرب فى غزة والمضى نحو السلام أما الرئيس بايدن فقد انفجر مؤخراً ضد نتن ياهو رئيس وزراء اسرائيل وهدد بوقف المساعدات واتخاذ اجراءات عقابية أخرى بعد ان ثبت له كذب الروائية الاسرائيلية واصرارها على نقل الحرب إلى رفح والتى هاجر اليها غالبية الفلسطينيين وحذرت مصر بشدة من اتساع الحرب الاقليمية والتى فجرتها اسرائيل بمعدات عسكرية امريكية.
ان استقرار منطقة الشرق الاوسط على المحك واسرائيل يجب ان تغير سلوكها حتى تتمكن من العيش بسلام وسط الجيران العرب وتقيم علاقات حسن الجوارمع دولة فلسطين الجديدة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتطبيع العلاقات مع الجميع بما فيها دولة فلسطين.
ولتعلم اسرائيل ان حركات المقاومة رغم اختلاف مسمياتها لن توأد أو تقتل وسوف تستمر مهما طال الزمن وان تصرفات المستوطنين ضدالفلسطينيين فى حراسة الشرطة الاسرائيلية سوف تواجهه بأشكال مختلفة تمثل حق الشعوب المحتلة فى رفع الظلم حتى يقام دولتان واحدة لفلسطين ذات سيادة والاخرى لاسرائيل.