« انظر الى الوراء فى غضب « عنوان لمسرحية ورائعة الكاتب العالمى جون اوزبورن ونستعير العنوان فقط عنوانا لموضوع مقالنا وحتمية الطرح فى ماهية ان ينظر الانسان الى الوراء والى مشواره وتاريخه للاسفادة من تجاربه وتقييم هذا المشوار بما له وما عليه وهذا هو ايضا الخطاب العام للمسرحية اما خطابها الخاص فلسنا بصدد تقديم تحليل لها حيث تقيم مجتمعها وبيئتها بعودة كل انسان ليعيش فى بيئته ومجتمعه لا ينفصل عن الآخر وهنا اتمحور حول الانسان المبدع فى كافة اشكال وانواع الابداع منطلقا من بيئته ومجتمعه مسئول كل المسئولية عن ابداعه حتى مع الذين يشاركونه فهناك مسئولية فردية وهناك مسئولية فيه جماعية .. من حريته كمبدع ومن الحرية التى يمنحها اياه المجتمع فهو مسئول عن ماهية هذه الحرية والتى تنطلق من الرقيب عليها ومن داخله وتتحكم فيها عوامل وخصائص كثيرة ومفتاحها بيده هو وبالعودة لموضوع المقال ومصمونه نؤكد على اهمية التوقف « للمراجعة « نعم المراجعة والتقييم فحتميا ان ينظر المبدع الى الوراء غاضبا او راضيا من خلال تقييم مشواره السالب والموجب ولا ينسى انه انسان ويطرح على ذاته نفس وروح الاسئلة: ماذا قدم ونوعية ما قدم وماذا افاد المجتمع والانسانية وما علاقة ما ابدعه بالمجتمع تطويرا وتغيرا وتجديدا واثر هذا الابداع محلبا ودوليا وإما ان يفخر بما ابدع يجلد ذاته يوميا بل كل لحظة لان الابداع جزء اساسى من رصيد وتاريخ الامم فخرا او قهرا واذا كان فخرا ومجيدا فهو جزء من نسيج امته وصانع لتاريخها وتأتى المراجعة فى ذروة اهميتها لانه فى حالة البناء يصبح انسانا نبيلا وفى حالة الهدم يتحول الى مجرم وفى هذه الحالة يكون مجرم الابداع اشد خطرا من مجرم البلطجة والمخدرات او سافك الدماء اما المبدع البانى فيدخل التاريخ والموسوعات وبمفهوم ان الحياة حياة اى انسان لها نهاية فان عليه ان يدرك هذه الحقيقة لخدمة الانسانية والمجتمع وبيئته وان يكون نبراسا للرقى ببلده ووطنه وهنا المراجعة حتمية فاذا راجع تاريخه ومشواره حتما سيجد ثغرات واخفاقات وتراجعات وسلبيات قد تصل فى بعضها ما يرتقى لماهية الجريمة وهنا فجريمة المبدع لا تمحى ولا تسقط بالتقادم والكل يحتاج لهذه المراجعة وان ينظر الجميع الى الوراء فى غضب فاما ان يمحو هذا الغضب او يغرق فى نهر جرمه وغضبه ايها المبدع النبيل من يرى فى ذاته نبلا او المبدع المقصر من يرى فى ابداعه جرما والتاريخ فى كل الاحوال والمراحل لا يرحم والحكم لله والناس والتاريخ وانا اول الناظرين الى الوراء فى غضب ولكن دعونى انظر مبتسما ؟!!.