الأراضى الفلسطينية تعانى من أوضاع إنسانية وصحية متردية
فى الوقت الذى تتواصل فيه الدعوات لاستكمال المرحلة الثانية من المفاوضات لوقف اطلاق النار فى غزة، وسع الجيش الاسرائيلى من نطاق عمليته العسكرية بالضفة الغربية حيث تستمر الانتهاكات الاسرائيلية منذ أسبوعين فى مخيم جنين وسط انتهاكات مستمرة لوقف إطلاق النار فى غزة.
سجلت الأربع والعشرين ساعة الماضية خروقات إسرائيلية شملت إطلاق نار وهدم مبان برفح الفلسطينية، وكشف التقرير الإحصائى اليومى لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة وصول 27 شهيدا إلى مستشفيات القطاع منهم 24 شهيدا تم انتشالهم من تحت الأنقاص وشهيدان متأثران بإصابتهما، وشهيد جديد برصاص الاحتلال شرق غزة مع ثمانى اصابات بمناطق متفرقة.
يأتى هذا فيما كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن سقوط شهيد وعدد من المصابين جراء قصف إسرائيلى، حيث استهدفت مسيرة اسرائيلية سيارة جنوب شرق منطقة جسر وادى غزة على طريق الرشيد الغربى قرب مخيم النصيرات وسط القطاع لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى 47487 شهيدا و111588 مصاباً.
ونقلت صحيفة إسرائيل هيوم إن تل أبيب تستعد لسيناريو استئناف الحرب مع تغيير استراتيجية الهجوم لتصبح أكثر شراسة مقارنة بأساليب الهجمات المحدودة السابقة. وأضافت الصحيفة أنه فى هذه الحالة، سيتولى اللواء رومان جوفمان، المستشار العسكرى لنتنياهو، قيادة العمليات لتنفيذ رؤيته العسكرية الرامية إلى «تدمير حماس».
ونقلت الصحيفة إن تعيين جوفمان يأتى استعدادا لتجديد العمليات العسكرية واستئناف الحرب ومن المتوقع أن يتولى منصبه بعد إعادة هيكلة القيادات العسكرية عقب استقالة رئيس الأركان الحالى هاليفى.
وفيما يتعلق بالمساعدات، دخلت أمس 174 شاحنة مساعدات من بينها 14 شاحنة وقود إلى معبرى العوجة وكرم أبو سالم تمهيدًا لدخولها إلى القطاع لليوم 15 على التوالى، منذ بدء تنفيذ وقف إطلاق النار.
من جانبها، قالت منظمات تابعة للأمم المتحدة ان قطاع غزة يحتاج إلى مساعدات إنسانية «هائلة» رغم زيادة تدفق المساعدات إليها منذ بدء سريان وقف إطلاق النار.
وذكر برنامج الأغذية العالمى ومنظمة الصحة العالمية، أنهما تمكنا من زيادة تسليم الإمدادات إلى القطاع منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مشددين على أن الاحتياجات الصحية فى غزة هائلة وسط الدمار الواسع النطاق للنظام الصحى.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن مساعيها لزيادة سعة أسرة المستشفيات، وتأمل فى إنشاء مستشفى جاهز فى غضون 4 إلى 5 أسابيع فى شمال القطاع.
وفى الضفة الغربية، وسع الجيش الاسرائيلى من نطاق عمليته العسكرية حيث اقتحمت عشرات الآليات العسكرية بلدة طمون فى محافظة طوباس وانتشر مئات الجنود فيها.
وارتفع عدد القتلى الذين سقطوا برصاص وقصف القوات الإسرائيلية، فى محافظة جنين منذ بدء الهجوم الإسرائيلى على مدينة جنين ومخيمها، منذ 12 يوما، إلى 25 قتيلا، بالإضافة إلى عشرات الإصابات.
أكد الجيش الإسرائيلى، فى بيان له، توسيع عملياته شمال الضفة الغربية لتشمل محافظة طوباس، وزعم عثوره على أسلحة وذخائر. كما أكد استمرار العملية وملاحقة المسلحين.
وحسب شهود عيان فإن الاحتلال أجبر المواطنين فى بلدة طمون على مغادرة منازلهم وأبلغهم أنه لن يُسمح لهم بالعودة قبل مرور عشرة أيام، مما أجبر العديد من العائلات على النزوح.
وفى طولكرم، واصل العدوان لليوم السابع على التوالى، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات هدم واسعة فى المخيم، وأجبرت العائلات على النزوح تحت تهديد السلاح. كما حوّلت وسط المدينة إلى ثكنة عسكرية، وشنّت حملة اعتقالات طالت العديد من المواطنين.
وفى الوقت الذى يستمر فيه العدوان تتفاقم الأوضاع الإنسانية فى شمال الضفة، حيث يواجه المواطنون المهجّرون أوضاعًا صعبة فى ظل الحصار، وسط خشية من توسع العدوان وتصاعده فى الأيام القادمة.
كما تعانى المستشفيات المدنية شحا شديدا فى المياه، بعد استهداف الاحتلال خطوط المياه وتدميرها، حيث يعانى قرابة 35 ٪ من سكان المدينة من عدم وصول المياه اليهم. فى الوقت نفسه، هدم الاحتلال قرابة 100 منزل بشكل كامل فى مخيم جنين، وسط تدمير واسع فى البنية التحتية.
وقال الدكتور أحمد أسعد، محافظ طوباس إن جيش الاحتلال ينفذ عملية عسكرية واسعة فى المحافظة، وأخلت عشرات المنازل وقطعت خطوط المياه. وأضاف «أسعد «أن جيش الاحتلال يسعى لفرض سياسة الأمر الواقع فى الضفة الغربية المحتلة، كما منع الاحتلال سيارات الإسعاف من الوصول إلى قرية طمون، مع تنفيذ اقتحامات واسعة بمخيم الفارعة.
من جانبه، قال رئيس بلدية طمون ناجح بنى عودة إن «قوات الاحتلال تجبر عدة عائلات على الخروج من منازلها فى الأطراف الجنوبية لبلدة طمون جنوب شرقى طوباس، وتستولى على مفاتيح منازلهم. وأضاف أن «جنود الاحتلال أجبروا المواطنين على الخروج من منازلهم
أشار إلى أن المنطقة التى يستهدفها الاحتلال ويطرد سكانها من منازلهم.