من حسن حظ الزمالك أنه وجد وقتًا كافيًا للاحتفال بإنجاز كأس السوبر على حساب غريمه التقليدى الأهلى ويبنى عليه فى المرحلة المقبلة.
ومن حسن حظ الأهلى أنه سيجد الوقت الكافى ليعالج جراحه ويستوعب دروس هذا السوبر الذى مثلت خسارته صدمة شديدة لجماهيره وإدارته.
طبيعى أن تكون فرحة الزمالك.. إدارة ولاعبين وجماهير.. كبيرة وطاغية.. فالإنجاز رغم أنه كان مفاجئا.. كان مستحقًا لأنه جاء على حساب المنافس المحلى والأفريقى الأول والتقليدى والذى كان المرشح الأقوى للفوز من وجهة نظر الزملكاوية أنفسهم.. فضلاً عن الجائزة المالية الكبيرة التى بلغت مليونى دولار والتى جاءت فى وقت فيه الزمالك فى عرض دولار ليواجه التزاماته المالية الكبيرة بالعملة الصعبة خلال الفترة المقبلة.
كما أن هذا الإنجاز بلا شك سيمثل دفعة قوية ومهمة لمجلس الإدارة برئاسة حسين لبيب نحو الاستقرار الإدارى الكامل.. ودفعة للفريق نحو الاستقرار الفني.. فقد كسب جوزيه جوميز ثقة الإدارة والجماهير بالفوز على الأهلى مرتين متتاليتين.. كما حصد بطولتين قاريتين مهمتين.
أما اللاعبون فهم أكثر المستفيدين بعدما تفوقوا على أنفسهم بروحهم العالية وإصرارهم القوى على تحقيق المفاجأة بالفوز على الأهلى رغم أنه جاء بركلات الحظ الترجيحية.. فأداء اللاعبين الجماعى والفردى كان الأفضل فى المباراة.
ولا شك أن هذا السوبر سيمنح الفريق دفعة كبيرة لتحقيق المزيد من البطولات.. خاصة أن صفقاته الجديدة بشرت بمستوى جيد خاصة بن تايج وميشلاك.
وعلى ذكر اللاعبين لا يجب أن نغفل النجم المحترم عبدالله السعيد الذى استطاع أن يتغلب على عامل السن وبإصراره الكبير استطاع أن يفرض نفسه كأحسن لاعب فى المباراة.. بل ويريد أن يكون أحسن لاعب فى مصر، كما عودنا عندما كان فى الأهلى وبيراميدز.. ولا أبالغ إذا قلت إن وسط الأهلى خسره كثيرًا!!.
على الجانب الآخر فإن الأهلى عودنا أنه يمرض ولا يموت.. فهو يخرج من الكبوة أقوى وأشرس.. بدليل فوزه بكل الألقاب المحلية.. كأس مصر على حساب الزمالك والسوبر المحلى ودورى أبطال أفريقيا بعد كبوة سوبر أفريقيا الموسم الماضي.
وأمام الأهلى الفرصة من خلال إدارة النادى برئاسة الخطيب ولجنة التخطيط برئاسة مختار مختار والجهاز الفنى بقيادة كولر لمعالجة آثار صدمة السوبر.
وعلى كولر نفسه أن يفسر لنا ولنفسه لماذا لم يستفد من درس السوبر العام.. ولماذا لم يستفد من تفوق مدرب الزمالك جوميز عليه تكتيكيًا مرتين.. الأولى فى نهائى كأس مصر والذى خطفه فى الدقائق الأخير.. والثانية فى الدورى عندما خسر بهدفين لهدف؟!!
من المؤكد أن الأهلى أدرك أنه خسر السوبر لأسباب غير كروية أكثر منها كروية خاصة من ناحية الإعداد الذهنى والنفسى والانضباطى للاعبين والتعامل الإعلامى .. وإحقاقًا للحق كسب الزمالك معركة ما قبل المباراة بخطة تم وضعها بإحكام لتنويم الأهلى مغناطيسيًا من خلال تصريحات ذكية للمدير الفنى وحملة موجهة على مواقع التواصل الاجتماعي.. واستغلال تصريحات أحمد بلال مهاجم الأهلى السابق التى سخر فيها من الفريق الأبيض وتحويلها إلى دوافع كبيرة واستنفار لطاقات اللاعبين.
أكدت كبوة السوبر أن الأهلى فى حاجة ماسة لمدير كرة قوى وإلى دعم صفوف الفريق خاصة فى خطى الوسط والهجوم.. وتطوير المنظومة الإعلامية التى تعانى من ترهل كبير فى ظل استمرار وجوه محروقة لفترة طويلة.
وفى رأيى أن الأهلى إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين وجماهير يحتاجون إلى مراجعة مع النفس وإلى التخلص من النظرة الفوقية والنزول إلى الأرض بالتواضع وإعطاء المنافس حقه.
البطولات والإنجازات.. يا سادة.. لا تدوم.. والمنافسون لن يتركوك تحلق وحدك بعيدًا عنهم وتحتكر كل البطولات فهم يستفيدون ويتعلمون من الدروس خاصة نادً مثل الزمالك الذى يملك تاريخًا حافلاً بالإنجازات وشعبية كبيرة هى الثانية فى مصر والوطن العربي!! وإننى شخصيًا أؤمن بحكمة خاصة أن الحياة يوم لك ويوم لغيرك.