بكل وضوح نحن نعيش واقعًا فرض علينا رغم الحرص الشديد والاستعداد الجيد، لكن بطبيعة الحال لابد أن نتأثر بكل ما يحدث فى العالم بحلوه ومره، فمصر دولة محورية تؤثر وتتأثر وتنخرط داخل بوتقة العالم، لكن الفارق الوحيد فى هذه المعادلة هو الوعى والإدراك والتعامل عن قرب مع ما يدور داخل المنطقة والفهم الجيد لها وعدم السماح بالتضليل والتشويش وأن نعرف تحدياتنا والتعامل معها بكل أمانة، لأن الأمر ليس هينا والحدث جلل يحتاج من الجميع التفكير خارج الصندوق واستقبال المعلومة والتعامل معها بفهم عميق لأن الحروب القادمة تقودها الشائعات والفتن والأكاذيب وليست الحروب التقليدية باستخدام الآلة العسكرية كما كان فى الماضي، هذا النمط هو السيناريو الأقرب لاستهداف مصر والنيل من استقرارها وأمنها، هذا الأمر واضح بشدة فى محاولات من المتربصين لنا بإطلاق شائعات مغرضة بين الحين والآخر للنيل من استقرارنا.
لابد أن ندرك جيدًا أن تعطيل تنمية مصر يسعى لها البعض من زوايا وأبعاد مختلفة عن المتبع تمامًا لتحقيق أهدافهم المريضة، لكن الشيء الوحيد الذى يحبط كل هذه المحاولات هو تماسك الشعب والتفافه حول قيادته السياسية.
ما سبق من حديث يؤكد أن لكل مواطن دوراً مهماً للغاية فى حماية البلاد والنهوض باقتصادها، لابد أن نعلم جيدًا كل مايدور داخل المنطقة من صراعات وأحداث غير مرضية لنا جميعًا، لابد أن نعلم أن المخاطر تحيط بنا من كل جانب وأن مصر مستهدفة، الأمر الذى يتطلب تغيير مفهوم وأولويات الحياة فى المرحلة القادمة وفى المقدمة حماية الوطن والحفاظ على مقدساته من خلال الوعى وعدم الترويج للشائعات من خلال العمل وزيادة معدلات الإنتاجية، مثل هذه المسئوليات لابد أن نسترشد بها إذا كنا نريد مصر آمنة ومستقرة، هذا دورنا جميعًا وليس دور أشخاص بعينها فالجميع مسئول، ولكل فرد فى المجتمع دور وعليه أن يلعبه بأمانة وصدق واستبسال وتضحية.
حفظ الله مصر من كل شر.