انتبه، ما يجرى الآن من حولك هو معركة وجود، ليست مجرد معارك واشتباكات وعدوان، وعشوائية وارتجالية ولكن مخطط يتم تنفيذه الآن بالقوة والذراع والبلطجة.. حاملات الطائرات والمدمرات والقوات الأمريكية والغربية، لم تأت لحماية إسرائيل من جماعات مسلحة، ولكنها جاءت لأهداف أخرى، ويؤسفنى أن أكرر وأعيد التأكيد أن الهدف هو مصر، جاءوا ليعيدوا الكرة من جديد فى محاولة لتنفيذ ما فشلوا فيه خلال السنوات الماضية فى الربيع العربى المشئوم، والفوضى الخلاقة، والإرهاب المدعوم والممول، وطوفان الأكاذيب والشائعات وحملات التشكيك من أجل أن يدفعوك إلى تخريب وطنك بيديك، كل ذلك فشل وذهب أدراج الرياح بفضل الله، وشرف القيادة، وقوة ووطنية الجيش المصرى، ووعى هذا الشعب العظيم، لذلك تبقى مصر عمود الخيمة فى المنطقة، وحجر العثرة والشوكة التى تقف فى حلق المؤامرة، فهى التى أحبطت وأنقذت الوطن والأمة من المخطط الشيطانى.
انتبه، المعركة شديدة الشراسة، ولا تنشغل بأمور سطحية وهامشية أو يخدعوك بأكاذيب وتحريض ضد وطنك، أو يغرقوك بالحديث عن الأسعار، بهدف خلق حالة من الاحتقان، فالمعركة الآن هى معركة وجود حقيقية لا لبس فيها، فشلت سيناريوهات الشر وصفقات الشيطان بسبب مصر، التى ترفض بشموخ وشرف وعن قوة وقدرة، الوطن يحتاج الاصطفاف، والتماسك، فأزمات عابرة أفضل بكثير من فناء وهلاك.. فوطن بأزمة عابرة، خير وأفضل وأعظم من وطن يسقط.
انتبه، لأن ما يدور من حولك شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً من صراعات وحروب ومعارك واشتباكات، وما يتواجد فى قوات أجنبية من البحر الأحمر الذى بات زاخراً بالاضطرابات والمواقف، ثم البحر «المتوسط» الذى ينتقل من حالة الاستقرار إلى الاضطراب خاصة شرق المتوسط، وما أدراك ما شرق المتوسط، وما يحدث فى السودان مخطط منذ عقود، وما حدث فى ليبيا، واليمن وسوريا وقبلهم العراق، والصومال، وما يحدث الآن فى القرن الإفريقى، وما يحدث من حصار، ومساومات وضغوط، كل ذلك يستهدف وطنك، بل يستهدفك أنت الهدف الذى تقاتل من أجله قوى الشر، هو مصر، وتحديداً سيناء، فقوى الاستعمار القديم وأيديولوجياتها الشيطانية وما تديره قوى الشر، لا ترضى أبداً ولا يسعدها أن تكون مصر دولة قوية تتقدم بثبات إلى منصات القدرة الشاملة، ولا يسرها أن يكون لمصر جيش بهذه العظمة، والقوة والقدرة والجاهزية والعصرية، ولا يريحها أن يكون لمصر قيادة وطنية شريفة شامخة ليس لديها سقف للطموح، جل أهدافها أن تضع مصر فى المقدمة، أن تصنع لها جدار المنعة والقوة والقدرة، المؤامرة تستهدف وتريد جيش مصر، لكن اطمئن تماماً، فالحكمة، والرؤية، واستشراف المستقبل، والحسابات الدقيقة والتقديرات الصحيحة، والبناء مبكراً، الذى قاده رئيس استثنائى بالمعنى العظيم للكلمة، كل ذلك يفشل ويحبط ويجهض المؤامرة المهم الثبات والصبر، والأهم هو وعى المصريين، وتماسكهم واصطفافهم الذى يقف حائلاً وصمام أمان لهذا الوطن لذلك لا تجعلهم يهزمونك بتزييف وعيك، وخداعك، فجميع ما قالوه وفعلوه فى الدول الأخرى التى غاب عنها الوعى والتماسك، أصبحت شعوب هذه الدول تعيش فى أكثر من كابوس، حصدوا منه مرارة الحياة، وأشواكها، فسقطت أوطانهم وضاعت فى خضم المؤامرة الشيطانية وأصبحوا يعيشون مثل الأموات بلا وطن، أو معنى للحياة، فقدوا أعز شىء من الممكن أن يمتلكه الإنسان وهى نعمة الوطن.
المعركة شديدة الشراسة، لا تخدعك هجمات هنا، واشتباكات هناك.. تأكد أن الهدف أنت، فقد انتهت مرحلة المؤامرة المباشرة سواء بتزييف الوعى أو نشر الأكاذيب، أو حتى الإغراءات والضغوط والابتزاز، فكل ذلك فشل لا جدوى منه، وتحطم على صخرة ووعى المصريين، لذلك بدأت مرحلة التنفيذ بالقوة، والذراع والبلطجة، وخلق الذرائع، وافتعال المعارك، فكل ذلك يجرى من أجل التقدم والهرب إلى الأمام لإحكام الحصار على الأمة المصرية، التى رفضت الانحناء والركوع لغير الله، لن تتهاون أو تفرط فى حماية أمنها القومى، ومقدراتها الوجودية وأرضها المقدسة، فتلك خطوط حمراء.
ما يحدث فى المنطقة من عربدة، وحرب إبادة، ومذابح ومجازر، وآلاف الشهداء، والكوارث الإنسانية، والقصف العشوائى للمدنيين الأبرياء، والحصار والتجويع والانتهاكات الصارخة، دون حساب أو عقاب وخارج أدنى المعايير القانونية والإنسانية والأخلاق، فاق خيال وتوقعات البشر.. فهذا الدمار والخراب والقتل لآلاف النساء والأطفال والمدنيين.. ليس أمراً عادياً، وفى ظل صمت مطبق من المجتمع الدولى، وباتت الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية، والقانون الدولى، والدولى الإنسانى خارج الخدمة، لذلك فإن هناك شيئاً ما يجرى فى المنطقة، المخطط، أو سيناريو جيوسياسى لإعادة صياغة جديدة وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلى المتطرف نتنياهو عن عزمه على تغيير الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ما تحدثوا عنه فى السنوات الماضية من صفقة القرن والشرق الأوسط الجديد، وكل هذه المخططات الشيطانية أفشلتها مصر، وعطلتها وأجهضت تنفيذها بفضل قيادة وطنية عظيمة، وشعب عظيم، لذلك يعاودون الكرة مرة أخرى ولكن بطريقة أكثر وضوحاً وعنفاً، وهو القوة والبلطجة.
لا يمكن أن نفسر عربدة إسرائيل وإجرامها وهروبها الدائم للأمام مخلفة وراءها جرائم وهزائم وخسائر فادحة، وانتهاك وفشل ذريع فى هزيمة إستراتيجية نكراء إلا بوجود ضوء «أخضر أمريكى»، وما عربدة نتنياهو وإجرامه إلا واجهة، وستار، وحرب بالوكالة تخوضها دولة الاحتلال نيابة عن محور المؤامرة، وللأسف هناك من يخلق ذرائع تنتهزها قوى الشر، لمزيد من التعقيد، والتقدم إلى الأمام فى مسارات المؤامرة.
لا يمكن أيضاً أن نفسر جرأة وإصرار نتنياهو على التصعيد، وعدم الاستجابة لكافة النداءات، والوساطات لإيقاف العدوان، والحفاظ على أمن المنطقة، وعدم توسيع نطاق الحرب إلا إذا كان مسنوداً أو مستنداً على داعم وراع.. فالسلوك والسياسات الأمريكية تجاه ما يحدث شديدة التناقض ما بين الزعم والإيحاء بأنها ترغب فى إيقاف العدوان أو أنها أنها لا تستطيع إجبار صانع القرار الإسرائيلى، أو الضعط على نتنياهو وما بين الدعم المطلق والشامل عسكرياً بكافة أنواع السلاح الفتاك، وترسانة هائلة لحماية إسرائيل وردع من يستهدفها بالإضافة إلى الدعم والحماية السياسية والدبلوماسية وضمان عصمتها من المحاسبة.
نتنياهو المتورط فى الكثير من الجرائم، والذى تحاصره الاتهامات من كل جانب، لا يبالى ولا يعبأ بكل ما يجرى فى داخل الكيان من احتجاجات ومظاهرات، ولا يهتم بملف الأسرى والرهائن وكأنه يريد أو قرر التخلص منهم، أو يسمع لأحاديث الخبراء والمتخصصين حتى قادة جيشه بأن يستدرج إسرائيل لكارثة وحرب استنزاف ولا يولى أدنى اهتمام بضغوط الخارج إقليمياً ودولياً يتصرف مثل «البلطجى»، والمجنون، كل ذلك يفسر أن وراء ذلك قوى كبرى تقودها الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق أهداف مشتركة بين واشنطن وتل أبيب، تصب فى خانة الهيمنة الأمريكية، وأيضاً تحقيق أوهام الكيان الصهيونى.
لذلك فإن المصريين عليهم أن ينتبهوا جيداً أن المعركة هى معركة وجود والهدف هذا الوطن، وما حاولوا فرضه علينا بكافة أنواع الضغط، فالهدف سيناء وأشياء أخرى لكن مصر وقيادتها وشعبها وجيشها ومؤسساتها الوطنية بالمرصاد ولن تركع إلا لله، والقيادة السياسية واعية بكل ذلك منذ سنوات، وعلينا أن نكون خلفها صفاً واحداً نتحلى بالصبر، والوعى، والاصطفاف ولا ننشغل بأزمات عابرة، وعلى الحكومة أن تبذل جل جهودها من أجل تحقيقها وتبذل جهوداً أكبر فى التواصل مع الشعب.
المؤامرة كبيرة، والمعركة معركة وجود والحصار من كل جانب، وما فشلوا فيه بألاعيب الشيطان، يريدون تحقيقه بالقوة والذراع والبلطجة، لكن مصر دائماً تصنع الفارق وتقلب الطاولة واسألوا التاريخ.. والشعب هو كلمة السر.