رغم أن الحديث عن نقل امتحانات الثانوية العامة إلى الجامعات مجرد فكرة لم يتم حسمها، بل هناك أفكار أخرى بديلة تتم دراستها معا، إلا أن فكرة الامتحان بالجامعات أثارت جدلاً واسعًا، البعض اعتبرها وسيلة مقبولة لتنظيم أكثر ومنع الغش وان كانت تتطلب بعض الآليات التى تضمن التنفيذ الجيد.. لكن البعض الآخر يرونها غير مجدية بل قد تسبب ارتباكًا للطلبة وأولياء الأمور، كما أن مواعيد امتحانات الثانوية تتعارض فى مواعيدها مع امتحانات الجامعات.
فى العموم و من بين عشرات تحدثنا معهم قليلون أيدوها لكن كثيرين تحفظوا على الفكرة وتساءلوا عن الجدوى منها وأكدوا أن الأفضل وضع نظام محكم لمنع الغش وضمان سير الامتحانات بشكل هاديء ووزارة التربية والتعيلم الآن قادرة على ذلك.
كرستين زاهر استاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة بورسعيد، ترى أن الجامعات الحكومية فى الاساس لديها مشكلة كبيرة فى أداء امتحانات طلابها لانها لا تستوعب أعداد الطلاب مما يجعل العديد من الكليات تقيم الامتحانات على فترتين، وأحيانا أخرى تنظم الامتحانات داخل خيام فى ساحات الكليات لاستيعاب اعداد الطلاب حيث يؤدى أكثر من 80 ٪ من الطلاب فى الكليات الامتحانات فى خيام ، بل وفى فترة جائحة فيروس الكورونا كان عدد من الجامعات يستعين ببعض المدارس المجاورة لاداء طلاب الجامعات بها.
واشارت الى ان الجامعات تبدأ امتحاناتها فى يونيو القادم وبعد الامتحانات تبدأ فترة «الكورسات الصيفية» أضافة أن غالبية الجامعات تعمل بنظام الساعات المعتمدة فالجامعة منشأة لأداء امتحان طالب جامعى وليس طالب ثانوية عامة.
الخلاصة أن الجامعات غير مؤهلة لامتحانات الثانوية العامة لأنها بالكاد تحتوى طلابها حيث أننا نفكر كل عام فى كيفية اداء طلاب كل كلية دون تكدس.
وأخير يجب ان نعرف المغزى والهدف من هذا الامر لانه لو الهدف استبدال مكان بمكان فالأمر غير مجد واذا كان الهدف منع الغش.. فالمراقب الجامعى لا يستطيع السيطرة على هذا الامر بل ان المراقبة فى المدارس أفضل بكثير وأكثر تحكما.
أما الدكتور عادل ابو زيد أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة حلوان، فأشار أن الموضوع يمكن أن يكون قابلاً للتنفيذ ولكن فى أطار بعض الاليات حيث يجب أن يكون هناك قوانين خاصة رادعة.
فالميزة فى اداء الامتحانات داخل الحرم الجامعى ستكون أكثر انضباطا لان المكان مغلق وسيكون هناك تصريحات دخول محكمة للطلاب فقط دون اولياء الامور ولكن من أجل تطبيق هذا الامر يجب ان يتم تدريب أعضاء لجان السير والملاحظة على كيفية التعامل مع المدرجات الجامعية والتحكم فى السيطرة على الطلاب كما يجب أن يكون فى كل كلية وفد من الشئون القانونية.
ويجب توكيل ادارة الامتحانات للجامعة بأعضاء هيئة التدريس وموظفى الكليات للتصدى للغش وتحديد الادارات التى تشرف على اداء امتحان طلابها على حسب كل منطقة حتى لا يصبح الامر عشوائيا.
كما أن مسألة إقامة امتحانات الثانوية العامة فى الجامعات، من شأنه أن يقضى على التسيب وعدم الانضباط الذى يحدث علاوة على عدم الجدية من بعض الطلاب، وأخيرا نتمنى أن تكون الاختبارات الكترونية مثلما يحدث فى الجامعات بنفس نظام كل كلية وبهذا تخرج من أطار التقويم التقليدى ومواكبة العصر.
وعلى الجانب الاخر أكد ياسر عرابى مدرس لغة انجليزية أن الامر غير قابل للتنفيذ فلماذا هذه «الزلزلة» فى كيان المنظومة.
حذر من أن تنفيذ هذه المنظومة سيؤدى لحدوث خلل كبير وضياع لحقوق معظم الطلاب لانه سيكون هناك عشوائية كبيرة فى التنفيذ لان هناك العديد من المحافظات ليس بها جامعات أو تبعد عن أماكن إقامة الطلاب بمسافات كبيرة جدا.
وذكرأنه يجب أن تكون امتحانات الثانوية العامة داخل المدارس وتتم السيطرة على منظومة الغش لانه الغش يكون الكترونياً اى ليس مرتبطاً بمكان معين لان الحل البديل فيه صعوبة كبيرة وارهاق شديد الطلاب والمعلمين.
وأضاف محمد عبد المنعم مدرس لغة عربية ان تغيير المنظومة بهذا الشكل قد يسبب خللاً وفوضى كبيرة وستكون العواقب وخيمة ، وسيؤدى لحدوث ارتباك حيث بدأت بعض المجموعات على مواقع السوشيال ميديا فى اثارة « البلبلة» مما أحدث بعض الخوف والقلق من الطلاب واولياء الامور الذين استنكروا المسألة .
اكد سامح محمد طالب بالصف الثالث الثانوى الشعبة العلمية، من سكان كفر الشيخ واقرب جامعة له على مسافة بعيدة جدا من قريته فكيف سينتقل الى مقر الكلية أثناء اداء الامتحان على العكس أن مدرستى التى تبعد عنى حوالى عشرة دقائق.. موضحا أن تطبيق هذا المقترح سوف يؤدى إلى ارهاق بدنيا وذهنيا قبل وصوله للجنة الامتحان.
ورفضت مروة زكريا طالبة بالمرحلة الثانوية فى محافظة المنوفية المقترح، مؤكدة أننا لا نستطيع التعامل مع هذا الامر لان مجرد التفكير فيه مؤثر.. فبرجاء المحافظة على هدوءنا النفسى وكفاية شائعات تؤدى الى نتائج وتأثيرات سلبية.
واتفقت معها فى الرأى زينة عبدالفتاح داعية القائمين على التعليم إلى دراسة عواقبه قائلة ان تنفيذه سيحدث انهياراً فى منظومة الامتحانات والثانوية العامة بأكملها وسيكون هناك العديد من الضحايا من الطلاب.