بالرغم أن شهر مارس من أول يوم حتى نهايته هو شهر المرأة.. ففى ٨ مارس عيد المرأة العالمى وفى ٦١ مارس عيد المرأة المصرية إلا أن ١٢ مارس هو موعد عيد الأم الذى تنتظره كل النساء بفارغ الصبر وبالذات الأبناء الذين يرغبون فى معرفة سر اختيار هذا اليوم والهدايا التى يقدمونها للأمهات.
يحل عيد الأم ٤٢٠٢ فى كل عام فى ١٢ مارس، لكن سر اختيار هذا اليوم اختلفت عليه الأقاويل، فالبعض يرجح أن من احتفل بعيد الأم لأول مرة فى مصر هما الأخوان مصطفى أمين وعلى أمين فى عام ٥٥٩١، حينما زارت إحدى السيدات مكتبهما الصحفي، لتحكى لهما معاناتها مع أبنائها الذين انصرفوا عنها بعد أن ترملت، وكرَّست حياتها لتربيتهم ورعايتهم، وما أن تزوجوا حتى استقلوا بحياتهم بعيداً عنها.
فكتب مصطفى أمين فى عموده «فكرة» بجريدة أخبار اليوم: لِمَ لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه يوم الأم ونجعله عيداً فى بلادنا وبلاد الشرق.. وفى هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويرسلون للأمهات خطابات صغيرة يقولون فيها شكراً يا أمي.
لكن بحسب موقع «العربية» فهناك رواية أخرى لعيد الأم، تقول إن ١٢ مارس هو اليوم الذى يتم فيه توزيع الزهور والبطاقات والهدايا، ووجبات العشاء العائلية على الأمهات العربيات، احتفالاً بحبهن ورعايتهن وتضحياتهن.
يعود تاريخ الاحتفال بهذا اليوم المهم فى ١٢ مارس، إلى زمن الفراعنة، الذين كانوا يحترمون المرأة كثيراً، ويظهر من الرسومات الموجودة فى معابدهم كيف كانوا يحتفلون بالمرأة وبالأخص إيزيس، وهى ملكة فرعونية قديمة، كانت رمز الأمومة فى تلك الوقت حيث كان المصريون القدماء يصنعون قوارب مليئة بالزهور، لتطوف حول المدن المصرية فى هذا اليوم المحدد للاحتفال، وهو تقليد كان يمارسه اليونانيون والرومان.
عيد الأم وملكة مصرية
إيزيس تم رسمها على عدد قليل من المعابد فى روما، كرمز للقداسة والأمومة، وأظهرت الرسومات الموجودة على هذه المعابد الاحتفالات المختلفة بعيد الأم التى كانت تقام للنساء والأمهات فى مصر القديمة، بينما كشفت الكتابات الهيروغليفية عن مدى تبجيل المرأة.
عيد الأم، عيد سنوى بيحتفل بيه فى مصر وأوروبا وأمريكا وبلاد كثيرة فى العالم. فى مصر بيحتفل به. وأول دعوة لعيد الأم فى مصر قام بها الصحفى والكاتب المصرى مصطفى أمين سنة ٣٤٩١ فى كتابه «أمريكا الضاحكة» لكن ماحدش وقتها أخد باله من الفكرة. وحكت له حكاية ابنها دكتور وبعد ما خطب واحدة دفعت له المهر وفرشت له الشقة لكن للأسف لما عزل لبيت الزوجية مشى من بيت أمه من غير حتى ما يقولها «ميرسى».
تأثر مصطفى أمين بالقصة وفكر فى جحود الأولاد فابتدى ينادى تانى بفكرة الاحتفال بعيد الأم لتكريم الأمهات. فهاجمت الصحف مصطفى أمين واتهمته بأنه بيشغل المصريين عن موضوع غزو تركيا لسوريا، وكان الاحتفال بالأم وتكريمها فكرة سخيفة وقتها، لكن مصطفى أمين استمر فى دعوته وراح لكمال الدين حسين اللى كان وقتها وزير التعليم وعرض عليه الفكرة. كمال الدين حسين كان بيحب أمه قوى فقبل الفكرة ورحب بيها واتكلم مع جمال عبدالناصر فى الموضوع وقدر يقنعه لأن عبدالناصر كان بيحبه.
نجحت الفكرة وبدأ الاحتفال بعيد الأم فى مصر فى ١٢ مارس ٦٥٩١. واستمر الوضع على الحال ده لغاية سنة ٥٦٩١ وسجن مصطفى أمين وتغير اسم عيد الأم لعيد اسم عيد الأم.
فى عيد الأم بيهنى الأطفال والكبار أمهاتهم وبيهدوهم هدايا وساعات بيتعمل احتفال أسرى صغير مليان بجو الحب وبتنتشر فى هوا مصر أغانى بتمجد الأم ومن أشهر الأغانى دى أغنية «ست الحبايب» من ألحان الموسيقار المصرى محمد عبدالوهاب.
اتعرَّض عيد الأم واسم عيد الأم لهجوم من المتطرفين الظلاميين أعداء الفرحة الإنسانية والحب وبهجة الأعياد وبحقوق الستات وبالتالى الأمهات، فقالوا إنه بدعة وأن كلمة «عيد» المفروض تبقى «يوم» بس عشان يفضوا محتوى الفكرة الجميلة من معانيها ويقضوا عليها، لكن العيد واسمه استمر وفضل المصريين يحتفلوا بيه ويكرموا أمهاتهم كل سنة فى ١٢ مارس مع بداية فصل الربيع رغم كل المحاولات الاستبدادية اللى اتعرض لها العيد.
يحتفل العالم بيوم الأم، وكما هو دارج فى بعض الدول «عيد الأم» الموافق يوم ١٢ من شهر مارس الذى يصادف بدء موسم الربيع. هو احتفال ظهر حديثاً فى مطلع القرن العشرين، تحتفل به بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة لبيان تأثير الأمهات على المجتمع.
ظهر ذلك برغبة من المفكرين الغربيين والأوروبيين بعد أن وجدوا الأبناء فى مجتمعاتهم يهملون أمهاتهم ولا يؤدون الرعاية الكاملة لهن، فأرادوا أن يجعلوا يوماً فى السنة ليذكروا الأبناء بأمهاتهم.
لاحقاً اتسعت رقعة المحتفلين به حتى صار يحتفل به فى العديد من الأيام وفى شتى المدن فى العالم وفى الأغلب يحتفل به فى شهر مارس.
ويختلف تاريخ عيد الأم من دولة لأخري، فمثلاً فى العالم العربى يكون اليوم الأول من فصل الربيع أى يوم ١٢ مارس، أما فى النرويج فيحتفل به فى ٢ فبراير، وفى الأرجنتين فهو يوم ٣ أكتوبر، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأول من مايو. وفى الولايات المتحدة وألمانيا يكون الاحتفال فى الأحد الثانى من شهر مايو من كل عام، وفى أندونيسيا يحتفلون به فى يوم ٢٢ ديسمبر.
كان أول احتفال بعيد الأم عام ٨٠٩١، عندما أقامت آنا جارفيس ذكرى لوالدتها فى أمريكا. ويعد ذلك بدأت بحملة لجعل عيد الأم معترفاً به فى الولايات المتحدة.
وآنا جارفيس هى ناشطة أمريكية ولدت فى ٤٦٨١، كانت أمها دائماً تردد العبارة التالية: «فى وقت ما، وفى مكان ما، سينادى شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الأم» وتترجم رغبتها هذه فى أنه إذا قامت كل أسرة من هذه الأسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الأم والاحتفال بها سينتهى النزاع والكره الذى يملأ القلوب، وعندما توفيت والدة آنا، أقسمت لنفسها أنها ستكون ذلك الشخص الذى سيحقق رغبة أمها ويجعلها حقيقة.
وعلى الرغم من نجاح آنا جارفيس عام ٤١٩١ إلا أنها كانت محبطة عام ٠٢٩١، لأنهم صرحوا بأنها فعلت ذلك من أجل التجارة. واعتمدت المدن عيد جارفيس وأصبح الآن يحتفل به فى جميع العالم. وفى هذا التقليد يقوم كل فرد بتقديم هدية أو بطاقة أو ذكرى للأمهات والجدات.
واستمدت معظم المدن عيد الأم من الأعياد التى ظهرت فى الولايات المتحدة. كما اعتمدته المدن والثقافات الأخري. وهناك حالات أخري، فبعض الدول سابقاً كان لديها يوم تحتفل به لتكريم الأمومة. وبعد ذلك اعتمدت العديد من الأمور الخارجية التى تحدث فى الأعياد الأمريكية مثل إعطاء الأم أزهار القرنفل أو الهدايا.