يعقد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الفرنسى مانويل ماكرون قمة ثنائية اليوم بالقاهرة، وذلك فى إطار العلاقات المتميزة التى تجمع البلدين على كافة المستويات.. وكان الرئيس الفرنسى قد وصل القاهرة مساء أمس فى بداية زيارة دولة لمصر تستمر لمدة ثلاث أيام.
من المقرر أن تشهد الزيارة العديد من الأنشطة أهمها ترسيخ الشراكة الإستراتيجية، كما سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات فى مجال الاقتصاد والتعليم الأساسى والجامعى والطاقة والتنمية والنقل والصحة إلى جانب اتفاقيات بين الوكالة الفرنسية للتنمية وعدد من الوزارات المعنية لتنفيذ مشروعات ذات أولوية للجانب المصري.
كما يشارك السيد الرئيس وضيفه الفرنسى فى المنتدى الاقتصادى بمشاركة أكبر الفاعلين فى المجالات الاقتصادية فى البلدين.
كما يناقش الرئيسان مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية ويتبادلان وجهات النظر حولها وسبل الدعم الفرنسى لمساعى مصر المتواصلة من أجل إحلال السلام والاستقرار فى المنطقة من أجل وقف الحرب فى غزة وتدفق المساعدات للقطاع.
ومن المقرر أن يزور الرئيس الفرنسى العريش تأكيداً للدعم الذى تقدمه مصر للشعب الفلسطينى ومساندة فرنسا ودعمها خطة مصر لإعادة الإعمار.
سفير مصر فى باريس :
الزيارة تحمل رسائل دعم لجهود القاهرة لإحلال السلام بالمنطقة
ترفيع العلاقات وتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات فى مختلف المجالات
رغبة فرنسية لضخ الاستثمارات لاسيما بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس
قال سفير مصر لدى فرنسا السفير علاء يوسف، إن زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تعزز من أُطر التنسيق المُستمر القائم بين مصر وفرنسا إزاء القضايا الإقليمية والدولية فى ضوء دورهما الفاعل على الساحة العالمية.
وأضاف السفير علاء يوسف فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس خلال تواجده بالقاهرة بمناسبة الزيارة المهمة التى يقوم بها الرئيس الفرنسى إلى مصر أن الرئيس ماكرون يحل على مصر ضيفاً عزيزاً، فى إطار العلاقات المتميزة التى تجمع بين البلدين على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والتعليمية وغيرها.
وكشف يوسف عن أن تلك الزيارة تشهد ترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية، بما يعكس عمق وتشعب الأواصر التاريخية بين مصر وفرنسا.
وأوضح أن تلك الزيارة مكثفة للغاية، حيث سيتم خلالها توقيع عدد كبير من الاتفاقيات فى مختلف مجالات الاقتصاد والتعليم الأساسى والجامعى والطاقة والتنمية والنقل والصحة وغيرها، علاوة على اتفاقيات بين الوكالة الفرنسية للتنمية وعدد من الوزارات المعنية لتنفيذ مشروعات ذات أولوية للجانب المصري.
ولفت إلى الوفد رفيع المستوى الذى يرافق الرئيس ماكرون خلال زيارته لمصر من وزراء الحكومة الفرنسية، بجانب عدد كبير من رؤساء كُبرى الشركات الفرنسية العاملة فى قطاعات النقل والاتصالات والدفاع والطيران المدنى والطاقة وغيرها، علاوة على مُمثلين من قطاعات الثقافة والتعليم العالي، بما يعكس من جهة الأهمية الكبيرة التى توليها باريس لهذه الزيارة، فضلاً عن أنه يؤكد بوضوح من جهة أخرى حجم الثراء والتنوع الذى تشهده العلاقات بين البلدين.
ونوه إلى أن الزيارة تشهد كذلك تنظيم منتدى اقتصادى بتشريف الرئيسين وبمُشاركة أكبر الفاعلين فى المجالات الاقتصادية من البلدين، بهدف الموصلة استكشاف الفرص الاقتصادية المتنوعة بشكل أكثر تفصيلاً، وتعزيز الاستثمارات الفرنسية فى مصر على نحو يُحقق مصلحة الطرفين، قائلاً:»لاسيما وأننا نلمس رغبة فرنسية مُتزايدة فى ضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر للاستفادة من المزايا والحوافز المُختلفة التى تقدمها الدولة، لاسيما فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس».
وتابع أن المشاركين فى المنتدى سيناقشون التعاون بين الجانبين فى عدة مجالات أبرزها الطاقة والرعاية الصحية والابتكار والذكاء الاصطناعى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما من المقرر أن يعقد ممثلو القطاع الخاص الفرنسى لقاءات مع عدد من الوزراء للنظر فى كيفية البناء على هذه الزيارة وزخم المنتدى الاقتصادي، ومواصلة الدفع بالعلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.
وأبرز أن الزيارة ستشهد أيضاً تنظيم مؤتمر رفيع للتعليم الجامعى والبحث، فى إطار الاهتمام الكبير الذى يوليه الجانبان لتعزيز دور التعليم فى علاقاتهما الثنائية والشراكات القائمة بين عدد من الجامعات المصرية والفرنسية.
قال السفير علاء يوسف أن العلاقات بين القاهرة وباريس علاقات تاريخية ممتدة وقائمة على الاحترام والتقدير المتبادلين، وقناعة راسخة لديهما بأهمية دورهما على الساحة الدولية والإقليمية فى تعزيز ركائز الاستقرار والسلام فى مختلف ربوع العالم.
وسلط الضوء على التواصل الوثيق والدورى بين السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس ماكرون، والتفاهم بينهما إزاء ملفات التعاون الثنائى وكذا القضايا الإقليمية، علاوة على التقارب الكبير فى الرؤى بين مصر وفرنسا إزاء مُجمل الأوضاع الإقليمية والدولية، وكذلك داخل المنظمات الدولية.
وأكد السفير علاء يوسف أن زيارة الرئيس ماكرون تحمل عدة رسائل مهمة وأبرزها رسالة دعم لمساعى مصر المتواصلة من أجل إحلال السلام والاستقرار فى المنطقة، مؤكداً أن فرنسا تثمن عالياً الجهود المضنية التى تبذلها مصر من أجل وقف الحرب فى غزة والحرص على تدفق المساعدات الإغاثية لأهل القطاع.
وحول الزيارة المهمة التى سيقوم بها الرئيس الفرنسى إلى العريش، قال السفير علاء يوسف إن حرص الرئيس الفرنسى على التوجه إلى العريش خلال زيارته لمصر يحمل فى طياته الكثير من المعاني، إذ يبعث برسائل دعم فرنسية وأوروبية لمصر فى ضوء جهودها المتواصلة لإيجاد تسوية للحرب فى قطاع غزة ووقف نزيف الدم الفلسطينى وإيصال المُساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، وكذلك الإفراج عن الأسرى والمُحتجزين.
وأشار إلى أن زيارة الرئيس ماكرون للعريش تمثل كذلك تأكيداً فرنسياً على الدعم الذى تقدمه مصر للشعب الفلسطيني، كما سيتم خلالها تقديم عدد من المساعدات الفرنسية للجرحى والمصابين الفلسطينيين، مبرزاً فى الوقت ذاته تقدير فرنسا لاستضافة مصر للعديد من الجرحى الفلسطينيين بمستشفياتها فى إطار دور القاهرة العروبى الداعم للقضية الفلسطينية، لاسيما فى مستشفيات سيناء و العريش.
وأكد السفير علاء يوسف أن فرنسا تساند خطة مصر لإعادة الإعمار فى غزة، خاصة وأن تلك المبادرة باتت تحظى أيضاً بتأييد متزايد من جانب المجتمع الدولى بما فى ذلك عدد كبير من الدول الأوروبية، مذكراً بالبيان المشترك الصادر عن فرنسا وإيطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة الشهر الماضى والداعم لهذه الخطة باعتبارها تقدم حلولاً واقعية لإعادة بناء غزة وتحسين حياة سكان القطاع بشكل سريع ومستدام، مشددا على أن هناك اتفاقاً كاملاً فى الرؤى بين القاهرة وباريس إزاء الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
ولفت السفير علاء يوسف إلى أن الرسائل الفرنسية التى تحملها زيارة الرئيس ماكرون للقاهرة تؤكد أن العلاقات بين مصر وفرنسا ليست مقتصرة على عدد محدود من المجالات أو القطاعات، وإنما هى علاقات متشعبة ولا يقل أهمية أحد أبعادها عن الآخر، إذ إن الاقتصاد والسياسية والثقافة والتعليم كلها دعائم ترتكز عليها العلاقات بين البلدين وتدفع بها قُدماً إلى آفاق أرحب على نحو يحقق مصلحة جميع الطرفين ويدعم الاستقرار والسلام فى المنطقة والعالم.