االيوم.. ركن الحج الأعظم.. اليوم عرفة يوم يقف الحجاج فى مشهد مهيب.. انتهت الاستعدادات واكتملت التجهيزات ..واليوم تعالت التكبيرات وبدأت مناسك فريضة الحج لعام 1446 هـ، بتصعيد نحو مليونى حاج من 80 دولة يقفون اليوم التاسع من شهر ذى الحجة على صعيد عرفات الطاهر لأداء ركن الحج الأعظم، فى هذا اليوم المشهود الذى وصفه النبى – صلى الله عليه وسلم – بأفضل الأيام، إذ يقف المسلمون فى عرفات منذ طلوع الشمس حتى غروبها.
وفى هذا اليوم العظيم ينشغل الحاج بالتلبية والذكر ويكثر من الاستغفار والتكبير والتهليل ويتجه إلى الله- عز وجل- خاشعا متضرعا، ويجتهد فى الدعاء لنفسه وأهله وأولاده ولإخوانه المسلمين جميعا.
وإذا دخل وقت الظهر خطب الإمام فى الناس خطبة تذكير وعظة وإرشاد، ثم يصلى بالحجاج الظهر والعصر جمعا وقصرا كما فعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ولا يصلى قبلهما ولا بينهما ولا بعدهما شيئا. ثم يبدأون بالنفرة متجهين إلى مزدلفة للمبيت فيها، ثم الانتقال منها إلى منى لتكملة مناسك الحج.
من جانبها اتخذت بعثة الحج السياحى كافةً الاستعدادات والتجهيزات لضمان تصعيد الحجاج بسهولة ويسر، بجانب متابعتهم طوال تواجدهم بصعيد عرفات والمشاعر المقدسة بمزدلفة ومنى .. حيث قامت شركات السياحة عصر امس بتصعيد حجاجها إلى مخيمات عرفات بكافة مستويات وبرامج الحج السياحى « الخمس نجوم والاقتصادى والبرى «، من خلال تجهيز سيارات نقلت جميع الحجاج بالقرب من أماكن إقامتهم ، وكالمتعارف عليه منذ سنوات بكافة البعثات المصرية للحج، بتصعيد الحجاج مباشرة إلى عرفات دون أداء التروية بمشعر منى ..وذلك حرصا على راحة وسلامة الحجاج وتطبيق الخطط المعدة للتصعيد بعيدا عن الزحام وضمانا لوصول الحجاج إلى مخيماتهم بسهولة ويسر، وهناك عدد قليل من شركات السياحة والتى تقوم بتنظيم ما يسمى بحج السنة قامت منذ صباح الساعات الأولى من صباح امس بنقل حجاجهم إلى مشعر منى للمبيت بها الليلة على أن يتم تصعيدهم فجر اليوم الخميس إلى صعيد عرفات وذلك بالتنسيق التام مع البعثة وكذلك المطوفين السعوديين .
قامت بعثة الحج السياحى بتنفيذ جولات ميدانية من خلال لجان مشتركة من أعضاء البعثة من الوزارة والغرفة، وتم توزيعها على أماكن إقامة الحجاج لمتابعة عمليات تصعيدهم كما تم توزيع تلك اللجان على مخيمات الحجاج فى منى وعرفات، لمتابعة أكثر من 41 ألف من حجاج السياحة الذين يمثلون الغالبية العظمى بالحج المصرى بنسبة حوالى 52 %من إجمالى عدد الحجاج المصريين هذا العام.
خطة محكمة
أكدت سامية سامى مساعد وزير السياحة والآثار لشئون الشركات ورئيس اللجنة العليا للحج والعمرة والمشرف على بعثة الحج السياحى انه تم وضع خطة متابعة تصعيد حجاج السياحة والذين يبلغ عددهم هذا العام 40 ألفًا و 672 حاجًا، على ان يتم التدخل الفورى لحل أى مشاكل خلال التصعيد، وأوضحت سامية سامى ان التصعيد تم بالتنسيق الكامل بين بعثة الحج السياحى والسلطات السعودية وفق التوقيتات المحددة، وكذلك الالتزام بالمسارات التى تحددها السلطات السعودية وبما يضمن انسيابية التصعيد .
وقالت رئيس بعثة الحج السياحى ان هناك تنسيقا على أعلى مستوى بين الوزارة وغرفة شركات السياحة من خلال ممثليها بالبعثة من لجنة السياحة الدينية، والجميع يعمل كفريق واحد لخدمة ضيوف الرحمن والعمل على راحتهم وسلامتهم، مؤكدة انه تم بالتنسيق مع غرفة الشركات إعداد قوائم بأسماء وبيانات الحجاج وتحديد الحافلات التى اقلتهم لعرفات، وأيضا المخيمات التى اقاموا بها، مؤكدة أن هناك متابعة من غرفة العمليات المركزية للبعثة على مدار الساعة، بالتعاون بين ممثلى الوزارة والغرفة ومشرفى الشركات المصاحبين للحجاج.
تنسيق تام
وقال ناصر تركى نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، إن خطة تصعيد حجاج السياحة تمت بالتنسيق التام مع السلطات السعودية مشيرا إلى ان التصعيد بدأ بعد ظهر امس، موضحا ان تم اتخاذ اجراءات مشددة من الجميع لقصر ركوب حافلات السياحة على حجاج الشركات فقط، من خلال إجراءات إلكترونية تسجل بدقة بيانات الحافلات وأسماء السائقين ووضع اسماء الحجاج على كل سيارة كما يحمل الحجاج بطاقات (نسك) الذكية التى تضم كل البيانات الشخصية للحاج والتى تعد شرطا اساسياً لدخول مخيمات عرفات ومني.
ومن جانبه أكد أحمد إبراهيم رئيس لجنة السياحة الدينية بغرفة الشركات أن كل مخيمات الحج السياحى بما فيها البرى والاقتصادى حديثة، ومصنوعة من مواد مضادة للحريق، وتتواجد بها أجهزة تكييف قوية، كما تم تقديم أفضل الخدمات لحجاج السياحة من قبل شركتى الماسية مشارق والراجحى متين اللتين تعاقدت معهما الغرفة لخدمة حجاج الشركات هذا العام، مشددا على أنه وكالعادة تتمتع كافة مخيمات الحج السياحى بالعديد من المزايا منها قرب المخيمات من طريق النفرة فى عرفات، وقريبة من جسر الجمرات بمشعر مني.
وأضاف أحمد إبراهيم أن أهم ما يميز الحج السياحى خدماته للحجاج بكافة برامجه وأهمها تقديم وجبات ومشروبات طوال أيام الحج وسيتم تقديم ٣ وجبات يومية للحجاج «فطار -غداء -عشاء» طوال تواجدهم بمخيمات منى وعرفات بجانب المشروبات الباردة والساخنة والمثلجات والعصائر على مدار اليوم.
وأكد رئيس لجنة السياحة الدينية بالغرفة أن تصعيد الحجاج لا يتم بشكل عشوائى إنما من خلال تفويج دقيق وجدول زمنى تم وضعه بالتنسيق بين البعثة والمطوفين وبالطبع السلطات السعودية ويتم متابعة التصعيد طوال اليوم وحتى وصول جميع حجاج السياحة لمشعر عرفات كما سيتم متابعة الحجاج طوال تواجدهم بمخيمات منى وعرفات للإطمئنان عليهم والتأكد من توافر كافة الخدمات الإشرافية والطبية واللوجستية .
خدمات الأفضل بين كافة الدول
وأكد يسرى السعودى عضو اللجنة العليا للحج والعمرة وعضو مجلس ادارة الغرفة أن البعثة سوف تتواصل على مدار الساعة برؤساء تضامنات الشركات المنفذة للحج للاطمئنان على أحوال حجاجهم خلال التصعيد الى عرفات وحتى وصول جميع الحجاج والتأكد من تنفيذ وتوفير كافة الخدمات المتفق عليها، وذلك بموجب الاتفاق والعقد الموحد الموقع بين الغرفة وشركتى الطوافة الماسية مشارق والراجحي.
وأضاف يسرى السعودى أن المخيمات المخصصة للحج السياحى تتباين الخدمات بها لتستوعب مختلف مستويات وبرامج الحج السياحى من الاقتصادى والبرى إلى الخمس نجوم والفاخر وبرامج الـ VIP، مشددا على أن الخدمات المقدمة لحجاج شركات السياحة تعد هى الأفضل بين كافة الدول الاسلامية على الإطلاق.
وقال يسرى السعودى أنه تم مد مخيمات الحج السياحى بكافة التجهيزات التى تضمن راحة الحجاج من أجهزة التكييف والفرش الحديثين وبالطبع خدمات التغذية المتميزة، مشيرا الى ان لجان البعثة قامت بتنفيذ جولات ميدانية متتالية طوال الأيام الماضية داخل مخيمات عرفات لمتابعة مستوى التجهيزات والتأكد من مطابقتها المعايير المعتمدة من وزارة الحج والعمرة السعودية، مشيرة إلى أن الاستعدادات تمت بدقة متناهية، وشملت تجهيز البنية التحتية وتوفير كل وسائل الراحة من تكييف، وفرش وخدمات طبية وغذائية، بما يضمن تقديم تجربة حج متميزة تليق بالحاج المصري.
ومن جانبه أكد وليد خليل نائب رئيس لجنة السياحة الدينية بالغرفة وعضو اللجنة العليا للحج والعمرة أن أكثر من 800 سيارة قامت بتصعيد الحجاج إلى عرفات، موضحا أن التصعيد تم إلى مشعر عرفات مباشرة موضحا ان البعثة حرصت على تطبيق الضوابط فيما يخص أتوبيسات نقل الحجاج خاصة التصعيد من مكة إلى عرفات بحيث تكون سيارات حديثة.
وقال وليد خليل أن حافلات نقل حجاج السياحة شملت كافة أنواع السيارات من أتوبيسات وسيارات خاصة وسيارات دفع رباعي، وأوضح أن أتوبيسات الحج البرى والتى قامت بنقل حجاج الشركات من مصر ستظل مرافقة للحجاج أيضا بالمشاعر المقدسة وحتى عودتهم إلى مصر، مشددا على أنه تم التأكد من تزويد حافلات نقل حجاج السياحة بكل ما يحتاجونه خلال التصعيد من مياه وعصائر، كما أنها جميعا مزودة بمجموعة من الإدلاء للوصول إلى المخيمات بأسرع وأسهل الطرق.
وعلى مدار يوم أمس، تحول مقر ممثلى غرفة شركات السياحة داخل البعثة إلى خلية نحل وذلك لتسليم سائقى سيارات الحج البرى القادمين من مصر بطاقات نسك وتصاريح دخول المشاعر التى تعد شرطا لدخول سيارات نقل الحجاج إلى المشاعر المقدسة.
وقام ممثلى الجهاز الإدارى للغرفة تحت إشراف أسامة عمارة المدير التنفيذى للغرفة بالتواصل مع شركة نسك لاستلام كافة تصاريح السائقين المصريين وبدء تسليمها إليهم.
وشدد أسامة عمارة على أن كل شركات السياحة قامت بتسجيل بيانات الحافلات على المسار الإلكترونى الموحد، كما تم تحديد مسارات النقل سلفًا بالتنسيق مع الجانب السعودي، مشددا على أن الغرفة تواصلت مع جميع شركات السياحة المنفذة للحج البرى وان تسليمهم بطاقات نسك والتصاريح التزاما بالتعليمات السعودية المنظمة للحج.
