الاحتلال يطالب الفلسطينيين بإخلاء جنوب خان يونس
..ويرتكب مجزرة جديدة فى مدرسة تؤوى نازحين بدير البلح
فى الوقت الذى تنطلق فيه جولة جديدة من المفاوضات فى روما من أجل الوصول لاتفاق هدنة بقطاع غزة وتعهد دولة الاحتلال بإرسال وفد على رأسه رئيس مخابراتها للمشاركة بجدية فى المحادثات ،ارتكبت إسرائيل أمس مجزرة جديدة فى مدرسة السيدة خديجة بدير البلح والتى تؤوى نازحين تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين « الأونروا » التى سبق وصنفتها إسرائيل كذبا بأنها منظمة إرهابية فى حين أن دولة الاحتلال تمارس كل أوجه الإرهاب فى حق المدنيين الفلسطينيين ونتج عنها أكثر من 32 شهيدًا و155 مصابًا معظهم من النساء والأطفال
و تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلى ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية فى قطاع غزة، لليوم الـ295 على التوالى منذ السابع من أكتوبر الماضي، عبر شنّ عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد الفلسطينيين، وسط وضع إنسانى كارثى نتيجة الحصار، ونزوح أكثر من 95 ٪ من السكان.
أفادت مصادر فلسطينية، أن طواقم الإسعاف والدفاع المدنى واصلت انتشال الجثث، لافتة إلى أن عدد القتلى قابل للارتفاع فى أى وقت بينما تم نقل المصابين إلى مستشفى شهداء الأقصى الذى أصبح مكتظا بالجرحي.
و قال المدير الطبى فى مستشفى شهداء «الأقصي» نحتاج بشدة للأدوية وللطواقم الطبية لتوفير الرعاية للمصابين، ونناشد المجتمع الدولى التدخل فوراً لفتح المعابر لإدخال الأدوية للقطاع».
من جانبه أدان المكتب الإعلامى الحكومى بأشد العبارات ارتكاب الاحتلال الإسرائيلى لهذه المجزرة المروّعة ضد مستشفى ميدانى يقدم الخدمة الطبية لعشرات المرضى والجرحى وكلهم من المدنيين محملا الاحتلال والإدارة الأمريكية المسئولية الكاملة عن استمرار هذه المجازر ضد النازحين والمدنيين.
طالب المجتمع الدولى والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المختلفة وكل دول العالم الحر بالضغط على الاحتلال الصهيونى وعلى الإدارة الأمريكية لوقف حرب الإبادة الجماعية وايقاف شلال الدم المتدفق فى قطاع غزة.
فى أثناء ذلك تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البرى لأحياء واسعة فى رفح الفلسطينية، وتتوغل فى خان يونس لليوم السادس وسط قصف جوى ومدفعي.
وطالب جيش الاحتلال الإسرائيلى الفلسطينيين المتبقين فى الأحياء الجنوبية بخان يونس فى جنوب قطاع غزة بإخلائها فوراً، تمهيداً لعملية عسكرية.
وزعم الاحتلال فى بيان أنه «فى ضوء أنشطة إرهابية عديدة وعمليات اطلاق قذائف صاروخية نحو دولة إسرائيل من داخل الأحياء الغربية لخان يونس أصبح التواجد فى تلك المنطقة خطيراً. لذلك ستتم فى هذه المرحلة ملاءمة المنطقة بناء على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بقيام حماس بوضع بنى تحتية إرهابية داخل المنطقة التى تم تصنيفها منطقة إنسانية».
أضاف البيان أن الاحتلال سيعمل بقوة فى المنطقة، ولذلك يدعو السكان الذين بقوا فى الأحياء الجنوبية لخان يونس بإخلائها بشكل فوري، والانتقال مؤقتاً إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة فى منطقة المواصي.
من جانبها وصفت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بأنها انتهكت كل المحرمات فى القانون الدولى وقالت حماس إن الاحتلال يضغط عليها بتصعيد عدوانه.
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية، بأن الأعمال العدائية المكثفة الأخيرة فى منطقة خان يونس، أسفرت عن موجات جديدة من النزوح الداخلى فى جميع أنحاء غزة.
أضاف أن نحو 182 ألف شخص نزحوا من وسط خان يونس وشرقها بين يومى الإثنين والخميس، فى حين لا يزال مئات آخرون عالقون فى شرق خان يونس.
وفقاً لأرقام الأمم المتحدة، فإن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحوا مرة واحدة على الأقل بسبب القتال.
فى مختلف أنحاء خان يونس، نزح مئات الآلاف من الناس دون أن يعرفوا إلى أين يتجهون، وأثّر هذا الأمر على نحو 400 ألف شخص، وفق ما ذكرت صحيفة «ذا جارديان» البريطانية.
وصف النازحون للصحيفة، رحلة النزوح من شرق خان يونس، تحت القصف الإسرائيلي، «كأنها يوم القيامة».
فى نفس الوقت شنّت قوات الاحتلال الإسرائيلىّ حملة اعتقالات واسعة طالت 40 مواطنا على الأقل من الضّفة الغربية المحتلة، بينهم أطفال، وأسرى سابقون، إضافة إلى أفراد من عائلات مطاردين أفرج عنهم لاحقاً.
قال نادى الأسير وهيئة شئون الأسرى والمحررين فى بيان مشترك، إن عمليات الاعتقال تركزت فى محافظتى قلقيلية، ونابلس، فيما توزعت بقية الاعتقالات على غالبية محافظات الضفة.
على صعيد آخر تشهد المفاوضات اليوم بشأن الوصول لاتفاق حول أزمة غزة جولة جديدة فى العاصمة الإيطالية روما بمشاركة رباعية لمسئولين من مصر وقطر والولايات المتحدة الأمريكية ورئيس المخابرات الإسرائيلية.
قال مصدر مصرى مطلع لقناة «القاهرة الاخبارية، إن اجتماع روما يأتى فى إطار استمرار جهود الوسطاء للوصول لاتفاق هدنة بقطاع غزة.
أوضح المصدر، أن مصر أكدت لكل الأطراف المشاركين باجتماع روما تمسكها بضرورة الوصول لصيغة اتفاق تقضى بوقف فورى لاطلاق النار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية لغزة وبضمان حرية حركة المواطنين بغزة، والانسحاب الكامل من الجانب الفلسطينى لمعبر رفح.
فى الاثناء نشر موقع «أكسيوس الأمريكى» من مصادر مطلعة أن اسرائيل قدمت مقترحاتها بشأن اتفاق وقف اطلاق النار وصفقة تبادل المحتجزين ،و أشار الموقع إلى تصريحات مسئول إسرائيلى رفيع المستوى وجه خلالها الاتهامات لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بأنه يريد اتفاقاً من المستحيل الحصول عليه حيث إنه يستغل الوقت للحفاظ على حكومته من الانهيار.
أكد المسئول ان نتنياهو غير مستعد للتحرك، وبالتالى فإن تل أبيب قد تتجه نحو أزمة فى المفاوضات بدلاً من التوصل إلى اتفاق.على حسب قوله.
أضاف المسئول الإسرائيلى، أنّ نتنياهو أظهر تشددًا فى موقفه بشأن اتفاق وقف اطلاق النار، وأضاف مطالب جديدة، مثل فحص جميع السكان الذين يعودون إلى شمال قطاع غزة، وإبقاء قوات جيش الاحتلال على محور فيلادلفيا.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن عضو فى الوفد الإسرائيلى بمفاوضات غزة لم تسمّه، قوله إن نتنياهو يتعمد افشال محادثات وقف اطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين فى غزة، معتبراً أن نهج نتنياهو يُمثل مخاطرة غير محسوبة بحياة المحتجزين.
ذكرت الصحيفة، أن مسئولين كبار بفريق التفاوض وصفوا إرسال إسرائيل فى السابق وفداً إلى قطر بأنه حركة خداع من جانب نتنياهو، تستهدف خلق انطباع بأن المفاوضات جارية.