والحزن.. هل أصبح «موضة» قديمة..!
يتحدثون عن «اليوم الموعود».. ويقولون إن إيران سوف تشن اليوم هجوماً صاروخياً ضخماً على إسرائيل.. وأن حزب الله فى لبنان سيدخل على خط المعركة ويقوم من جانبه بإطلاق الصواريخ على إسرائيل تنفيذاً لتعليمات من إيران.
وأياً ما كان سيناريو هذا اليوم الموعود الذى تحدثت عنه مصادر أمريكية فى تصريحات نشرت بعدد من المواقع الإخبارية فإن هناك محاولات لمنع التصعيد واتساع نطاق الحرب.. وهناك تحذيرات دولية من امتداد الضربات العسكرية فى المواجهة القادمة إلى العاصمة اللبنانية بيروت التى تشهد نزوحاً للأجانب وتحذيرات من دول غربية وعربية لرعاياها بمغادرة لبنان.
ولا يمكن التكهن بسيناريو الأحداث خاصة مع التعزيزات الأمريكية العسكرية فى المنطقة.. ولكن الأمر المؤكد هو أننا أمام كل الاحتمالات، فإما أن هناك سيناريو معداً سلفاً بالضربات العسكرية والانتقامية محدودة النطاق والتى تحمل وتعكس شكلاً سياسياً أكثر من كونه عملاً عسكرياً.. وإما خروج الأمور عن السيطرة وزيادة فى عدد القتلى والمصابين وخاصة فى صفوف المدنيين.. وعندها سيكون كل شيء وارداً حدوثه.. فالصمت لن يكون مجدياً والحكمة لن تكون مطلوبة..!!
>>>
ونذهب إلى العالم الذى يراقب ويتابع ويهتم بأولمبياد باريس وعودة سيلين ديون المطربة الكندية للغناء مرة أخرى بعد سنوات من الابتعاد بسبب المرض.. العالم الذى بكى وتعاطف مع مرض سيلين ديون مطربة «التيتانيك» الرومانسية ونسى أو تناسى آلاف الأمهات والأطفال فى قطاع غزة الذين يمرون بأسوأ كارثة إنسانية بلا غذاء أو دواء..!
ونتحدث عن قضية القضايا داخل الأولمبياد وحيث يوجهون الانتقادات إلى ملاكمة جزائرية تدعى إيمان خليف ويتهمونها بأنها تملك قدرات بدنية تتجاوز المألوف فى المنافسات النسائية بشكل جعلها تتجاوز منافساتها بسهولة ويسر وتهزمهن فى ثوان، ووصل الأمر إلى دخول المرشح للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إلى خط الهجوم على هذه الملاكمة..!
والواقع أن إيمان خليف ولدت كامرأة وتربت كامرأة وتنافس كامرأة وتدربت بقوة وتكيل الضربات أيضاً بقوة..!
ولكن.. ولكن ماذا عن المستقبل.. ماذا سيفعلون مع المثليين إذا ما اشتركوا فى هذه الألعاب الرياضية وأفصحوا عن ميولهم الجنسية.. كيف سيتعاملون معهم.. وكيف سيتم تصنيفهم.. وتحت أى مظلة سيشاركون.. وهل ستناصرهم منظمات حقوق الإنسان أم تبتعد عن هذا المجال كما صمتت فى حوارات الملاكمة الجزائرية..!! العالم بيتغير واللى يعيش ياما هيشوف..!
>>>
والعالم يتغير.. والناس تتعلم من الدروس إلا البعض عندنا من الذين لا يعرفون قانوناً.. ولا نظاماً ولا مصلحة عامة..!
والساكن فى عمارة فى الساحل.. الساحل الحى الشعبي.. وليس الساحل الشمالي.. هذا الساكن قرر أن يقوم بأعمال توسعة فى شقته بالدور الأرضي.. وليس مانعاً لديه أن يزيل ويهدم جدران الحوائط الداخلية بدون تصريح من الحى وبدون دراسة على تأثير ذلك على سلامة العقار.. فكانت النتيجة انهيار العقار ووفاة خمسة وإصابة 9 آخرين.. وجميعهم دفعوا ثمن الإهمال واللامبالاة والاستهتار والجهل.. وكل أمراض المجتمع.. ومجرد حادث سيمر مرور الكرام.. ومجرد اتهام للساكن بالإهمال.. وقد لا يناله أيضاً شيئاً من العقاب..!
>>>
وانتقل الزوج الأربعينى إلى رحمة الله.. وتابع الناس زوجته أمام المقابر وهى فى حالة انهيار.. وتدافعوا لمحاولة التخفيف عنها.. وبكوا لبكائها.. وشاركوها النحيب والصراخ.. واعتقد الناس أنها من شدة حزنها لن تتحمل آلام الفراق.. وأنها بعد فترة وجيزة سترحل هى أيضاً عن عالمنا للحاق به..! ورحلت فعلاً بعد عدة أشهر.. رحلت إلى منزل جديد وزوج جديد وحياة جديدة.. وبدلاً من البكاء كانت الزغاريد والأفراح والليالى الملاح.. وكأن شيئاً لم يكن.. ومن مات قد مات.. الله يرحمه.. إن كان هناك من سيترحم عليه..!
ويبدو أن الحزن أيضاً قد أصبح «موضة» قديمة أو من ذكريات الماضى وأيام الأبيض والأسود.. فالناس هذه الأيام لا تحزن.. لا تتأثر، لا تهتم.. ففى سرادقات العزاء ضحك وتدخين وحوارات ولا أحد يستمع أو ينصت إلى المقرئ.. وعلى المقابر وفى وداع المتوفى فإن الناس تذهب للمجاملة ولا تستوعب الحدث ومعنى الوفاة ونهاية رحلة الحياة.. وتبدى حزناً لعدة لحظات وينتهى كل شيء عند الخروج من المقابر والعودة للحياة وحواراتها.. الناس لم تعد أيضاً تتعظ.. الناس أصبحوا أكثر قسوة وأكثر جفاء.. والحزن أصبح فعلاً «موضة قديمة»..!
>>>
والدنيا فعلاً حلوة.. وحلوة عند البعض.. وشديدة العقاب بالآخرين.. ورجل الأعمال الذى أصبح أيضاً فناناً يشارك فى المسلسلات التليفزيونية ظهر فى منتجع بالساحل الشمالى يقود سيارة تزيد قيمتها على مائة مليون جنيه..!! ربنا يستر عليه من العين ومن الحسد.. ومن «واد سواق دليفري» يسير عكس الاتجاه ومتخصص فى الاصطدام «بمرايات» السيارات والبكاء بجوارها طلباً لتعويضه عن حادث ارتكبه..!! ياترى صاحبنا هيعمل معاه إيه..!
>>>
والبعثة الأولمبية الضخمة التى ذهبت للمشاركة فى أولمبياد باريس حصلت على كام ميدالية حتى الآن..!! والله حاجة تزعل..!
>>>
وأخيراً:
>> فى القلب ركن خاص بالذكريات اجعله يسعدك لا يؤلمك.
>>>
>> وكل الحب لمن يهدوننا السلام الداخلي،
ولن يعبروا بنا أنفاق الظلام، لمن يخبروننا
بأن النور قادم وبأن الغد أجمل.
>>>
>> والحياة كبيرة جداً، فلا تحصرها فى شخص.
>>>
>> والمفروض أن يشيخ الإنسان برفقة أحدهم وليس بسببه.