اليوم المشهود هو يوم عرفة الموافق يوم التاسع من شهر ذى الحجة وسمى بهذ الاسم لأنه يحضره عدد كبير من الحجاج، ويشهده الله تعالى ويُباهى به الملائكة، ويعد الوقوف بعرفة أهم ركن من أركان الحج وذلك لقول النبى صلى الله عليه وسلم «الحج عرفة» وهناك عدة أقوال لتسمية عرفة بهذا الاسم، فقد قيل إن آدم عرف حواء فيها بعد خروجهما من الجنة، وقيل لأن جبريل عرَّف إبراهيم فيها المناسك، وقيل لتعارف الناس فيها، وقد وردت بعض الاحاديث النبوية التى تتحدث عن فضل هذا اليوم منها قوله صلى الله عليه وسلم «إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: انظروا إلى عبادى جاءونى شعثاً غبراً «ومنها ما روته السيدة عائشة عن النبى صلى الله عليه وسلم قال «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو يتجلي، ثم يباهى بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهدوا ملائكتى أنى قد غفرت لهم»، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قديركما قال النبى :ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيدًا من النار من يوم عرفة. وقال: صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التى قبله والسنة التى بعده، وقال النبى صلى الله عليه وسلم: «ما رُئِيَ الشيطان يومًا هو فيه أصغرُ ولا أدْحَرُ، ولا أحقر ولا أغيظ منه فى يوم عرفة؛ وما ذاك إلا لِما رأى من تنزُّل الرحمة».
اما الفرق بين ليلة القدر ويوم عرفة أن الملائكه تنزل إلى الأرض فى ليلة القدر «تنزل الملائكة والروح فيها والروح هو جبريل عليه السلام « أما فى يوم عرفة فينزل الله جل جلاله نزول يليق بجلاله ويقول يا ملائكتى انظروا إلى عبادى ، كما ان العشر الأواخر من رمضان أفضل من جهة الليل؛ لأن فيها ليلة القدر، والعشر الأول من ذى الحجة أفضل من جهة النهار؛ لأن فيها يوم عرفة، وفيها يوم النحر وهما أفضل أيام الدنيا ، ويوم عرفة من الأيام التى يكثر فيها الخير والبركة عند المسلمين حيث يقال ان فى اواخر الاشهر الحرم تنزل الارزاق وتكثر النعم ويرفع البلاء، وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال»أفضل الأيام يوم عرفة»، وعن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «مامنيومافضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تعالى إلى سماء الدنيا فيباهى بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادى جاؤونى شعثا غبرا ضاحين، جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتى ولم يروا عذابي، فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة»، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم «يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام وهى أيام أكل وشرب»، ندعوا الله ان يعتق رقابنا من النار، ويكتب لنا الوقوف بعرفة ويحفظنا وبلادنا من كل شر وسوء، وكل عام والجميع بخير إن شاء الله.