يُطلق على بعض الأشخاص لفظ مٌعاق وهو الشخص الذى لديه إعاقة فى أى جزء من جسده سواء تمثلت فى قدم أم سمع، بصر او إعاقة فى المخ، وهو بالفعل مٌعاق ولكن ليس بالمعنى الذى يعتقده الناس بان لديه إعاقة تمنعه من تحقيق هدفه وسيره فى الحياه! بل على العكس لفظ مٌعاق يعنى انه مٌعاق من المجتمع ! فالمجتمع هو الذى يعوقه عن تحقيق هدفه، والعرقلة ليست فقط بالفعل بل بالنظرة، فالكثير لديهم إعاقة ويعيشون سعداء بل على العكس يحققون نجاحات وبطولات ولدينا العديد من النماذج التى شرفت مصر فى كافة المجالات الرياضية والعلمية، ولكن هو مٌعاق من مجتمع يعوقه عن السير نحو هدفه بل بالنظر إليه على انه إنسان غريب! مٌعاق من المجتمع الذى يعيش فيه ويتعامل معه يوميًا، مٌعاق من مجتمع لا يستطيع الحصول على حقوقه منه! فالإعاقة لا تعوقه من تحقيق النجاح بل المجتمع هو من يعوقه!
فالإعاقة ليست كما يعتقد البعض تتمثل فى جسد أياً كان نوعها، بل الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر، فالخوف إعاقة،التردد إعاقة ، السلبية إعاقة، فهذا بحق ما يعوق أى إنسان عن تحقيق هدفه! فالإعاقة الحقيقية تتمثل فى الفكر، الفكر هو الذى يهدم المجتمع وليس الجسد! والدليل على ذلك ان هناك العديد من النماذج الرائعة فى حياتنا التى استطاعت ان تتحدى الإعاقة وتضرب نموذجًا رائعًا للتحدى واستطاعوا ان يحققوا إنجازات لم يحققها الأشخاص السالمون! بل على العكس استطاعوا ان يضربوا أروع الأمثلة ان لا شيء اسمه مستحيل، فمناسبة اليوم العالمى للإعاقة تحية لكل هؤلاء الأبطال ذوى القدرات الخاصة الخارقة لأنهم بالفعل يمتلكون قدرات اختصهم بها الله جعلهم يتميزون عن الجميع بالإرادة والعزم والمثابرة والرضا والقناعة وتحدى الصعاب والذين أثبتوا للجميع أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليس جسد!
فى عهد الرئيس السيسى عاد الاهتمام بذوى الهمم وإعادة دمجهم فى المجتمع وأصبحت الأسر اليوم تتباهى بأبنائها من ذوى الهمم وليس ما كان يحدث بالأمس؛ فمن كان لديه طفل من ذوى الهمم كان يخشى عليه من نظرة المجتمع فكانوا لا يدمجونه فى المجتمع بل يظل بالمنزل! ومن قرأ التاريخ يجد أن الدولة كانت تهتم بذوى الهمم منذ فجر الإسلام؛ فقد حث الخليفة عمر بن عبدالعزيز على إحصاء عدد المعوقين فى الدولة الإسلامية، ووضع الإمام أبوحنيفة تشريعاً يقضى بأن بيت مال المسلمين مسئول عن النفقة على المعوقين، أما الخليفة الوليد بن عبدالملك فقد بنى أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ وقام السلطان قلاوون ببناء بيمارستان لرعاية المعوقين، وكتب كثير من علماء المسلمين عن المعاقين مثل: الرازى الذى صنف «درجات فقدان السمع « وشرح ابن سينا أسباب حدوث الصمم.
كما دمج القرآن الكريم والسنة النبوية المُعاق فى المجتمع ؛ فقد أعطى الإسلام لهؤلاء المعاقين حقوقهم، فقد ولى الرسول «صلى الله عليه وسلم» ابن أم مكتوم على المدينة عندما خرج لإحدى غزواته، ومن حقوقهم عدم السخرية منهم.
أختم مقالى بمقولة أن هذه الأمة تنتصر وستنتصر بفضل هؤلاء أصحاب الهمم «ملائكة الله على الأرض»، ومناسبة اليوم العالمى للإعاقة أوجه لهؤلاء الملائكة رسالة شكر وتقدير وبأنهم ضربوا أروع الأمثلة للتحدى والإرادة والعزيمة، وأثبتوا للجميع أنهم ذوو قدرات خارقة وتركوا بصمة فى كل المجالات وأثبتوا أن الإعاقة الحقيقية إعاقة فكر وليست جسد.. وأصبحت مصر هى الدولة الأولى التى وضعت هؤلاء فى مناصب قيادية مثل « إبراهيم الخولي» أول معيد من متلازمة داون بكلية الاعلام بالجامعة الكندية، ورحمة أول مذيعة متلازمة داون بقناة dmc لتصبح أول دولة تحترم حقوق الإنسان من خلال أفعال ولا تكتفى بالأقوال كما تفعل دول أخرى!.