سنوات عديدة تحدثنا وطالبنا فيها بسرعة التحرك لتجهيز بدائل محمد صلاح، والسعى وراء زيادة دائرة المحترفين الحقيقيين فى الخارج، وتأثيره الإيجابى على زيادة قوة المنتخب الوطنى، ولكن لم يستمع أحد من الجالسين على كراسى إدارة الكرة المصرية لهذه النداءات، إما لإنشغالهم فيما هو أهم من وجهة نظرهم، أو أن الملف لم يرتق لمستوى تفكيرهم الذى يتجاوز مستويات تفكير رجل الشارع العادى بالطبع .
ها هى أسبانيا تتوج ببطولة الأمم الأوروبية بجيل يمكن أن يضمن لها الصدارة والتفوق على مدار سنوات مقبلة، بسبب متوسط الأعمار والدفع بمجموعة من الصاعدين منهم لامين يامال مثلا، وغيره من منتخبات القارة التى اعتمدت سياسة الدفع وتلميع وتجهيز مجموعة من الشباب، وتوفير كل مقومات الظهور والتوهج والدعم المعنوى قبل المادى، لإيمان الجميع بحتمية التسلسل والتدرج والتسليم والتسلم الهادئ من جيل إلى جيل..
أما لدينا، فالتسليم والتسلم يتلخص فى كرسى الإدارة، والتفكير المستمر فى هوية القادم للجلوس عليه، والمقارنة بينه وبين الحالى والسابق، والمجموعة التى تعينه على ما يقوم به من أفعال وما يتخذه من قرارات، أما التركيز فى الناتج وتقييمه، فلا يمثل شيئا لديهم من قريب أو بعيد..
سيظل محمد صلاح علامة بارزة ومميزة فى الكرة المصرية، لما وصل إليه من مراحل متقدمة وغير مسبوقة وصعب تكرارها من الاحترافية، ولكن ماذا فعلنا استعدادا لمرحلة ما بعد صلاح.. . وهل ظهر من بين هؤلاء من يخطط لهذه المرحلة، ويرسم مسارات منطقية وعقلانية للتعامل مع هذا التوقيت.. أم أن الأمر لا يعنيهم بأى حال من الأحوال..
مجموعة من الشباب اتخذوا قرار السفر وخوض تجار الاحتراف فى السنوات القليلة الماضية، واستبشرنا خيرا بذلك، حتى تلقينا الصدمة تلو الأخرى بعودتهم وعدم استكمال مشوارهم لأسباب وعوامل مختلفة، كان العامل المشترك فيها غياب الثقافة والتوجيه السليم، وعدم القدرة على مجاراة تحديات الاحتراف الحقيقى والمجرد من المجاملات .
كم من عنصر واعد ذهب محملا بأحلام استنساخ صلاح جديد للكرة المصرية، فلعب بالبرتغال أو أسبانيا أو ألمانيا، ولم تستغرق تجربته أكثر من 5 أو 6 أشهر فقط، ليعود وقد حصل على لقب العائد من تجربة الاحتراف الفلانية.. سيتحمل هؤلاء مسئولية ما يجرى فى القريب العاجل، وبالتحديد عندما يعتزل صلاح ونصبح « بلا صلاح «.. !!