< المؤكد أن التيار الذى يسيطر على اسرائيل اليوم يسعى لإعادة صياغة الدولة الاسرائيلية وفق مفهومه الدينى على أساس قناعاته بالنبوءات الدينية والشريعة ونصوص التوراة والتلمود وهو تيار يرى نفسه المنفذ لأوامر الله الواردة فى التوراة والتلمود فقط.. ومع تصاعد قوته، تصاعدت أيضا مفاهيم الدولة التوراتية التى سجلها سفر التكوين «15- 18- 21» يحدد الأرض التى أعطيت لجميع أبناء ابراهيم بما فى ذلك اسماعيل وزمران ويقشان ومديان، إلخ، وهو يصف مساحة كبيرة من جدول مصر إلى نهر الفرات وتضم الآن اسرائيل والأراضى الفلسطينية ولبنان وسوريا والسعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان ولبنان والعراق، وحتى معظم تركيا وكذا الأرض الواقعة شرق النيل فى مصر، وقد تراوحت هذه المساحة بالانكماش والتوسع وفق التعريفات التوراتية فى سفر التثنية «24- 11» وسفر التثنية «1- 7» وسفر العدد وسفر حزقيال «47- 13- 20».. ورغم ذلك كله، نرى شمس الأمل تشرق من «مصر- السيسى»، فإن القاهرة لم تدخر جهداً منذ السابع من اكتوبر عام 2023، ولم يغمض لها جفن حتى اليوم.. اتخذت «مصر- السيسى» من الحكمة والعقل سلاحاً تواجه به أعتى المخططات وأقوى الدول وأعنف المؤامرات.. ولن أتوقف كثيراً أمام 500 يوم حرب إبادة كانت «مصر- السيسى» هى الصوت الأعلى والصدر الأقوى والقلب الذى يمتلئ جرأة وإصراراً على تجاوز كل التحديات ووأد كل الفتن وقهر كل الظروف بأعلى درجات ضبط النفس وصفاء الذهن.
ولكن «مصر- السيسى» ومنذ نجاحها منقطع النظير فى إبرام اتفاق وقف إطلاق النار بالشراكة مع الوسطاء فى قطر والولايات المتحدة، فإن مصر لم تهدأ ولم تركن إلى الراحة، وإنما أشعلت الكرة الأرضية ناراً حتى لا يقع التهجير القسرى لأبناء الشعب الفلسطينى وتضيع القضية الفلسطينية فى مهب الريح، ويجد مليونان ونصف المليون فلسطينى فى غزة وضعفهم فى الضفة الغربية أنفسهم أمام نكبة جديدة أشد وأنكى من نكبة 1948، وقامت قيامة مصر ولم تهدأ وسافر وزير الخارجية المصرى تسانده قوة مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وقال كلمة مصر عالية هادرة: «لا للتهجير.. لا لتصفية القضية الفلسطينية.. لا سبيل لنشر السلام فى المنطقة، إلا بحل الدولتين.. لا مساس بالأمن القومى المصرى والعربى».. وكانت كلمة مصر هى العليا.
شمس الأمل تشرق من «مصر- السيسى»، تجسدت فى زيارة الرئيس السيسى إلى اسبانيا، لتعلن رفضها القاطع لنقل السكان الفلسطينيين من غزة ودعمها الجهود المصرية لإعمار غزة دون تهجير أهلها.
تجسدت شمس الأمل فى كلمات رئيس قبرص خريستو دوليدس خلال زيارته لمصر ولقائه بالرئيس السيسى: إن الرئيس السيسى قاد جهوداً دبلوماسية بارزة لوقف إطلاق النار فى غزة واحتواء التصعيد.
تجسدت فى لقاء الرئيس مع رونالد لاودر رئيس الكونجرس اليهودى العالمى، الذى أكد تقديره لجهود الرئيس السيسى وإعادة إعمار غزة وتأييده لحل الدولتين.
مع جوتيريش سكرتير الأمم المتحدة، الذى أكد أهمية الإسراع لبدء عمليات إعمار غزة ورفض إخلاء القطاع، وضرورة حل الدولتين وتضافر الجهود الدولية لإقرار السلام فى المنطقة، مؤكداً دور مصر المحورى.
ومع كل ما أكده الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وفى لقاء الرئيس أيضا مع جورجيا ميلونى رئيسة وزراء إيطاليا، وما أكدته رئيسة وزراء الدنمارك وأنور ابراهيم رئيس الوزراء الماليزى هاتفياً، وفيرونا مورفى رئيسة البرلمان الأيرلندى والبابا فرانسيس بابا الفاتيكان.. جميعهم ساندوا الموقف المصرى الشجاع القوى والحكيم للحفاظ على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطينى.
شمس الأمل تجسدت أيضا فى لقاء الأشقاء بالعاصمة السعودية الرياض فى اجتماعهم «غير الرسمى» بمشاركة قادة مصر والسعودية والامارات وقطر والكويت والأردن وولى عهد البحرين، أملاً فى الخروج من القمة العربية الطارئة التى استقبلتها مصر أمس الأول «4 مارس» بموقف عربى قوى موحد يرفض بتاتاً فكرة التهجير ومخططات تصفية القضية الفلسطينية، يحول المشروع المصرى للإعمار إلى مشروع عربى يناصر القضية الفلسطينية ويقف بكل قوة داعماً للحقوق الشرعية للشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
شمس الأمل فى الحوار الإسلامى الذى تم اختتامه بالبحرين بحضور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، الذى انتهى إلى توحيد الجهود الإسلامية فى دعم القضية الفلسطينية ومواجهة الفقر والتطرف ومقاومة الاحتلال.
شمس الأمل فى إجماع الشعوب العربية من أقصاها لأقصاها نحو تقدير الدور المصرى المحورى لصنع الأمن والاستقرار والسلام فى المنطقة العربية والشرق الأوسط، وعودة الروح للمشاعر العربية القوية تجاه قوة مصر باعتبارها حصن العرب الحصين ضد مخططات الهيمنة والتشرذم وضياع الدولة الوطنية وتصفية القضية الفلسطينية وتهديد الدول والشعوب.
وتبقى كلمة، فإن هذا العالم لا مكان فيه للضعيف أو المتردد، وحان الوقت أن تمسك المنطقة العربية بتلابيب قضاياها وتتحول من ردة الفعل إلى الفعل.. تقف صفاً واحداً ضد كل مخططات الهيمنة والتهميش.. فإن المنطقة العربية ومنذ اتفاقية «سايكس بيكو» عام 1916 ومروراً بوعد «بلفور» 1917 لم تعرف منطقتنا الهدوء ولا السكينة.. وجاءت نكبة 1948 ثم محاولات صناعة شرق أوسط جديد بداية من عام 2003، واليوم مخطط جديد لتصفية القضية الفلسطينية، وغداً يتجدد المخطط بثوب جديد.. فإنه حتى لو تراجعت أمريكا، فإن اسرائيل لن تتخلى عن قوة الدفع التى اكتسبتها بمجرد إعلان الخطة الأمريكية، وها هى تقتلع ما يزيد على 40 ألف فلسطينى من أراضيهم ومنازلهم بالضفة الغربية فى أكبر موجة نزوح منذ 1967، وهى منذ أعلنت فى 21 يناير الماضى عملية الجدار الحديدى وهى تدمر المخيمات فى الضفة، وتقصف مدنها وهى لليوم قد تركت أكثر من 30 شهيداً بالضفة وعشرات المصابين واستولت على منازل الفلسطينيين وهو ما سجلته «تايمز أوف اسرائيل».
وختاماً، أرجو ألا تسكرنا وعود التراجع أو تلهينا كلمات الثناء وأهازيج الفخار.. فالخطر جاثم على حدودنا.. وألاعيب الشيطان لا تنفد ولا تنتهى.. وسلاحنا اليقظة ثم اليقظة ثم اليقظة.. وخلى السلاح صاحى.