كانت الوصية منذ فجر الإسلام بدعم كل طفل ولد أو عاش محروماً من حنان وعطف أبويه أحدهما أو كليهما وأن يقدم المجتمع كل الدعم والمساندة لهؤلاء المحرومين من أجل التخفيف عنهم وإدخال الفرحة والبهجة على قلوبهم مع مراعاة شعورهم واحتوائهم فى كل وقت وكل مكان وعدم قهرهم وإذلالهم أو إهانتهم وهذا واجب علينا جميعاً لم يقتصر فقط على المؤسسات الخيرية ودور الأيتام ولم يقف الاهتمام والإحسان عند أول يوم جمعة من شهر أبريل ولكن يفضل ان يستمر ودهم واحتضانهم طوال العام لأن كل طفل يستحق ان يحيا حياة أفضل سواء شاء القدر أن يولد بوالديه أو أن يكون يتيما .
فالإسلام أعطى اليتيم مكانة ومنزلة خاصة وجاء القرآن الكريم بآيات عديدة تحث على الاهتمام بهم ورعاية شئونهم فى قول الله تعالى «فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ» (الآية9 سورة الضحي)، وقوله تعالى «وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ علِيماً» (127 النساء)، وفى قوله «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً» (8 الإنسان) وأوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم فى أحاديثه باليتامى والمساكين قائلاً «أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة».. ونجد أشكالاً كثيرة من الدعم لمساندة هؤلاء الأطفال بكافة الطرق الممكنة منها المادى والنفسى والمعنوى من خلال قضاء وقت ممتع معهم او اصطحابهم فى أماكن يحبونها أو السؤال عنهم بأستمرار وحثهم على النجاح فى الحياة ..وهناك نماذج من العلماء والمفكرين والمطربين ولدوا بدون أب أو أم لكنهم باتوا شخصيات تاريخية وبطولية لها تقديرها واحترامها على مر العصور ومن بين هؤلاء الشاعر «حافظ ابراهيم» والرسام العالمى «دافنشى» والفنان اسماعيل يس والقائد سيمون بوليفار والمطرب «عبدالحليم حافظ» وغيرهم كثيرون واجهوا التحديات وتخطوا الحزن والألم ليثبتوا أنفسهم .
لهم كل الحق فى تذكرهم والوقوف بجانبهم ليس فقط يوماً فى السنة وتسميته بـ»يوم اليتيم» لذكراهم والوقوف بجانبهم فى هذا اليوم ولكنهم يستحقون أكثر من 24 ساعة لأن كل وقت معهم نعينهم عن الأنكساروالأحتياج والاكتئاب وهذا أقل واجب نقدمه لهم لكى نحظى بشرف وجودنا فى حياتهم ومحاولتنا فى ملء فراغ «الأب أو الأم» الذى لا يمتلئ بسهولة .