في عالم مليء بالصراعات والأطماع، ومنطقة متوترة ومضطربة، وتغيرات يومية في المشهد الإقليمي والدولى لها انعكاساتها المباشرة على الجميع، تبقى القوة هي الحامية لأى وطن، الضعيف لم يعد له مكان ولا حق في هذا العصر الذى لا يعرف إلا لغة الأقوياء، مصر فهمت المعادلة مبكرًا وأدركت أنه لن يحمى أمنها ويفرض هيبتها ومصالحها إلا إمتلاك القوة القادرة على الردع، ويخشاها الجميع، قوة شاملة تحيطها وتؤمنها قوة عسكرية يمثلها جيشها الوطنى ولا تعتمد فيها على مساندة أحد أو الاحتماء بآخر، فلا يحمى الوطن إلا أبناؤه ولا يدافع عنه إلا جيشه، وجيش مصر منذ آلاف السنين سخره الله لخدمة وحماية الوطن.
وخلال السنوات العشر الأخيرة كانت رؤية القيادة السياسية.
إن تطوير قدرات هذا الجيش ورفع كفاءته القتالية ودعم جاهزيته ركن أساسي لا غنى عنه في بناء الدولة، فلا معنى أن تبنى اعظم المشروعات وتقيم أكبر الإنجازات فى كافة المجالات، ولا تجد من يحميها من الأطماع، من لا يحمى أرضه ومنجزاته مستباح، رؤية الرئيس في امتلاك القوة تم تنفيذها بعقلانية وإرادة وسط حالة من التربص بمصر وقيادتها وعمليات التشويه المتعمدة ضد جيشها بدعاوى واهية، ونظرة قاصرة.
طوال السنوات الماضية سمعنا كثيرًا من يتحدثون عن الإسراف في الإنفاق على تطوير الجيش ودعمه بأحدث الأسلحة، ومن يروجون أكاذيب وينسجون قصصًا من الخيال الفاشل عن عدم أهمية إعادة بناء القوات المسلحة وبناء القواعد العسكرية، لكن الرئيس السيسى لم يلتفت لكل هذه الترهات المشبوهة، كانت له رؤيته الأبعد ونظرته الأشمل، قرأ المستقبل بعين الخبير ووقف على الخطر قبل أن يراه كثيرون، وتلك سمات الدول الكبيرة فكرًا وحضارة ومؤسسات، وصفة القادة الذين يمتلكون القدرة على التغيير.. لا تنظر تحت أقدامها ولا تستسلم للاستنزاف المتعمد في معارك جانبية مصطنعة، لأنها ستغرق، وإنما تفكر في القادم وترسم لنفسها المستقبل حسب ما يحقق المصلحة العليا وتستعد لكل السيناريوهات، وتاخذ بزمام المبادرة.
وهذا ما فعلته مصر وثبت أنه الطريق الأفضل، اليوم في ظل ما تشهده المنطقة من تقلبات وما تعانيه من مخاطر، الكل يبحث عن جيش يحميه لكن مصر جيشها حاضر وجاهز وقادر، الكل قلق من الأطماع في ظل وضع لم يعد للحدود فيه احترام، بينما مصر تقف على آخر شبر من أرضها ثابتة وتضع خطوطها الحمراء كما تشاء، دون أن يجرؤ أحد على تجاوزها وكلمة السر في كل هذا جيش وطني تم تمكينه من إمتلاك كل عوامل القوة، مع هذا الجيش نستطيع أن نقول أن حدودنا آمنة ونحن مطمئنون.
إن نبنى ما نريد ونحن واثقون من حمايته، لأن مصر الآن تمتلك القدرة على حماية أمنها القومى وأرضها ومصالحها، ليس كلامًا في الفراغ، وإنما نتيجة تجربة، إسرائيل ومن يدعمونها والمتربصون بمصر حاولوا اختبار قوة وقدرة الجيش المصرى وايقنوا عمليًا أنه أقوى وأخطر مما يعتقدون، جيش لا يتحدث كثيرًا لكنه رادع وجاهز لأى مهمة دفاعًا عن الوطن، لا يشغله شيء سوى التدريب ليل نهار ليكون مستعدًا لأى مهمة في سبيل مصر وشعبها.. ليس له أطماع وعقيدته ليس فيها إعتداء على أحد لان مهمته الحدود والأرض وأن تظل آمنة.
هذا الجيش له تاريخ يشهد له بالكفاءة والقدرة على هزيمة المستحيل، نصر أكتوبر لن ينساه كل أعداء مصر، لكنه أيضا له حاضر يؤكد أنه على العهد والكل يحترمه ويعمل له ألف حساب والتدريبات المستمرة كافية ليرى الجميع معنى الجيش القادر، وخلال الفترة الماضية كانت هناك مجموعة من المناورات والأنشطة التدريبية التي تجسد قدرة الجيش المصرى.. كان أحدث هذه الأنشطة أول أمس تدريب قادر 2024 في مسرح عمليات البحر المتوسط وأمس الأربعاء المرحلة الرئيسية لمشروع مراكز القيادة التعبوى للمنطقة المركزية، تدريبات وأنشطة تحمل رسالة متجددة من جيش مصر لكل الشعب المصرى أن يطمئن على أرضه وحدوده، فهما في أمان، ومن يفكر في الاقتراب منهما سيندم كثيرا، ليس فقط لما يمتلكه الجيش من قدرات تسليحية وكفاءته القتالية، وإنما للعقيدة الراسخة داخل كل مقاتل مصرى أنه فداء لهذا الوطن وأن الشهادة في سبيل بلده واستقرارها شرف لا يناله إلا المخلصون.
جيش مصر ليس ملكًا لأحد غير الشعب، وليس له هدف إلا الدفاع عن الأرض والعرض، وهذا هو أحد أهم مصادر الفخر به والثقة فيه والرهان عليه بعون الله في حماية هذا الوطن، والويل نارًا لمن تخطى الحدود مع مصر.