فى ظل التقارب الكبير لاستطلاعات الرأى حول الانتخابات الرئاسية الأمريكية التى يتنافس فيها المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، والمرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، لا يمكن حتى الآن توقع من سيصل إلى البيت الأبيض وستظل الكلمة النهائية لصندوق الاقتراع.
ومع هذا التنافس الشديد فى الانتخابات، تلعب المفاجآت دور البطولة فى هذا المشهد الانتخابى المعقد، خاصة أن حسابات المجمع الانتخابى التى تملك الكلمة النهائية، قد تختلف عن حسابات التصويت الشعبي، وهذا حدث فى انتخابات 2016، حين حصلت هيلارى كلينتون على أغلبية أصوات الناخبين، وخسرت المجمع الانتخابي، فصعد دونالد ترمب إلى السلطة.
يتكون المجمع الانتخابى من 538 صوتاً، موزعة على الولايات الأمريكية، وتلعب المتأرجحة منها دوراً كبيراً فى تحديد الفائز فى الانتخابات، بشكل عام وخاصة الحالية التى ستعقد هذا الأسبوع، حيث أن نسب تأييد حزب ترامب الجمهورى وحزب هاريس الديمقراطى تتقارب بين المتأرجحين فى هذه الولايات بشكل كبير.
وتمتلك هذه الولايات 93 صوتاً بالمجمع الانتخابى وهى سبع ولايات من أصل 50 وتشمل ميشيجان، وبنسلفانيا، وويسكونسن، نيفادا، وأريزونا، جورجيا، ونورث كارولاينا.
وتعد بنسلفانيا من أكثر الولايات المتأرجحة من حيث الأهمية فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث من الصعب تصور فوز أياً من المرشحين من غير الفوز فى هذه الولاية الحاسمة.
ففى عام 2016، فاز ترامب فى الانتخابات الرئاسية بعد حصده أصوات بنسلفانيا بفارق 1 ٪ على المرشحة الديمقراطية آنذاك، هيلارى كلينتون، لكنه عاد بعد أربع سنوات وخسرها ومعها الانتخابات الرئاسية كلها، عندما ذهب فارق التصويت بنسبة 1 ٪ من مجموع أصوات الناخبين بالولاية لصالح بايدن.
ويوجد فى بنسلفانيا أمريكيون من أعراق ومجموعات مختلفة ومتنوعة، لكن أبرزهم التجمع اليهودي.
وثلما قضية حرب غزة والوضع فى الشرق الأوسط تمثل الأولوية الأكبر عند الناخبين العرب فهى تعد أيضا قضية أساسية عند اليهود المعنيين بشكل كبير بأمن إسرائيل والدعم الأميركى لها.
يرى عدد لا بأس به من يهود بنسلفانيا أن ترامب الأقوى فى دعم إسرائيل والضغط على إيران التى ينظرون إليها بأنها المزعزعة لاستقرار المنطقة.
كما أن المرشح الجمهورى استطاع أن يجذب عدد كبير من الناخبين من خلال خططه فى معالجة القضايا الأمريكية الداخلية وأبرزها الاقتصاد والهجرة.
أما بالنسبة لهاريس، ترى الجالية اليهودية أنها تأرجحت فى خطابها للجمهور فيما يتعلق بالعلاقات مع إسرائيل، حيث حاولت أن تكسب فى نفس الوقت المؤيدين والمعارضين لتل أبيب، مما أعطى شعوراً سلبياً لديهم نحوها.
وعلى الرغم من أن المؤشرات يمكن أن تذهب لصالح ترامب إلا أنه لا يمكن التكهن بمن سيفوز فى هذه الولاية، حيث أنها من الممكن أن تشهد موجة زرقاء (ديمقراطية) او حمراء (جمهورية) او كلتيهما خلال اوقات مختلفة من مساء الانتخابات.
ففى عام 2020 تقدم جو بايدن بعد ما عدت اصوات الاقتراع المبكر ثم احرز دونالد ترامب تقدما كبيرا مع عد اصوات المقترعين فى يوم الانتخابات، لكن بايدن عاد ليتصدر السباق بهامش صغير بعد فرز مزيد من اوراق الاقتراع المبكر.
وينصب التركيز ليلة الانتخابات، على الولايات السبع المتأرجحة التى ستحسم الفوز لهاريس أوترامب فى المجمع الانتخابي، فضلاً عن الأصوات المحسومة لكلاً منهما، حيث أن هناك ولايات معروفة بانتمائها الديمقراطى و أخرى بتأييدها الجمهوري.
وللفوز فى الانتخابات، لا يحتاج المرشح الرئاسى إلى حصد كل أصوات الولايات المتأرجحة لتحقيق الـ270 صوتاً اللازمة للصعود إلى البيت الأبيض.
وبحسب متتبع التصويت المبكر التابع لجامعة فلوريدا، أدلى أكثر من 50 مليون أميركى بأصواتهم فى الانتخابات الرئاسية، وسط تكثيف هاريس وترامب لحملاتهما الانتخابية فى الأيام الأخيرة.
وتشير البيانات إلى أن نحو 39 ٪ من الناخبين المسجلين الذين صوتوا مبكرًا، هم من الديمقراطيين، بينما شكل الجمهوريون حوالى 36 ٪.
ففى مدينة لاس فيجاس بولاية نيفادا (المتأرجحة)، أشارت الأرقام الأولية خلافا لتوقعات استطلاعات الرأى التى تمت مؤخراً، حيث يتقدم ترامب، بنحو 37 ألف صوت على الديمقراطيين، وهو شيء لم يحدث فى الانتخابات السابقة، وفقاً لما ذكرته قناة الحرة.
ويتنافس الحزبان فى نيفادا حاد على أصوت الأميركيين من أصول لاتينية والذين يعتبرون أبرز كتلة انتخابية والتى تقدر نسبتهم من سكان نيفادا بنحو 30 ٪.