> من أهم الأشياء التى يجب على الإنسان الحفاظ عليها هى الوقت حيث يساعد على تنظيم كفاءة العمل وانجازه فى وقت واحد كما يزيد من فرص التقدم ويمنح الفرد كثير من تحقيق الأهداف على كل المستويات سواء الشخصية أو العملية معاً.
> لقد عرف المصرى القديم تحديد الوقت منذ 3500 سنة ومنذ ذلك الوقت وهو حريص على الانجاز فى الحياة العملية ومن هنا عرفوا مواقيت زراعة المحاصيل والتى حققوا فيها أعلى إنتاجية وزرعوا أجود ما يمكن زراعته من المحاصيل والبساتين.. ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل امتدت انجازاتهم إلى غير ذلك بكثير.. فمن معرفتهم للوقت استخدموا الوقت فى البناء وتخليد ذكراهم فهم أول من عرفوا كيف تتعامد الشمس على قدس الأقداس مرتين فى العام وهذه الفكرة لم تكن من فراغ بل قام باكتشافها مهندسون أفذاذ وكذلك تعامد الشمس على معبد أبوسمبل بأسوان والذى يعد ظاهرة فريدة والتى تحدث فى 21 أكتوبر و21 فبراير وبعد نقل المعبد على تل ارتفاعه 66م تأخر حدوث الظاهرة 24 ساعة لتصبح 22 أكتوبر و22 فبراير فى كل عام ولمدة 20 دقيقة.
> عرف المسلمون الوقت وبدقة متناهية وذلك لمعرفة وقت الفرائض التى فرضها الله تكليفاً على عبادة المؤمنين قال تعالى: «يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج» ومن هنا أصبح للوقت أهمية قصوى لأداء الفرائض من الصلاة والصيام والحج.
> لم يقتصر الإسلام على الوقت وأهميته على الفرائض التكليفية فحسب بل امتدت أهميته إلى العمل من أجل نمو الاقتصاديات ورقى الحياة المعيشية لبنى الإنسان قال صلى الله عليه وسلم «بارك الله لأمتى فى بكورها» ولقد عمل بهذا الحديث الكثير من الآباء والأجداد حيث كان الفلاح المصرى يعمل فى الأرض قبل شروق الشمس وحتى غروبها عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك حلت بركة المحاصيل الزراعية والبستانية، وعلى هذا المنوال كان النجار والحداد والحلاق والبقال وكانت الورش والمصانع الصغيرة تهتم بالوقت وتحافظ عليه.
> الوقت من أكثر الأشياء هدراً فى بعض الدول الإسلامية رغم أن الوقت قيمة كبيرة جداً قد لا يعلمها كثير من الناس لكن هذه القيمة من أقل القيم استثماراً وأكثرهم هدراً للوقت مورد نادر لا يمكن استرجاعه لأنه جزء من عمر الإنسان لأن من أهم الأشياء الوقت ثم الإنسان بعد ذلك ومن هنا يجب اغتنام الوقت قبل انتهاء عمر الإنسان.
> تقاس حضارة الدول وتقدمها باحترامها للوقت واغتنامه والحرص عليه وعدم التفريط فيه حيث استطاعت هذه الدول احترام المواعيد فى الذهاب إلى العمل والانصراف منه بتوقيتات معينة دون إهدار ولو لدقيقة واحدة.
من أجمل ما رأيته فى ألمانيا احترام الشعب الألمانى للوقت فى الخامسة صباحاً وفى الثامنة مساءً كل المواطنين فى بيوتهم خلاف ذلك المواصلات العامة من قطارات وأتوبيسات فى مواعيدها لا تتأخر ولو لدقيقة واحدة لذلك اقتصادهم متقدم والناس تعيش حياة كريمة بسبب النظام فى النوم واليقظة والعمل والإنتاج والراحة والفسح والرفاهية لم تكن حياتهم عشوائية محال تفتح الواحدة ظهراً وتغلق بعد منتصف الليل كل هذا ممنوع وذلك لديهم ترشيد فى الطاقة والمياه وكل شىء يتم استخدامه فى الحياة اليومية.
> لدينا موارد كافية وبيئة مناسبة وأيدى عاملة مدربة وإرادة سياسية وأشياء أخرى غيرها لكن ينقصنا كيفية استخدام الوقت استخداماً مناسباً وبنية صادقة مع الله.
> أمنياتنا الصدق فى الميعاد وفى مواعيد العمل.. نتمنى أن تكون مواعيد قطاراتنا وطائرتنا وأتوبيساتنا ومصانعنا وشركاتنا ومحالنا وورشنا.. حتى مواعيد مسئولينا أن تكون بالدقيقة والثانية حتى يرتقى اقتصادنا ونكون مثل أجدادنا.