خلود الأمم وتقدمها.. وشموخها رهن عطاء وتضحيات أبنائها.. فالتضحيات والبطولات، والاصطفاف والوعى، أهم مقومات الحضارة والقوة والقدرة، و الأمجاد، وليس هناك أغلى من أن يقدم الإنسان روحه ودمه فداء لوطنه، وهى أعظم قوة ردع تخيف وترعب وترهب كل من تسول له نفسه المساس بالوطن ومقدراته، ومصر صنعت أمجادها وانتصاراتها بفضل شجاعة وعظمة جيشها، واستعداد أبطاله للفداء والتضحية، فهو الجيش الذى يقاتل بعقيدة النصر أو الشهادة وشعب لديه استعداد دائم للتضحية والتحدى والإرادة، والمصريون يتحولون إلى مقاتلين عندما يدركون أن الوطن فى خطر من هنا فإن تضحيات الشهداء الأبرار هى الطاقة الدافعة والضامنة لخلود الأمة المصرية.
الأمة المصرية العظيمة، سطرت أمجادها وانتصاراتها وبطولاتها من فيض شجاعة أبنائها، واستعدادهم للفداء والتضحية، ولولا هذه التضحيات ما أصبحت مصر أمة عظيمة خالدة، تعرف أنها مقبرة الغزاة.
وعلى مدار سنوات، قاد الرئيس عبدالفتاح السيسى هذا الوطن العظيم لسحق والقضاء على الإرهاب الأسود، المدفوع والممول من قوى الشر وكان جزءاً أو حلقة من المؤامرة والمخطط الذى مازالوا يحاولون تنفيذه، واستهدف إسقاط الدولة المصرية بنشر الفوضى، وتركيع الدولة، وتفكيك مؤسساتها، لكن مصر عصية، لا تنكسر أبداً ليس من فراغ ولكن هناك من يصنعون الفارق ببطولاتهم وتضحياتهم وشجاعتهم، ومصر لديها جيش وطنى عظيم وشرطة وطنية خاضا معاً معركة المصير، والحرب على الإرهاب، وقدما تضحيات عظيمة، وبذلا الأرواح والدماء فى ملحمة وطنية مصرية، لذلك انتصرت مصر فى معركتها ضد الإرهاب الذى حاول إسقاط الدولة الوطنية، لذلك فإن شهداء مصر الأبرار من أبطال قواتنا المسلحة الباسلة وشرطتنا الوطنية استحقوا الخلود، لما قدموه لوطنهم، ولولا هذه التضحيات ما كانت مصر لتنعم بالأمن والأمان والاستقرار، ليس هذا فحسب فهى من أعلى دول العالم فى مؤشرات الأمان، يقصدها الباحثون عن الأمن والأمان والاطمئنان من الفارين من ويلات الفوضى و الفتن والإرهاب.
أعظم ما قدمه لنا شهداؤنا «الأبرار» الحياة والخلود و الكرامة، وأن تظل راية الوطن عالية خفاقة والوطن يحتفظ بكامل أراضيه، وشعب على قلب رجل واحد، وأن نواصل طريق البناء والتنمية، ولك أن تتخيل لولا تضحيات وبطولات الشهداء الأبرار، والمصابين الأبطال الذين شاركوا فى ملحمة القضاء على الإرهاب وإجهاض المؤامرة وتطهير البلاد وإنقاذ العباد، ماذا كان وضع مصر الآن، هل كانت لتستطيع أن تبنى وتعمر أو تحقق هذه المعجزة التنموية لذلك أقول إن أرواح الشهداء ودماء المصابين فى معركة الوطن ضد الإرهاب حققت لنا الحياة، وقدمت لنا أغلى ما يمكــن أن تملكه الأوطان وقمة الأمن والأمان والاستقرار، والحقيقـة أن إرادة ورؤيــة الرئيس عبدالفتاح السيسى، ارتكزت على خوض مصر معركتى البقاء والبناء معاً فى توقيت واحد، فلم يكن لدى مصر وقت أو رفاهية التأخير سواء لما حدث من تراجع ومعاناة وأزمات فى العقود الماضية أو التحديات القادمة التى توقعها واستشرفها الرئيس السيسى، وهى ما نراه الآن من تحديات وتهديدات وضغوط واضطرابات وصراعات فى المنطقة ومخططات خبيثة تستهدف مصر، انطلق فى معركة القضاء على الإرهاب ونجح باقتدار بفضل الله ثم الجيش المصرى العظيم، وعقيدة أبطاله فى الفداء والتضحية وبشجاعة، ومعهم رجال الشرطة وقدما ملحمة مصرية فى الوطنية، والشجاعة.. ثم خاض معركة البناء فى معجزة حقيقية فاقت كل التوقعات تستطيع أن تراها وهى واقع نعيشه، غيرت ملامح مصر بالكامل، فى بناء لدولة حديثة تمتلك مقومات التقدم، ولديها من الفرص الكثير، لكن السؤال المهم، هل كان يمكن تحقيق ذلك لولا تضحيات الشهداء، لقد ضحوا من أجلنا، من أجل كرامة مصر وأن تعيش حرة عزيزة، تبنى وتعمر وتمتلك القوة والقدرة.
الرئيس السيسى رسخ مبادئ وقيماً نبيلة تعد دستوراً أخلاقياً فى تكريم كل من ضحى وقدم لهذا الوطن، فما بالنا من افتداه بروحه، وترك أسرته، وما أكثر الشهداء الأبرار الذين تركوا أبناء صغاراً، وزوجة وأماً قدمت فلذة كبدها من أجل الحفاظ على مصر لذلك لم يسبق الرئيس السيسى أى رئيس مصرى سابق فى تقدير الوفاء والعطاء وتضحيات الشهداء فلم ولن ينساهم أبداً، حريص على دعم ورعاية أسرهم وأبنائهم، ودائم السؤال عنهم، لا يفوت مناسبة، إلا وتحدث عن عظمة تضحياتهم والتأكيد على أنه لولا هذه التضحيات، ما حققت مصر كل هذه المعجزات، وما بنت قوتها وقدرتها ولن أتحدث عن الوفاء الرئاسى لتضحيات الشهداء فى توفير سبل العيش الكريم لهم، وتأسيس صندوق للشهداء، والتقدير العظيم لعطاء هؤلاء الأبطال، أو تخليد أسماءهم بإطلاقها على قلاع وميادين وشوارع، لتظل محفورة فى ذاكرة الوطن والمواطن، ولكن ونحن نعيش نفحات وأفراح عيد الفطر المبارك أعاده الله على مصر بالخير والأمن وعلى الأمة العربية والإسلامية، لابد أن أذكر قبل الفجر التقليد الرئاسى الذى أرساه الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو قضاء الساعات الأولى من عيد الفطر المبارك مع أبناء وأسر الشهداء الأبرار، هو أول شىء يفكر فيه خلال أول أيام العيد، يصلون العيد مع الرئيس فى مشاعر وحفاوة ودفء، فى شعور نبيل من الرئيس السيسى لتعويضهم لحظات فراق الأب ينتقل الرئيس إلى برنامج متكامل يكون فيه مع أبناء الشهداء، وعلى مدار سنوات تشرفت بحضور مراسم هذا التقليد، فمصر جميعاً جاءت لتشارك أبناء أبطالنا الشهداء يتقدمهم الرئيس والقائد العظيم ورأيت السعادة والفرحة ترتسم على وجه الرئيس وهو يبادلهم الفرحة، لم يفكر الرئيس فى أول ساعات العيد فى الذهاب إلى بيته وأسرته وعائلته الكريمة، ولكنه منح هذا الوقت لأبناء الشهداء وأسرهم، الذى يعكس وفاء وعرفان وطنى بقيمة وفضل ما قدمه الشهداء الأبرار من تضحيات، لذلك لابد أن نربط بين تضحيات الشهداء الأبرار، وما تعيشه مصر الآن من خير وتنمية وقدرة عظيمة على الصمود والوقوف والتصدى بشموخ وثقة وثبات فى وجه التحديات والتهديدات والمخططات فمصر التى ترفض بقوة وبشكل قاطع مخططات التهجير أو المساس بأمنها القومى هذه المواقف لم تأت من فراغ، بل محصلة تراكم بناء القوة والردع والقدرة الشاملة والذى تحقق بفضل الأمن والأمان والاستقرار الذى رسخته تضحيات ودماء الشهداء وبطولات الجيش المصرى العظيم، لذلك لولاهم، ما تحقق لمصر ما أنجزته وما تعيشه الآن ومن هنا التحية واجبة لقائد عظيم يرسخ القيم والمبادئ والوفاء لكل من ضحى وأعطى هذا الوطن.
متحف الشهيد
إذا جاز لى أن اقترح، فربما تكون إقامة متحف لشهداء مصر الأبرار، يمكن أن يلحق فى «مقر البانوراما» وهو عبارة عن متعلقات كل شهيد، وسيرته الذاتية، وأفلام مصورة عن الشهداء تحكى قصصهم وبطولاتهم وشجاعتهم ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعى، من خلال أن يحكى اسم الشهيد قصته، وحكايات من دفتر بطولات إلى جانب أبرز متعلقاته وهى موجودة لدى أسرهم وسيكون هذا الاقتراح محل تطوير وإضافة أو سوف يسعد أبناء وأسر وعائلات الشهداء، وتنظم لهم زيارات جامعية ومدرسية وشبابية وأسرية.