كلما تحدث الرئيس عن قضية الوعي والعقل الجمعي للأمة وثقافات المجتمع كما ينبغي ان تكون، وإلى عوامل التعرية المجتمعية وما استجد من سوءات على وادينا الطيب، أشعر برغبة حقيقية في البكاء على ما فرطنا في جنب الله والوطن دون قصد حتى أصيبت الأمة بحالة نزيف حاد من ثقوب الذاكرة الوطنية نتج بسبب الافراط في الهوى والتفريط في الهوية، الرئيس المهموم بأمور الحكم والدولة والمعذب بالمعرفة والمتسلح بالإيمان والثقة بالله لا يترك مناسبة دون الحديث عن الوعي والفهم، وجاء حديث الرئيس مؤخرا عن الأعمال الدرامية وما ينبغي ان تكون عليه جزءا من معركة عودة الوعي التي يخوضها الرئيس بضراوة، الرئيس ينظر إلى الصورة من كافة زواياها، فهو يشير إلى القمر والحمقى ينظرون إلى اصبعه.
>>>
والدراما والفن عموما من أهم الادوات التوعوية التي يجب ان ننتبه اليها لأنها شديدة التأثير على حالة الوعي الجمعي سلبا او ايجابا، الرئيس يعلم ان مشهدا دراميا واحدا له مفعول السحر على عقول ووجدان الجماهير، من هنا استشعر الرئيس الخطر جراء انتاج أعمال درامية تعكس صورة سلبية عن المجتمع المصري مما يفقد الناس الأمل في غد افضل، الرئيس يدعو كل المصريين التى نوبة صحيان عاجلة في مواجهة حروب الجيل الرابع التي تتخذ من عقول البشر ملعبا وأدواتها هي الإعلام والدراما والفن عموما ، الرئيس الذي يدير ملفات الامن القومي وعلاقات مصر الخارجية والملفات الاقتصادية والقضايا الإقليمية لم يفته ان يوجه الجميع إلى مخاطر مرتبطة بالعقل والروح والوجدان تحملها دراما رديئة بعضها قبيح يسوِّق للقبح ويجعل الكبائر امراً مستساغا ومقبولا في مجتمع له خصوصياته، فمن يفعل هذا إلا الرئيس ؟ فى يقينى ومعتقدى وأشهد الله على ذلك أن الرئيس السيسى لقطة مضيئة فى سجلات تاريخ مصر الممتد عبر آلاف السنين، فالرجل أراه ويراه المنصفون من المؤرخين «حالة مصرية فريدة».
>>>
الرجل «فكرة إصلاحية متكاملة «. كنت أقرأ وأردد منذ سنى الصبا عبارات مقولبة ونمطية عن السياسة والسياسيين، كنت أظن أن السياسة لعبة والساسة لاعبون، وكنت أردد مقولة «لعن الله السياسة وكل ما اشتُق منها بمكان.. ساس ويسوس وسائس ومسوس». قرأت فى كتب التاريخ وكتبت بعضاً من سطورها فوجدت قادة عظاماً اقف امام سيرتهم في خشوع، بيد أن اسم الرئيس «عبدالفتاح السيسى» سيكون له مكان ومكانة فى دفتر التاريخ، الصدق والإخلاص والشفافية والوعى والورع والقوة صفات ميزت وتميز الرجل، بيد أنه حالة أكثر منه رئيس دولة.
أنا على يقين من أن الرئيس فى غنى تام وحقيقى وصادق عن المناصب بشكل عام.
>>>
فالرجل الذى دفعته الظروف والتحديات إلى التصدى لأهل الشر منحازاً إلى إرادة الأمة واضعاً روحه على كفه فى مشهد لن ينساه التاريخ، هو نفس الرجل الذى دفعته صيحات وصرخات الجماهير إلى تلبية النداء -نداء الواجب- على غير رغبة منه ليتحمل المسئولية فى أصعب وأحلك وأعقد الفترات فى تاريخ مصر، هو نفس الرجل الذى توكل على الله وخاض أشرف وأنبل وأصدق المعارك.. معركة تطهير الأرض من جحافل وفلول أهل الشر بطول مصر وعرضها.. معركة بناء الدولة المصرية من بنيتها الأساسية وقواعدها المعمارية وصولاً إلى مرحلة بناء الإنسان المصرى وصوغ أحلامه من جديد.
>>>
وبين المعركتين خاض الرجل -وما زال- سلسلة من المعارك ضد الإهمال والكسل والفساد وغياب الوعى والارتباك المجتمعى والتردى الثقافى والتشظى الأسرى وغيرها وغيرها، مما سيفرد له التاريخ صفحات وصفحات. لقد خاض الرئيس معاركه جميعها مؤمناً بما يفعل ومتسلحاً بالصدق والشفافية والصراحة والفهم والوعى والإخلاص، فكانت النتائج جميعها توفيقاً ونجاحاً وتفرداً أثار انتباه العالم. الرئيس يخوض ويقود مشروع الصعود المصرى فى كافة المجالات، والذي يشهد له القاصى والدانى.