>> تشابكت أيادى ملايين المصريين فى كل الميادين.. من القاهرة إلى أسوان.. ومن الإسكندرية إلى بورسعيد والعريش.. خرجوا فى 30 يونيو يحمل كل منهم روحه على كفه ليقدمها راضياً فى سبيل استعادة الوطن.. علموا أن وراءهم جيشاً يحميهم فتأكدوا أن مطالبهم ستتحقق.. واكتملت الفرحة يوم 3 يوليو 2013 ببداية عهد جديد يتم فيه تصحيح المسار وإعادة بناء الجمهورية الجديدة!!
«كلمة السر» التى دفعت الملايين للخروج فى 30 يونيو هى «انقاذ الوطن» من حالة الاستقطاب والاختلاف والعداء حتى كاد الوضع يصل إلى الدخول فى حرب أهلية.. فكان لابد من تجميع الشعب وبث الأمل فى النفوس والوقوف صفا واحدا فى مواجهة التحديات الداخلية والخارجية والمناداة بالمساواة والعدالة والعمل على البناء والتنمية لضمان الحياة الكريمة التى يستحقها المصريون فى دولتهم التى كانت على وشك الضياع.. لولا إيمانهم بأن الوطن يتسع للجميع!!
كان كل مواطن خرج إلى الميادين يحلم بغد أفضل ويرسم ملامح الوطن الذى يتمنى أن يعيش فيه.. وكانت كل الأحلام تتجمع لتنسج خارطة طريق للمستقبل تنهى المعاناة وتخفف عنهم ما واجهوه من مشقة وصعاب طوال سنوات حتى قامت ثورة 25 يناير التى اختطفت و»تاهت» لتعود فى 30 يونيو!!
تزداد التحديات الداخلية والخارجية كل يوم.. ورغم ما تحقق من إنجازات خلال 11 عاماً على مختلف الأصعدة.. إلا أن الطريق مازال طويلا لتحقيق كل الأحلام.. فأمامنا الكثير للننجزه فى المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية.. وعلينا أن نعمل بأقصى جهدنا.. فالشهداء الذين سقطوا فى سبيل الوطن فى كل الثورات وعبر العصور وضحوا بأرواحهم.. لابد ان نرد لهم الجميل وأن نبذل أقصى جهدنا فى العمل والبناء والتنمية فى كل المواقع لنضع مصر فى المكانة التى تستحقها.
الشعب الذى خرج بالملايين فى كل الميادين يوم 30 يونيو ليصحح المسار ويستعيد دولته.. والجيش الذى لن يخذل شعبه.. والقائد الذى لبى نداء الجماهير.. هؤلاء لن يسمحوا بضياع تضحيات الشهداء هباء.. وعلينا أن نعلم ان مشوار تحقيق الأحلام لن يكون سهلاً.. وطريق بناء الأوطان ليس مفروشاً بالورود ولكنه مليء بالأشواك!!
.. وأخيراً.. ونحن نحتفل بذكرى 30 يونيو ينتظر الشعب من حكومة الدكتور مصطفى مدبولى الجديدة أن تحقق أهداف الثورة وتضمن حياة كريمة للمصريين حيث سيكون أمامها تحديات وملفات صعبة لابد أن تتصدى لها ابتداء من ضبط الأسواق وخفض الأسعار إلى توفير العلاج وتحسين القطاع الصحى وتطوير التعليم وزيادة حزم الحماية الاجتماعية.. والأهم استعادة الشخصية المصرية.. وكل ذلك يحتاج إلى مشاركة الجماهير واستمرار الحوار الوطني.. لأن التنمية تحتاج إلى تكاتف الجميع وبذل الجهد والعرق والعمل بإخلاص وإلى تشابك الأيدى كما كان المصريون فى كل الميادين يوم 30 يونيو عندما اكتشفوا ان كلمة السر فى انقاذ الدولة هى ان «الوطن يتسع للجميع»!!
ضيوف الرحمن .. بين الجهل بالمناسك و«تجار الحج» !!
>> كل عام فى موسم الحج تشاء إرادة الله أن يتوفى عدد من الحجاج أثناء تأدية المناسك.. وهو أمر معتاد سواء أكان موتا طبيعيا لكبر السن أو نتيجة حوادث مرور واختناقات نتيجة التزاحم والتدافع.. ولكن هذا العام تضاعفت أعداد الوفيات لشدة حرارة الجو التى تخطت يوم عرفة 60 درجة فأصيب البعض بضربات شمس وباجهاد حرارى خاصة من ذهبوا بصورة غير نظامية ولم يكن لهم أماكن أو مخيمات تقيهم الشمس ولم تتوفر لهم وسائل انتقال.
نعلم جميعا أن الحج مشقة.. ولكن ما حدث مع الحجاج الذين وقعوا فريسة لسماسرة الحج كان بمثابة قتل لهم وليس معاناة ولا مشقة عادية.. حيث خدعتهم شركات سياحة ولم توفر لهم لا أماكن إيواء ولا حافلات لنقلهم وكأنها تركتهم فى العراء وبدون تأشيرة صحيحة فلم يجدوا من يرحمهم!!
قلنا أكثر من مرة فى كل موسم للحج.. انه لابد من توعية الحجاج قبل السفر.. والأهم مراقبة الشركات والجمعيات التى تعتبر الحج سلعة أو تجارة وأن الحاج مجرد «زبون» يجب استنزافه.. وللأسف تتكرر نفس الأخطاء كل عام.. فلا توعية ولا رقابة.. خاصة ان هذا العام كانت هناك شروط جديدة للحصول على تأشيرات الحج وضوابط وضعتها المملكة فأرادت بعض الشركات التحايل عليها وباعت الوهم للناس!!
أمام ما حدث فى موسم الحج هذا العام وتزايد حالات الوفيات من المصريين ضحايا الشركات وجهة الرئيس عبدالفتاح السيسى بتشكيل «خلية أزمة» برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى لمتابعة أوضاع الحجاج وبحث الأسباب التى أدت لزيادة أعداد الوفيات من ضيوف الرحمن الذين نسأل الله لهم الرحمة وأن يلهم ذويهم الصبر.
الحكومة من جانبها قامت بتشكيل «خلية الأزمة» التى قررت سحب تراخيص 16 شركة سياحية تحايلت لتسفير الحجاج بصورة غير نظامية وإحالة مسئوليها للنيابة.
أيضا طالبنا من قبل بتشكيل لجنة دائمة للحج تقوم كل عام بمتابعة أمور الشركات والبعثات والتنسيق مع السلطات السعودية.. والتأكد من توفير كافة وسائل الراحة لضيوف الرحمن ومن حصول كل حاج على تأشيرة صحيحة ومتابعة أماكن الاقامة وكيفية توفير وسائل النقل.. والأهم تنظيم دورات لتثقيف وتوعية الحجاج قبل سفرهم ليكونوا على علم بالمناسك وبما يصادفهم من أماكن للزحام وماذا يفعلون وكيف يؤدون الشعائر؟!.
كما اقترحنا منذ سنوات إنشاء صندوق طوارئ لاغاثة ومساعدة الحجاج الذين تعرضوا لمشاكل أو انقطعوا عن بعثاتهم أو خدعتهم الشركات أو إعادة جثامين المتوفين لمصر إذا لم يدفنوا فى مكة والمدينة.. ويمكن جذب موارد عديدة للصندوق بعيداً عن موازنة الدولة منها على سبيل المثال تحصل مبلغ من كل حاج أو معتمر وليكن 100 جنيه ومثلها على كل تذكرة طيران بخلاف مساهمات وتبرعات الأزهر والأوقاف ورجال الأعمال وأهل الخير والجمعيات الخيرية.. المهم ألا نترك ضيوف الرحمن نهبا «لتجار الحج» أو للجهل بكيفية أداء المناسك فيعودوا كما ذهبوا.. لم يحجوا!!