لم تصدر من الرئيس عبدالفتاح السيسى يوماً إساءة أو حتى كلمة جارحة، لأى دولة، أو رئيس أو مسئول دولي، حتى الدول التى شهدت اختلافاً مع مصر، لم يحدث أن الرئيس تعرَّض لأحد، بل حرص على عدم ذكر الدول والأشخاص وعدم الإساءة لأحد، فى أدب جم يجسِّد عظمة وشرف القيادة ونبلها.
مصر على مستوى الدولة لديها سياسات وعلاقات خارجية، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدولة، وتوازن العلاقات، واحترام سيادة الدول، وعدم العدوان، وترسيخ وتغليب لغة العقل والحوار، ويتبنى التسويات السلمية، والسياسية للأزمات والصراعات، والحرص على التعاون وتبادل المصالح والمنافع، والموارد، والالتزام الكامل بمبادئ القانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية، وأيضاً وجود دور فاعل ومؤثر فى تسوية الأزمات فى المنطقة ارتكازاً على الحوار والتفاوض، لترسيخ الأمن والاستقرار فى المنطقة، لم تضبط مصر يوماً بالتدخل فى شئون أى دولة أو محاولتها إثارة الاضطرابات، أو الانحياز لطرف على حساب آخر، وتحرص على عدم الاستجابة لمحاولات الاستقطاب، وتقف على قدم المساواة مع الجميع، وتٌعلى من شأن التعاون والشراكة، بما يحقق مصالح الدول وتطلعات الشعوب.
مصر خاضت الكثير من التحديات من أجل استعادة علاقاتها مع كافة دوائر أمنها القومى بشكل خاص ومع جميع دول العالم بشكل عام، لدرجة أنها ترفع شعار حق القارة الإفريقية فى الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة، والشراكة العادلة مع الدول الكبرى فى الاستثمار بمواردها، وثرواتها، وتوفير التمويل اللازم وتعمل بكافة الوسائل والجهود على تعزيز وتفعيل العمل العربى المشترك، لمجابهة التحديات والتهديدات التى تواجه المنطقة العربية، وما تشهده من متغيرات واضطرابات، وتعمل على تحقيق التكامل العربي، وتربطها بالأشقاء العرب علاقات قوية، وشراكات إستراتيجية.
مصر لم تكن أبداً سبباً فى توترات أو نزاعات، أو تقويض الأمن والاستقرار وتستند فى خلافاتها مع الأطراف الأخرى على الوسائل السياسية والدبلوماسية لكنها لا تفرط أبداً فى حقوق مشروعة، لذلك بات العالم على قناعة بأن مصر هى ركيزة الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط ويعوِّل عليها المجتمع الدولي، والقوى الكبرى فى قيادة المنطقة، وإرساء السلام.
فى كافة الأزمات بدول المنطقة كانت مصر ومازالت حاضرة، سواء فى السعى لإنهاء وحل الأزمة الليبية من خلال بناء الدولة الوطنية ومؤسساتها والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضى الليبية، وخروج القوات الأجنبية، والميليشيات والقوات المرتزقة، والعمل على استكمال وانقاذ المسار السياسى بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وهو نفس الحال بالنسبة للسودان الشقيق، تدعو مصر إلى وقف الصراع والاقتتال الأهلي، واللجوء إلى تغليب لغة الحوار والعقل والعودة للمفاوضات والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه واستكمال المسار السياسي، وتقديم أوجه الدعم الإنساني، واستقبال الأشقاء الفارين من ويلات الاقتتال الأهلى بحثاً عن الأمن والاستقرار فى مصر.
مصر، لم تكن لها يوماً أى أطماع، أو أهداف أخرى سوى عودة الأمن والاستقرار لهذه الدول، بما حقق تطلعات الأشقاء فى البناء والتنمية.
مصر الشرف فى زمن عز فيه الشرف، هذا واقع نعيشه لم تخدع، ولم تناور، ولم تطمع أو تتدخل لتأجيج الصراعات، بل جل أهدافها هو إطفاء الحرائق، وتؤدى دوراً ملموساً فى السعى لإنهاء أزمات الدول الشقيقة فى ليبيا والسودان، واليمن وسوريا، بل وتحاول من خلال تحركات إستراتيجية لاحتواء الموقف فى المنطقة من خلال زيارات مهمة تؤدى إلى نزع فتيل الإشعال فى المنطقة، ومحاصرة التهديدات، سواء دولياً وإقليمياً لأن خيارها الإستراتيجى هو السلام الذى يرتكز على القوة والقدرة.
مصر ـ السيسى تبحث فى سياساتها وعلاقاتها الخارجية عن العديد من الأهداف النبيلة، أبرزها التقارب والسلام والعلاقات القوية مع مختلف دول العالم، لترسيخ الأمن والسلم الدولى والإقليمي، وأيضاً عن تحقيق مصالحها، ورغم ما يواجه مصر من تهديدات إلا أنها تتحرك للدفاع عن مصالحها من خلال قنوات الشرعية الدولية، والدبلوماسية والتحركات السياسية فالدفاع المشروع عن النفس وعن الحقوق المستند على مبادئ القانون الدولي، يمثل أعلى درجات المسئولية الدولية، والالتزام بميثاق الأمم المتحدة.
مصر لم تتآمر على أى دولة، ولم تستغل أزمات أى دولة، أو لحظات ضعفها، بل دائماً لديها مواقف شريفة، لذلك حظيت القاهرة بمصداقية وثقة عالمية لدى المجتمع الدولي، خاصة أنها تمارس الحكمة وعدم الجنوح إلى إشعال المنطقة، ولا تسعى للصدام مع أحد، لا تمارس التعنت، وملتزمة تماماً بمسئوليات، رغم أنها تمتلك القوة والقدرة إلا أنها قوة شريفة وحكيمة.
مصر تنفتح فى علاقاتها مع الجميع دولياً وإقليمياً، تفتح صفحات جديدة من العلاقات، وجسور التواصل وتبادل المصالح فى محاصرة ذكية لكافة التهديدات، وأسباب اشتعال المنطقة قبل السقوط فى حرب شاملة، تسبب الكارثة للجميع، لعل عودة قوة العلاقات المصرية ـ التركية تحقق أهداف الدولتين فى كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة وتخدم أهداف المنطقة فى إحلال الأمن والاستقرار والسلام، وهذه الخطوة الاستراتيجية من وجهة نظري، تأتى بعدها خطوات أخرى فى القريب من أجل السلام وحماية الأمن والسلام فى المنطقة ونزع فتيل الاشتعال وبدء صفحات جديدة من علاقات التعاون والشراكة.. هذا هو الدور الاستراتيجى الشريف الذى تؤديه مصر بنبل ووضوح، وعن قوة وقناعة.
مصر القوية القادرة حاضرة، فى مناطق وامتدادات أمنها القومي، لحماية مصالحها الحيوية والوجودية، وكذلك ترسيخ الأمن والاستقرار والسلام، انطلاقاً من دورها المسئول وليس لممارسة الاعتداء، أو العدوان وهذا ما يدركه العالم جميعاً، وتعمل فى صمت وبكفاءة وجدارة دون ضجيج، فى هذا الإطار وبفاعلية وبتأثير عميق للحيلولة دون اشتعال الحرائق، أو محاولات إلحاق الضرر بأمنها القومي، ومصالحها الاستراتيجية الوجودية، أو مساعدة الأشقاء فى حماية سيادتهم، وبناء مؤسساتهم الوطنية.
«مصر ـ السيسي».. أيضاً لديها جيش وطنى عظيم قوى وقادر هو الأقوى فى المنطقة وأفريقيا، وأحد أقوى جيوش العالم. لكنه جيش شريف، يحمى ويصون ولا يهاجم أحداً، ولا يعتدى على أحد، ولا يطمع فى أحد، تجسيد حقيقى لعقيدته الشريفة ولسياسات الدولة المصرية، الواضحة فى عدم التدخل فى شئون الدول أو انتهاك سيادتها، فالجيش المصرى العظيم، وما لديه من قوة وكفاءة وجاهزية واحترافية يؤدى مهامه المقدسة فى حماية الحدود والأرض والأمن القومى المصري، والمصالح المصرية أينما كانت، ولعل نجاحاته وإنجازاته العظيمة فى القضاء على الإرهاب فى حق مشروع لحماية الدولة، وتحقيق الأمن والاستقرار وفرض السيادة الوطنية، ثم تأمين حدود ممتدة تشهد اضطرابات وحرائق مشتعلة سواء مع السودان الشقيقة أو ليبيا الشقيقة، أو الشمال الشرقى أو الاضطرابات فى البحر الأحمر، لكن الجيش المصرى بما لديه من كفاءة وجاهزية نجح تماماً فى تأمين الحدود المصرية باحترافية ويقظة.
إجمالاً، نحن أمام وطن شريف، يتمتع بأعلى درجات القوة والقدرة والردع، لكنه يتمسك بأهداف الحكمة والرشد والتوازن والثبات، ويٌصر على الالتزام الكامل بمبادئ القانون الدولي، لكن ذلك عن ثقة وقوة وإيمان، لا يحتمل على الإطلاق التفريط أو التهاون فى حماية أمن مصر القومى ومصالحها ومواردها الوجودية، تواجه بإبداع، حجم هائل من التحديات والتهديدات والمخططات والمؤامرات، لكن تواجه بثبات وثقة واقتدار، وإبداع التحركات، ومحاصرة التهديدات التى تستهدفها دون ضجيج لكنها تحركات مؤلمة، للآخرين، وفى ذات الوقت تتسق مع مبادئ القانون الدولى والشرعية الدولية، لذلك نفخر بوطن شريف نعيش فيه يتمتع بأعلى درجات القوة والحكمة.