لا أجد أى كلمات لأقولها على الوضع المخزى الذى يراه العالم فى الأراضى الفلسطينية المحتلة ولبنان من عدوان إسرائيلى غاشم دون تحرك ذى فاعلية، للأسف الشديد رئيس الوزراء الإسرائيلى يفعل كما يفعل ويقتل الأبرياء المدنيين بأسلحته الفتاكة الحديثة دون أى رحمة، وبالتالى فهو العائق الحقيقى أمام وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، ويريد توسيع نطاق الحرب وجر الولايات المتحدة الأمريكية إليها.
هناك ضرورة للعمل على الانفاذ الفورى والمستدام للمساعدات الإنسانية العاجلة للفلسطينيين فى قطاع غزة، والضغط على إسرائيل لتحمل مسئولياتها تجاه المدنيين داخل القطاع وفقاً لالتزاماتها بموجب القانون الدولى الإنسانى وباعتبارها قوة الاحتلال، كما ان السياسات والإجراءات المستمرة التى تقوم بها إسرائيل بالقطاع أدت لكوارث ومنها تفشى الأمراض والأوبئة والمجاعة، وهو أمر يؤكد أنها تمارس أبشع صور القتل العمد ولا تحترم القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني، فهى تدمر لأنها تعلم جيدا أنها لن تحاسب على ما تقوم به من مجازر وحشية تجاه الفلسطينيين، الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية التى تقوم بها تستهدف عرقلة انفاذ المساعدات الإنسانية ومنع وكالة الأونروا من الاضطلاع بدورها.
ما يحدث فى لبنان من عدوان إسرائيلى غاشم يؤكد أنها تطبق سيناريو من أجل توسيع عملياتها، وعلى العالم أن يدرك جيدا خطورة ما تفعله تل أبيب على استقرار المنطقة التى أصبحت الآن أقرب من أى وقت مضى لاتساع نطاق الحرب وعدم الاستقرار، كما ان هناك ضرورة لعدم المساس بسيادة لبنان وسلامة أراضيه.. وان التوصل لوقف فورى لإطلاق النار فى لبنان، وأيضاً فى قطاع غزة، هو مفتاح التهدئة فى المنطقة، كما ان هناك ضرورة لوقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والدفع بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 بشكل كامل، بما يشمل تمكين الجيش اللبنانى وعودته إلى الجنوب، ودعم المؤسسات اللبنانية وأهمية إنهاء ملف الشغور الرئاسى عبر تحقيق توافق وطنى وبملكية لبنانية دون تدخلات من أطراف خارجية، وللأسف الشديد فإن استهداف جيش إسرائيل لقوات اليونيفيل هو انتهاك للسيادة اللبنانية والقانون الدولي، وهو ما أدانته كافة الدول، ولكن لا يوجد أى قرار أو عقاب تجاه إسرائيل بشأن ما تفعله وتقوم به.
نريد عالما عادلا ينصف المظلوم ويعطيه حقوقه الكاملة ولكن ما يحدث من عدوان إسرائيلى على غزة والضفة الغربية ولبنان يؤكد أن العالم لم يقف فى وجه الظالم طيلة هذه الفترة بل يدعه يفعل كما يفعل دون عقاب رادع لما يقوم به من ممارسات تجاه ابرياء ليس بيدهم شيء إلا أنهم لن يتركوا أرضهم وبيوتهم من أجل محتل يريد فقط ان يستولى على أرضهم دون وجه حق، فأين هذا العالم من هذه الحماقة الإسرائيلية والأفعال التى لا يمكن السكوت عنها مطلقا، نريد ان تشهد الفترة المقبلة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما نأمل أن تكون الأيام القادمة شاهدا على إعلان عدد آخر من الدول الاعتراف بالدولة الفلسطينية.