بالرغم من معرفة الكثيرين بمحدد المواقع (google map) إلا أنه لا يتوفر لآخرين، وهو ما لاحظته عند التفاف شابين بآخر يتصبب عرقاً من كثرة المشى فى حرارة الصيف الماضى بدوران شبرا وهو يسألهما عن حارة تسمى «حارة الغيطانية»، فتطوعت بالتدخل لإحساسى بأنهم لا يعرفون وشهامتهم ستتيهه، فأرشدته ببساطة مع إعطائه دلالات مميزة فى الطريق، واندهشت عندما أخبرنى بأنه كان قادماً من مكان قريب من هذا الوصف.وللأسف تدفع الشهامة البعض للاجتهاد والرد على أى سائل مهما كانت شكوكهم فى موقع المكان.
وهو نموذج يدفعنا للتدقيق فى عمليات الوصف ليس فقط بالنسبة لمكان ولكن فى الأعمال المختلفة أيضاً، فقد يكلفنا سوء الوصف الكثير كفشل الأداء للعمل أو إطالة زمن التنفيذ أو ارتفاع التكلفة الكلية لمنتج ما، وقد يؤدى لحوادث بالطريق أو إصابات أو خسائر بالمنازل.
من الضرورى نشر التوصيف الصحيح المبسط فى جميع المجالات، فوصف المريض آلامه ومكانها بدقة فى المجال الطبى مثلا يرشد الطبيب ولأهميته فى المجالات الهندسية فاجأ أستاذ طلبته بسؤال ضمن أسئلة مادة هندسية يقول «صف لغريب بباب الكلية الطريق لغرفة العميد» وأعطاه درجة مضاعفة.
وبالطبع سيعطى سؤال كهذا فكرة للممتحن عن قدرة الطالب بعد تخرجه.
إن الوصف البسيط الدقيق والصحيح بلا لبس ييسر كثيراً من الأمور الحياتية والعملية، فليته يكون ضمن أحد دروس الصغار بالمدرسة أو حتى بالمنزل وحتى ضمن أى دورة تدريبية للعاملين بالقطاعات المختلفة.